السبت 30 آذار (مارس) 2013

الأرض / القضية في يومها المتجدد

السبت 30 آذار (مارس) 2013 par محمد العبدالله

سبع وثلاثون سنة مرت على إنتفاضة الشعب العربي الفلسطيني داخل الوطن المحتل منذ عام 1948. في ذلك اليوم 30 مارس/ آذار سنة 1976 هبت جماهير الشعب في وجه الغزاة، معلنة رفضها لتهويد الأرض وصهينتها.فقد أدت سياسات القمع الوحشي خلال سنوات الحكم العسكري المباشر، ومع إزدياد وتفشي ممارسات التمييز العنصرية، المحمية بحزمة قوانين“مدنية!”، وعمليات مصادرة الأراضي، إضافة للحروب والمجازر التي شنتها قوات الكيان/الثكنة، ضد أبناء شعبهم وأمتهم على مدى ثلاثة عقود ونيف، أدى كل ذلك إلى توفر كل العوامل المساعدة لتفجر بركان الغضب .

منذ الساعات الأولى لقيام كيان العدو، مارست حكوماته المتعاقبة حتى الآن، سياسة التمييز العنصري، والقمع، والحصار الجغرافي والاقتصادي، وتقليص الخدمات في مجالات “الصحة، التعليم، البناء”، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي. وبالاستناد للإحصائيات الموثقة، فإن العرب الذين كانوا يمتلكون ما نسبته 97% من أرض وطنهم حين الإعلان عن إقامة الكيان اللاشرعي، أصبحوا لا يملكون اليوم أكثر من 3,5% منها، من ضمنها 2,5% ضمن نفوذ المجالس العربية المحلية، و1% يخضع لنفوذ المجالس الإقليمية اليهودية، ولهذا فإن النسبة الأخيرة، هي احتياطي الأرض الوحيد للعرب. واليوم، يواجه عرب الداخل، أصحاب الوطن، سلسلة جديدة من عمليات المصادرة والاقتلاع والهدم، لا تتوقف عند قرية العراقيب، التي لم يعد ممكناً حصر عدد المرات التي تـُهدم فيها ، بل تمتد إلى مناطق أخرى في النقب .وقد تم الكشف عن وجود قرارات لهدم آلاف المنازل العربية ، ولتهجير مواطني عشرات القرى غير المعترف بها. لم تتوقف المأساة عند هذه الحدود ، بل تبرز في كل يوم أشكال جديدة من هذه الإجراءات العنصرية الإجلائية،

جاء الإعلان عن مشروع “تطوير الجليل” (تقرأ: تهويد الجليل) الهادف تحقيق سيطرة ديموغرافية يهودية عليه ، بالرغم من أن غالبية مواطنيه (70 بالمئة) من العرب، حيث حاولت حكومة العدو مصادرة حوالي 21 ألف دونم من الأراضي التابعة للبلدات والقرى العربية (عرابة البطوف، سخنين، ديرحنا وعرب السواعد وغيرها)، منهم أكثر من 6 آلاف دونم من الأراضي العربية، وأكثر من 8 آلاف دونم من “أرض الدولة” التي هي أصلاً منتزعة من الفلاحين العرب، بينما كان حصة الأراضي اليهودية حوالي 4 آلاف دونم فقط في منطقة صفد، أي أن المصادرة استهدفت الأراضي العربية في الأساس.

هذا الإعلان، كان الشرارة التي “أشعلت النار في السهل كله”. غصت ساحات وشوارع المدن والبلدات والقرى العربية بعشرات الآلاف من المحتجين الذين اشتبكوا مع قوات القمع الصهيونية، مما أدى لسقوط ستة شهداء ومئات الجرحى. لقد أضاءت دماء الشهداء من أبناء وبنات الشعب (رجا أبو ريا، خضر خلايلة، خديجة شواهنة وجميعهم من “سخنين” و خير أحمد حسن من “عرابة البطوف”، و محسن طه من“كفر كنا”، و رأفت على زهيري من قرية “نور شمس” الذي استشهد في بلدة “طيبة المثلث” ) درب الكفاح الوطني، ورسمت عذابات الجرحى والمعتقلين، طريق النضال الطويل.

على الجانب الآخر من الوطن المحتل عام 1976 ، تتسارع عمليات الهيمنة الصهيونية في محاولات متعددة لتوسيع استعمارالأرض وتشريد السكان، كما يحصل بشكل صارخ في مدينة القدس التي تكشف البيانات أن 49.8% من مستعمري الضفة، البالغ عددهم حسب جهاز الاحصاء الفلسطيني 536,932 مستعمراً نهاية العام 2011، والذين يشكلون مانسبته 21 % من سكان الضفة المحتلة يسكنون في محافظة القدس، _حوالي 267,643 مستعمراً منهم، 199,647 مستعمراً في القدس الشرقية_. وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 %. أما في محافظة القدس فان نسبة المستعمرين تبلغ حوالي 68 %. علماً، أن الذين يعيشون فوق أراضي فلسطين التاريخية البالغة مساحتها حوالي 27 الف كم2 حوالي 11.8 مليون نسمة، يشكل اليهود ما نسبته 51% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي. بينما تبلغ نسبة الفلسطينيين 49% من اجمالي مجموع السكان ويستغلون حوالي 15% من مساحة الأرض، مما يقود الى الاستنتاج الى ان الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من ربع المساحة التي يستحوذ عليها المستعمر، من الارض.

اليوم والشعب العربي الفلسطيني يلبي نداء الأرض في كل مناطق وجوده، يؤكد على حقه بكل الأرض الفلسطينية، المنكوبة باحتلالي 1948 و1967. هذا الحق الذي يجد تعبيراته في التمسك بوحدة الأرض والشعب، وبالمقاومة، ثقافة وممارسة، في وجه دعوات الإعتراف بكيان العدو و“يهوديته” كما سوق لها “الرئيس أوباما عند زيارته قبل أسبوع للوطن المحتل، عندما أكد على أن هذا الكيان( موجود لأنه الوطن التاريخي”للشعب اليهودي“).هذا الرئيس الذي وصفه الكاتب الصحفي”جيفري غولدبرغ " بأنه (الرئيس الأكثر يهودية في التاريخ الأمريكي).

على مدى أكثر من ثلاثة عقود أعقبت إنتفاضة الثلاثين من آذار، تتجذر الحركة السياسية للشعب داخل وطنه، وتزداد يوماً بعد يوم، حقيقة إرتباط أبناء وبنات الأراضي المحتلة عام 1948، بشعبهم في باقي أراضي الوطن ومناطق اللجوء والمنافي. كما يؤكد أولئك المرابطون على أرضهم، حقيقة وأصالة موقفهم القومي ،في مواجهة “الغزاة الجدد” الذين يحاولون إستباحة الأراضي العربية.

في دلالة ومعنى الاحتفاء بنداء الأرض/ القضية، في هذا اليوم وكل يوم، تبرز حقائق جلية في انتماء هذا الشعب لوطنه وأمته. هذا الوطن الممتد من رأس الناقورة إلى رفح، ومن شواطىء البحر المتوسط إلى غور الأردن . هذه الأرض التي يؤكد أصحابها بأنها غير قابلة للتجزئة، أو المساومة، أو المقايضة، أو السمسرة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2165551

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

2165551 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 34


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010