الأحد 3 شباط (فبراير) 2013

بشاعة العنصرية الصهيونية

الأحد 3 شباط (فبراير) 2013 par د. فايز رشيد

التعقيم هو طريقة نازية، فوفقاً للكاتبة أنّا فريدمان( الضحايا الآخرون، دار النهضة، دمشق،2005،ص39) فإن السلطات النازية أجرت تعقيماً لأنغال إقليم الراين، وكان هؤلاء أبناء تم إنجابهم من ملونين, وفيهم من أبناء شمال إفريقيا(من العرب) ونساء ألمانيات وتم التعقيم في عام 1937.

تعقيم النساء والشابات من اليهوديات الإثيوبيات قبل استقدامهن إلى «إسرائيل»! هذا هو عنوان الفضيحة الجديدة للعنصرية الصهيونية. لقد اعترفت وزارة الصحة «الإسرائيلية» ضمناً بهذا الأمر، فوفقاً لصحيفة“هآرتس”«الإسرائيلية» فإن مدير عام وزارة الصحة البروفيسور روبي جمزو بعث في الاسبوع الماضي رسالة إلى أربع شبكات عيادات رسمية, طلب فيها من المعنيين في العيادات “حقن النساء الإثيوبيات بحقنة ـ ديبو بروفيرا ـ بعد الشرح لهن وموافقتهن على ذلك”.

القناة التربوية للتلفزيون الإسرائيلي بثت تقريراً أواخر الشهر الماضي يناير، كشفت فيه عن هذه القضية، وبينت فيه التعاون بين منظمة “الجونيت” (وهي الفرع في الحركة الصهيونية المتخصص بهجرة اليهود إلى« إسرائي»ل) وبين وزارة الصحة حول هذه القضية، فقد تبين “أنه وقبل استقدام الإثيوبيات يجري حقنهن من أجل العقم وعدم إنجاب الأطفال في معسكرات التجمع في أثيوبيا بضعة مرات،بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر”. وأوضحت القناة أنه يجري تخيير النساء بين الهجرة إلى« إسرائيل» مع القبول بالحقن أو رفض طلباتهن بالهجرة.

معروف أن الحديث عن هذه القضية جرى أيضاً في وقت سابق، عندما تم إتلاف كميات الدم التي تبرع بها يهود أثيوبيون لبنك الدم «الإسرائيلي». أيامها بررت إسرائيل هذه الخطوة باحتمال وجود فيروسات الإيدز في دمائهم ( وكأن المختبرات الإسرائيلية غير قادرة على اكتشاف هذه الفيروسات!)، كان ذلك للتغطية على حقيقة وسبب الاتلاف، المتمثل بفتاوى أصدرها مجموعة من الحاخامات اليهود بعدم جواز اختلاط الدم بين اليهود البيض واليهود السود! للعلم منذ هجرة اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل وهم يعانون تمييزا عنصريا واضحا من الدولة الإسرائيلية ( بطريقة خفية بالطبع) ومن عموم «الإسرائيليين» البيض. هذا ما تقوله منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل, تماماً مثلما هو التمييز ضد اليهود الشرقيين وذوي الأصول العربية منهم خاصة.

الفضيحة «الإسرائيلية» الجديدة أعادت إلى الأذهان قضية اختفاء(500) طفل يمني من أبناء اليهود اليمنيين الذين هُجروا إلى إسرائيل في بداية الخمسينيات. كل التحقيقات التي أدّعت «إسرائيل» آنذاك بإجرائها، لم تكشف حقيقة ما حصل! في تسعينيات القرن الزمني الماضي، ونتيجة لتحقيقات أجرتها منظمة معنية خاصة، تبين أنه وفي معظمهم, وبعلم الأجهزة الرسمية فإن هؤلاء الأطفال ذهبوا إلى عائلات يهودية غربية تعيش خارج إسرائيل. هذا ما تم التوصل إليه.

للعلم التعقيم هو طريقة نازية، فوفقاً للكاتبة أنّا فريدمان( الضحايا الآخرون، دار النهضة، دمشق،2005،ص39) فإن السلطات النازية أجرت تعقيماً لأنغال إقليم الراين، وكان هؤلاء أبناء تم إنجابهم من ملونين, وفيهم من أبناء شمال إفريقيا(من العرب) ونساء ألمانيات وتم التعقيم في عام 1937.
التعقيم أيضا مارسته الولايات المتحدة في عام 1915( بعد إبادتها الجماعية لــ112 مليوناً من الهنود الحمر) فقد عقّمت 14 مليون أميركي من الفقراء والمعاقين الأميركيين، ونصح به في السبعينيات(وفي وثيقة سرية)هنري كيسنجر ضد موطني 13 دولة من دول العالم من بينها من الدول العربية مصر! (أميركا والأبادات الجنسية , منير العكش , دار رياض الريس , بيروت , 2012 , ص 9 ) لذلك لا نستغرب أن تستعمله «إسرائيل» ضد من تعتبرهم يهوداً من الدرجة المتدنية، هذه هي« إسرائيل» وهي تسير على هدي النازية، وعلى خطى حليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة.

لقد سبق «لإسرائيل» وإبّان الانتفاضة الفلسطينية الأولى أن استعملت مواد معقمة أطلقتها على طالبات المدرسة الثانوية في جنين على شكل غازات استنشقنها ,في تلك الحقبة كشفت منظمات محلية رسمية فلسطينية ودولية أن تلك الغازات تؤدي إلى العقم.

العنصرية ليس لها حدود، فهي ظاهرة ملازمة للصهيونية، ولذلك فإن التعقيم مارسته «إسرائيل» ضد اليهود الإثيوبيين أيضاً، “لتجنيب أن يسكن «إسرائيل» يهود سود”تعتبرهم القيادات الصهيونية و«الإسرائيلية» بشراً من نوع مختلف، متخلف،لا يستحق الحياة، ولو لا حاجة« إسرائيل» للبشر لما قامت باستقدام اليهود السود ولا غيرهم من الشرقيين،فالتمايز واضح بين اليهود الغربيين (الأشكيناز) وبين اليهود الشرقيين (السفارديم) حتى أنه لكل جماعة حاخامها الخاص ولها حزبها أيضاً، فهناك حزب لليهود المتدينين الشرقيين وآخر للمتدينين الغربيين.

قد لا تجد في القوانين« الإسرائيلية» نصوصاً تفرّق ما بين يهودي ويهودي آخر، لكن هناك من التطبيقات العملية في الحياة الاجتماعية« الإسرائيلية» ما له أكثر من فعل القوانين الرسمية فاليهود الغربيين لهم أحياؤهم في المدن «الإسرائيلية» التي لا يسكنها يهود شرقيون، والعكس بالعكس صحيح أيضاً. التمايز والتفرقة تقوم بين اليهود الغربيين باعتبار أن اليهود الذين جاءوا من الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية هم في درجة أعلى في سُلّم التقييم العرقي من اليهود الآتين من دول أوروبا الشرقية( كاليهود الروس) على سبيل المثال وليس الحصر.

ومع مرور الزمن،سنسمع المزيد من الفضائح الصهيو ـ إسرائيلية في التطبيقات العنصرية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2165883

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165883 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010