الأحد 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012

الأهم أنّ خيار المقاومة ينتصر

الأحد 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 par غالب قنديل

بعض التعبيرات السياسية التي صدرت أخيراً عن قادة حركة حماس ومتحدثيها، قوبلت بشيء من المرارة نتيجة تجاهل الدعم الذي قدمته كل من سورية وإيران وحزب الله والسودان لتمكين المقاومة في قطاع غزة، من امتلاك قدرات القتال والردع ، وحيث انصب اهتمام قادة الحركة ومتحدثيها على توزيع تعابير الشكر والامتنان لحكام مصر الجدد وأمير قطر وحكومة الوهم العثماني الذين شكلوا فريق التفاوض المكلف من الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض الشروط «الإسرائيلية» وضمان المصالح «الإسرائيلية» في اتفاق التهدئة الذي فرضته بالمقابل قوة الردع الفلسطينية.
أولا: لم تكن القيادة السورية تبحث عن شكر أو تنويه من أي كان، عندما تبنت خيار المقاومة في مواجهة نهج الاستسلام منذ اتفاقية «كامب ديفيد» فهي انطلقت بذلك من حساباتها الاستراتيجية القومية والوطنية ويومها تصادمت مع أوهام قيادة منظمة التحرير حول التسوية ومع جميع الحكومات الرجعية العربية، وليس فقط مع نظام السادات واحتضنت سورية مذاك المقاومين في لبنان وفلسطين، بغض النظر عن عقائدهم ولافتاتهم بناء على هذا الاختيار المبدئي الحر.
لم تكن تلك هي الغاية، عندما اتجه الرئيس الراحل حافظ الأسد بعقله الاستراتيجي إلى إقامة معامل الصواريخ في سورية واحتضان فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية وتزويدها بجميع القدرات اللازمة لتطوير عملياتها ضد الاحتلال، بل كان هذا القائد يفكر في مستقبل الصراع العربي «الإسرائيلي» وفي تطوير المقاومة الشعبية والعسكرية ضد العدو، وقد توفي بعد أن غمره الفرح العظيم بانتصار المقاومة اللبنانية في العام 2000 وكان خيار المقاومة وصيّته الأولى والأهم.
ثانيا: إن ما قامت به سورية بإمكاناتها الذاتية المتواضعة كبير وعظيم وما أنجزته سورية في السنوات الأخيرة بالاشتراك مع حليفها الاستراتيجي الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع المقاومة اللبنانية هو كبير وعظيم أيضا و مبني أولا وأخيرا على العمل من أجل تحرير المنطقة من الهيمنة الاستعمارية الصهيونية، وبغض النظر عن آراء الجاحدين أو المتواطئين وحين تحقق المقاومة انتصارا في الميدان وتبرهن على تفوقها
في مواجهة العدو المأزوم والمذعور، فذلك انتصار لفكرة المقاومة ولخيار المقاومة، لسورية وإيران وحزب الله ولكل مقاوم في المنطقة وخصوصا في فلسطين.
إن الثبات في السياسة السورية المقاومة للهيمنة الاستعمارية والداعمة لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين طيلة الثلاثين عاما المنصرمة وخصوصا منذ احتلال العراق حتى اليوم والرد المنهجي الحازم الذي قابل به الرئيس بشار الأسد تهديدات إدارة بوش الابن هو المحرك الرئيسي للحرب العالمية التي تستهدف سورية اليوم، سواء أدرك ذلك بعض المنزلقين بالواسطة أم غابت عنهم الحقائق في فورة العصبيات والغوايات.
ثالثا: كان خيار الجمهورية الإيرانية الإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني مبنيا على وعي تاريخي لحقيقة أن انتزاع الاستقلال وإطلاق التنمية المستقلة في أي من بلدان الشرق يعني بالتحديد امتلاك خيار واضح في مجابهة الهيمنة الاستعمارية وقاعدتها الأولى التي يمثلها الكيان الصهيوني، وبالتالي فإن تبني إيران لخيار المقاومة ودعمها لجميع فصائل المقاومة بجميع مفرداتها العقائدية والسياسية في لبنان وفلسطين، هو ترجمة لخيار استراتيجي ولعقيدة إستراتيجية إيرانية انطلقت منذ الأيام الأولى للثورة ولم تطلب إيران يوما امتنانا أو عرفانا من أي كان ولا يضيرها ولا يضير شريكتها سورية، أن يحاول البعض التنويع والتجريب في علاقاته وتحالفاته فهو إن ظل وفيا لانتمائه إلى فلسطين والى المقاومة سيجد نفسه محكوما بالانتماء إلى المنظومة الإقليمية الحرة التي تضم سورية وإيران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية، ومن تأخذه غواية الحلف الاستعماري وأدواته يكون قد اختار الانقلاب على فلسطين وليس على سورية وإيران أو حزب الله فقط وهذا شأن متروك للزمن وللفصول المقبلة من الصراع المستمر مع العدو «الإسرائيلي»، هذا العدو الجذري في مطالبه وشروطه والذي لا مجال معه لغير لغة المقاومة والنار والقوة والقدرة وكل كلام آخر أضغاث أوهام لا شأن لها لا بفلسطين ولا بحق العودة ولا بفكرة الحرية ومبادئ العدالة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178229

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178229 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40