السبت 1 أيلول (سبتمبر) 2012

سجال أميركي «إسرائيلي» مكتوم... ديمبسي: لن أشارك في مهاجمة إيران

السبت 1 أيلول (سبتمبر) 2012 par حلمي موسى

وجّه رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي من جديد صفعة أخرى لـ«إسرائيل» بإعلانه «إنني لن أكون شريكاً في الهجوم «الإسرائيلي»» على إيران.

وتترافق هذه الصفعة مع كشف «يديعوت أحرونوت» النقاب عن احتدام الخلاف بين الإدارة الأميركية ورئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو بشأن الهجوم على إيران، وبلغت ذروتها قبل أيام بتبادل الاتهامات بين نتنياهو والسفير الأميركي في «تل أبيب» دان شابيرو. وبحسب مصدر سياسي «إسرائيلي»، ففي لقاء عقد مؤخراً بين نتنياهو وعضو كونغرس أميركي بحضور السفير شابيرو تفاقم الخلاف «وتطايرت هناك شرارات وبرق».

وفي لقاء مع الصحافيين أمس الأول في العاصمة البريطانية، كرر رئيس الأركان الأميركية المشتركة موقفه من الهجوم «الإسرائيلي» المحتمل على إيران وقال: «لا أريد أن أكون شريكاً في العمل، إذا قررت «إسرائيل» فعل ذلك». وأضاف: «أنا لا أريد التورط إذا ما قررت «إسرائيل» الهجوم».

وهذه أوضح رسالة عسكرية أميركية علنية تفيد بأن الجيش الأميركي غير معني حالياً بالعمل العسكري ضد إيران. وثمة أهمية كبيرة لهذا القول في ضوء ما تشيعه «إسرائيل» من أن الولايات المتحدة لن تجد لها في نهاية المطاف مفراً سوى مشاركة «إسرائيل» في الهجوم.

وأوضح من جديد أن الضربة «الإسرائيلية» إذا تمّت «فإنها ستعرقل، ولكنها على ما يبدو لن توقف المشروع النووي الإيراني». وقال في تعبير ذي دلالة إنه لا يعرف نوايا الإيرانيين لأن الاستخبارات «لا تكشف النيات». وحذر من خطر تفكك الائتلاف الدولي ضد إيران في حال مبادرة «إسرائيل» لضربها. وأضاف إن «للعقوبات التي فرضت تأثيراً وينبغي منحها الفرصة المنطقية للنجاح».

وكان عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري مايك روجرز قد زار «إسرائيل» الأسبوع الماضي، والتقى برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وخرج روجرز من هذا اللقاء بانطباعات عرضها على وسائل الإعلام الأميركية وجوهرها أن نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك قرراً أن لا سبيل لإيقاف المشروع النووي الإيراني سوى العمل العسكري.

وأبدى تقديره، مع ذلك، أن «إسرائيل» لن تهاجم إيران قبل الانتخابات الأميركية. وقال روجرز «لا شك عندي في أن الانتخابات الأميركية تشكل جزءاً من منظومة الاعتبارات «الإسرائيلية»».

وأوضحت «معاريف» أن أهمية كلام روجرز تكمن في واقع أن نتنياهو وباراك سعيا حتى الآن لإقناع العالم بأن «إسرائيل» تنوي تنفيذ هجومها العسكري المنفرد ضد إيران في أشهر الخريف القريبة، قبل الانتخابات الأميركية وخلافاً لموقف إدارة أوباما.

وقالت الصحيفة إن روجرز المطّلع بحكم منصبه تقريباً على كل المعلومات المتعلقة بإيران، استمع في زيارته التي وصفت بأنها «غير علنية» لآخر التقديرات الاستخبارية «الإسرائيلية» بهذا الشأن.

وقال روجرز «أظن أنهم (أي «الإسرائيليين») يؤمنون أن بوسعهم ربما بعد الانتخابات النجاح في إقناع الولايات المتحدة بالتعاون» في الهجوم على إيران.

غير أن المراسل السياسي لـ«يديعوت أحرونوت»، شمعون شيفر كتب أنه في اللغة الديبلوماسية عندما يقال إن هناك «سجالاً» فإنهم يقصدون تبادل برقيات غاضبة أو غير متوافقة.

ولكن السجال الذي دار مؤخراً بين رئيس الحكومة والسفير الأميركي في «إسرائيل» بحضور روجرز خرج بشكل لم يسبق له مثيل عن هذا التوصيف، وبشكل غير ديبلوماسي أبداً.

وأشار شيفر، نقلاً عن جهة شاركت في اللقاء، إلى أن نتنياهو كان غاضباً ومتوتراً بشكل خاص. إذ بدأ اللقاء بهجوم عنيف على إدارة أوباما، التي لا تفعل، حسب رأيه، ما يكفي في المسألة الإيرانية.

وقال إنه «بدلاً من الانتقال للضغط بشكل فعال على إيران، يضغط أوباما ورجاله علينا لمنع مهاجمة المنشآت النووية». وحمل بشدة على موقف الإدارة الأميركية من أنه لا يزال هناك مجال للضغط الديبلوماسي. وشدّد على أن «الوقت نفد».

ويبدو أن السفير شابيرو، الذي كان مستشاراً لأوباما وهو من قام بتعيينه سفيراً، قرر عدم السكوت. فأخذ حق الكلام ورد على نتنياهو بأدب ولكن بشكل حازم قائلاً: «Enough is Enough» (كفى). واتهم شابيرو نتنياهو بتشويه موقف أوباما الذي سبق له أن وعد بعدم السماح لإيران بالتحول إلى قوة نووية، وقال إن كل الخيارات، بما في ذلك الهجوم العسكري، موضوعة على الطاولة. وكتب شيفر أنه إذا تطلب الأمر ترجمة الكلام من «الإنكليزية الديبلوماسية» إلى العبرية فيمكن القول إن شابيرو قال لنتنياهو: «كفّ عن الإزعاج».

ونقل شيفر عن جهات سياسية اطلعت على الحدث أنه في الغرفة «تطاير الشرر والبرق» وتبودلت اتهامات ازدادت حدة. نتنياهو اتهم وشابيرو ردّ، فيما راقب روجرز الأمر وهو مصدوم. وانتهى اللقاء بعدما حامت في الغرفة أجواء التوتر الشديد.

وتوقعت «يديعوت» أن تقع الجولة المقبلة من الصراع بين نتنياهو وأوباما في لقائهما على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر المقبل.

وقالت إن اللقاء بين الرجلين سيحدث على الأغلب، لأن أوباما بحاجة في معركته الانتخابية لصورة يبتسم فيها مع نتنياهو. وبحسب مصدر «إسرائيلي» فإن مشكلة نتنياهو مع أوباما ستنفجر بعد الانتخابات إذا حقق أوباما الفوز، حيث «سيضطر نتنياهو للبحث عن ملجأ من ثأر الرئيس الأميركي في ولايته الثانية».

عموماً وفي مقابلة مع «معاريف» شدد السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون على وجوب أن لا تثق «إسرائيل» بالإدارة الأميركية الحالية. ودعا «إسرائيل» للهجوم العسكري على إيران، معتبراً أن هذا من حقها.

في المقابل فإن مستشار أرييل شارون السياسي، المحامي دوف فايسغلاس، ولمناسبة إصداره كتابه الجديد قال إنه لو كان شارون رئيساً للحكومة فإنه ما كان ليهاجم إيران في الظروف القائمة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2165289

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165289 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010