أوباما يسعى لجمع مرسي بنتنياهو أو بيريز

وكان وزير الخارجية «الإسرائيلي» أفيغدور ليبرمان قد رد على رسائل الطمأنة التي أطلقها مرسي لدول الجوار بوجوب عدم القلق من خطوات مصر في سيناء بدعوة الرئيس المصري لزيارة إسرائيل. وأنكر متحدثون باسم جماعة «الإخوان المسلمين» أن يكون في نية الرئيس مرسي أن يزور «إسرائيل» أبداً.

وأوضحت «يديعوت» أن الإدارة الأميركية تعمل سراً على محاولة ترتيب لقاء قمة بين الرئيس مرسي و«شخصية «إسرائيلية» رفيعة جداً»، قالت إنها على ما يبدو ستكون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أو الرئيس شمعون بيريز. وأضافت أن البيت الأبيض يفحص احتمال ترتيب اللقاء بين مرسي ونتنياهو أثناء مداولات الجمعية العمومية للأمم المتحدة الشهر المقبل في نيويورك. وهناك احتمال آخر وهو أن تتم دعوة الرئيس «الإسرائيلي» شمعون بيريز لزيارة القاهرة.

وبحسب الصحيفة فإن جهات أميركية شرعت بدحرجة الفكرة في اتصالات مع جهات «إسرائيلية». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين «إسرائيليين» قولهم أن الأميركيين يفحصون في هذه المرحلة ما إذا كانت الفكرة قابلة للتحقيق أم لا.

وشدد مصدر «إسرائيلي» على أن «الأمر يتعلق أساساً بمرسي وليس بأي شخص آخر. ومن الواضح أن نتنياهو لم يعارض لقاء كهذا، فيما أن هذا سيشكل إنجازاً كبيراً لأوباما ومثل هذه الصورة مهمة لحملته الانتخابية. ولكن من المشكوك فيه أن يقبل مرسي ذلك».

وكما هو معلوم من المتوقع أن يشارك الرئيس المصري في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسبق أن أعلن عن خطة لعقد لقاء بينه وبين الرئيس الأميركي. كما أن رئيس الحكومة «الإسرائيلية» سيصل إلى الولايات المتحدة في 26 أيلول لحضور مداولات الجمعية العامة ولإجراء لقاءات أخرى. ويجري التباحث في أمر عقد لقاء بين نتنياهو وأوباما إما في نيويورك أو في واشنطن.

وأعلن ديوانا رئاسة الحكومة «الإسرائيلية» والرئاسة «الإسرائيلية» أن لا علم لديهما بمساعي ترتيب لقاء بين مرسي ومسؤولين «إسرائيليين». ومنطقي الافتراض أن مثل هذا اللقاء يشكل حرجاً كبيراً للرئاسة المصرية في ظل الأوضاع الانتقالية القائمة في مصر الأمر الذي يجعل انعقاده أقرب إلى المستحيل. ولذلك قد لا يتعدى النبأ كونه آمالا أميركية أو طريقة لخلق توترات بين الإدارة الأميركية والحكومة المصرية عبر إبراز التباعد بين مواقف الدولتين في هذا الشأن.

وكانت وكالة «رويترز» قد سألت الرئيس المصري في مقابلتها الأخيرة معه إن كان ينوي دعوة رئيس الحكومة «الإسرائيلية» لزيارة القاهرة فتهرب من الإجابة قائلاً إن «مصر والشعب المصري يقرران علاقاته الخارجية بإرادة حرة. وما يحقق مصلحة مصر والمنطقة هو ما دائماً تصدر به القرارات وتكون على أساسه الحركة».

ووجه مرسي في المقابلة رسالة طمأنة لـ«إسرائيل» بشأن التحركات العسكرية في شبه جزيرة سيناء.

وقد التقط وزير الخارجية «الإسرائيلية» أفيغدور ليبرمان أقوال مرسي هذه فدعاه إلى زيارة القدس. وقال ليبرمان «سررت لسماع أقوال الرئيس المصري. هذه بشارة هامة جداً. ولكن من يتحدث عن السلام وعن الاستقرار ملزم أن يفهم أن الأمر لا يمكن أن يبقى مجرداً وافتراضياً. فللسلام تجليات ملموسة. لذلك نحن نأمل في أن نرى الرئيس مرسي يستقبل مسؤولين «إسرائيليين» رسميين. نريد رؤيته يجري مقابلات مع وسائل إعلام «إسرائيلية»، ونريد رؤيته في القدس ضيفاً على الرئيس بيريز».

وقد اعتبر مسؤول في «حزب الحرية والعدالة» دعوة ليبرمان «فجوراً» مؤكدا أن «وطنية الرئيس لا تجعله يقوم بذلك». ووصف الدكتور جمال حشمت، عضو الهيئة العليا لـ«حزب الحرية والعدالة»، في حديث مع صحيفة «الوفد» المصرية، دعوة ليبرمان بأن «هذا فجور ومستحيل أن يزور الرئيس مرسى الكيان الصهيونى». وأضاف «دعوة «إسرائيل» للرئيس مرسى لزيارتها أمر مرفوض ومستحيل أن تتم تلبيتها، وأتوقع أن يرفضها الرئيس». وتساءل حشمت: «إذا لم يقم المخلوع (الرئيس المصري السابق حسني مبارك) بزيارة «إسرائيل» فكيف يقوم الرئيس المنتخب بزيارتها؟»، مشيراً إلى أن هذا الزيارة سيتم رفضها من جانب مؤسسة الرئاسة لأن وطنية الرئيس لا تجعله يقوم بذلك.