الجمعة 24 آب (أغسطس) 2012

«تل أبيب» تُوبخ سفير جنوب أفريقيا بعد قرار بلاده وضع علامة فارقة على منتجات المستوطنات

الجمعة 24 آب (أغسطس) 2012 par زهير أندراوس

بوادر أزمة دبلوماسية بين جنوب أفريقيا والدولة العبرية، فقد قالت الإذاعة «الإسرائيلية» الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت) أمس الخميس، نقلاً عن مصادر سياسية وصفتها بالرفيعة في «تل أبيب»، إن وزارة الخارجية «الإسرائيلية» قامت باستدعاء سفير جنوب أفريقيا في الدولة العبرية، وذلك بهدف تقديم احتجاج رسمي وتوبيخه في أعقاب اتخاذ حكومة جنوب أفريقيا قراراً بوضع علامة فارقة على منتجات المستوطنات «الإسرائيلية» في الضفة الغربية المحتلة، وذلك على الرغم من أن «تل أبيب» أعربت عن معارضتها الشديدة لخطوة من هذا القبيل، ولفتت المصادر عينها إلى أن الحكومة «الإسرائيلية» كانت قد وجهت إنذاراً لجنوب أفريقيا جاء فيه أنها لن تُسلم بمثل هذا القرار، على حد تعبيرها.

ولفت المراسل للشؤون السياسية في الإذاعة العبرية إلى أن وزارة الخارجية «الإسرائيلية» قامت بإصدار بيانٍ خاصٍ، شنت من خلاله هجوماً شديد اللهجة على حكومة جنوب أفريقيا، متهمة إياها بالعنصرية وبإتباع خطوات ومواقف كانت متبعة في عهد نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا (الابرتهايد).

في السياق ذاته، قالت صحيفة «معاريف» العبرية إن المجلس الوزاري المصغر في جنوب أفريقيا اتخذ القرار المذكور على الرغم من الجهود «الإسرائيلية» الدبلوماسية على مدار ثلاثة أشهر لثني الحكومة هناك عن اتخاذه، ونقلت الصحيفة إن بيان الخارجية «الإسرائيلية» وصف القرار بأنه تمييز فظ على أساس قومي وسياسي، وهو تمييز غير متبع في أي حالة أخرى من حالات الصراعات القومية والإقليمية أو الإثنية، علاوة على ذلك، زعم بيان الخارجية أن هناك خلافات في الرأي بين الدولة العبرية وجنوب أفريقيا وهذا أمر شرعي، لكن ما ليس شرعياً، زاد البيان، هو استخدام أدوات تمييزية وسلبية تشجع المقاطعة الاقتصادية، على حد قول البيان. وساقت الصحيفة العبرية قائلةً إن حكومة جنوب أفريقيا أقرت خطوة وضع علامة فارقة على منتجات المستوطنات «الإسرائيلية»، الأربعاء، على الرغم من توجهات «إسرائيلية» سابقة للعدول عن هذه الخطوة، معتبرة أن الدبلوماسية «الإسرائيلية» أخفقت في هذا الملف.

وأشارت الصحيفة العبرية أيضاً إلى أن الناطق الرسمي بلسان حكومة جنوب أفريقيا، جيمي ميني، كان قد أقر أمس الأول، الأربعاء، أن وزير التجارة في الدولة أقر نهائياً، أنه سيكون بمقدور المستهلكين في جنوب أفريقيا، أن يعرفوا مصدر البضائع «الإسرائيلية» في الحوانيت وشبكات التسويق المستوردة من «إسرائيل»، وزاد الناطق قائلاً إن هذا القرار يتماشى مع موقف جنوب أفريقيا التي تعترف بحدود العام 1948 التي حددتها الأمم المتحدة ولا تعترف المناطق التي تقع خارج هذه الحدود كجزء من «دولة إسرائيل».

هذا ويأتي قرار جنوب أفريقيا، بعد عدة أيام من قرار أكبر كنيسة بروتستانتية كندية بمقاطعة منتجات المستوطنات «الإسرائيلية» القائمة على أراضي الضفة الغربية المحتلة والقدس، وهو ما أثار غضب منظمات يهودية في كندا.

وأوضحت المصادر أن قرار الكنيسة، التي تعد أكبر تجمع كنسي بروتستانتي في البلاد، جاء عقب ست ساعات من المناقشات التي أفضت في نهاية الأمر إلى دعم هذا القرار، ووصف الناطق باسم الكنيسة بروس غريغرسن وصفه قرار المقاطعة بأنه خطوة هامة. وذكرت المصادر أن مجلس الكنيسة وافق على المقاطعة الشاملة لمنتجات المستوطنات، معتبراً الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطيني تحدياً رئيسياً أمام تسوية سياسية في «الشرق الأوسط».

وأوضح غريغرسن أن ضغطاً مورس ضد القرار لكن المجلس حسم موقفه وأيد المقاطعة رغم كل الضغوط، ويبلغ عدد أعضاء المجلس العام للكنيسة أكثر من 350 شخصاً، فيما يناهز عدد أعضاء والمتعبدين فيها ثلاثة ملايين شخص، حسب مركز إحصائي كندي.

وبعد إعلان القرار بدأت تتوالى ردود الأفعال من الجالية والمنظمات اليهودية في كندا التي عبر عنها مركز الشؤون «الإسرائيلية» واليهودية موضحاً أن المقاطعة ستحدث شرخاً لا يمكن إصلاحه بين الجالية اليهودية والكنيسة المسيحية في كندا. وذكر أن الكنيسة باتخاذها ما أسمته هذا الموقف غير الأخلاقي تغض النظر عن مشاعر ومواقف أغلبية الجالية اليهودية الكندية.

وأشارت صحيفة «تورنتو ستار» إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت ضغطاً شديداً من شخصيات ومنظمات يهودية وحتى من برلمانيين من أعضاء الكنيسة رفضاً للمقاطعة وحتى اتهامها باتخاذ موقف منحاز بشأن الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، لكن القرار في النهاية جاء مؤيداً للمقاطعة.

في السياق ذاته، كشف موقع (WALLA) عن العلاقة بين التحقيقات التي تجريها المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وبلجيكا خصوصاً والاتحاد الأوروبي عموماً، وذلك من خلال الكشوف المالية لتلك الجمعيات. وحسب المعطيات فإنه في الربع الأول من العام الجاري تبرعت بلجيكا بمبلغ 150 ألف شيكل لصالح مشروع منظمة (يوجد قانون) المختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان وتركز في أنشطتها لفضح ممارسات غير الإنسانية والتي تخالف القانون الدولي لجيش الاحتلال في الضفة الغربية والقدس العربية المحتلة. كما تبرعت الممثلية الأوروبية التي تعتبر الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي هي أيضاً بمبلغ كبير يقدر بنحو 375 ألف شيكل لصالح تلك الجمعية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165545

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165545 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010