أثار المرشح الجمهوري لرئاسة أميركا لغطاً كبيراً بعد زيارته لكل من بريطانيا و«إسرائيل» منذ زمن قصير. ففي بريطانيا أظهر شكوكه بكفاءة البريطانيين لتنظيم الألعاب الأولمبية. وفي «إسرائيل» أثار غضب الفلسطينيين عندما قال ان ثقافتهم «متأخرة»!
بالنسبة لمعهد «بيو» للأبحاث لا يزال باراك أوباما يتقدم على رومني بأكثر من عشر نقاط. ويثير ذلك غضب المحافظين، إذ لا يؤيد معظم الأميركيين خطته الاقتصادية غير المعروفة حتى الآن. ورومني لا يريد الحديث عن ماضيه ولا عن خططه بالنسبة للمستقبل. كما ان سياسته الخارجية ضبابية، وغير واضحة.
تقول مجلة «نيوزويك» ان رومني مستعد لفعل أي شيء كي يصبح رئيساً لأميركا. وهو يقول ان رونالد ريغان وجورج بوش الابن ليسا بأفضل منه. أما كريغ شيرلي الكاتب اليميني فيقول عنه: «هل يكتفي رومني بتقديم الوعود للأميركيين كي يصبح رئيساً؟ يجب عليه أن يقدم خطة واضحة خاصة به، للناخبين، وليس الكلام فقط».
يكمن ضعف رومني الكبير في انه يبقى مرشح السوبر ـ أغنياء والذين لا يمثلون إلا واحداً بالمئة من الأميركيين. كما ان ثروته تبلغ 270 مليون دولار. وهو أغنى مرشح للرئاسة الأميركية حتى الآن.
اشترى رومني مؤخراً بيتاً فخماً على ضفاف إحدى البحيرات بمبلغ 10 ملايين دولار، لقضاء أوقات فراغه ولاستقبال أغنى أغنياء أميركا، الذين يعدهم بخفض الضرائب عنهم.
يشعر الأميركي العادي بضعف أمام المرشحين الأغنياء. فهو انتخب من قبل كينيدي وبوش الغنيين. وانتخب أخيراً الملياردير ميخائيل بلومبرغ كعمدة لمدينة نيويورك. ولكن الأميركي العادي يطلب من المرشح الشفافية الكاملة بالنسبة لثروته.
يبقى أمر تهرب رومني من دفع الضرائب المفروضة عليه أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للناخبين. وقد قدم كل مرشحي الرئاسة في أميركا كشوف الضرائب التي تم دفعها. أما رومني فهو لم يدفع أية ضرائب منذ عشر سنوات. وفي العام 2010 كان على رومني دفع 21,6 مليون دولار أي 13,9% من ثروته.
يتهرب رومني من دفع ضرائبه بواسطة تحويل استثماراته إلى الخارج، وخاصة في البلدان التي تعتبر من الجنات الضرائبية. وفي عام 1995 حوّل مبلغ 100 مليون دولار إلى أبنائه الخمسة. كما أنه يلجأ إلى شركات مالية تخمن عقاراته بأسعار متدنية، كي يتخلص من دفع ضرائب باهظة عليها.
دفع باراك أوباما ضرائبه المتوجبة عليه للعام 2011. ووضع ذلك على صفحته في «الفيسبوك». وهي تبلغ 20 بالمئة من مدخوله. أما خبراء حملة رومني فيحاولون نزع فكرة التهرب من الضرائب من أذهان الناخبين، يبقى أن رومني سيعيد مجرمي الحرب من المحافظين الجدد إلى الحكم، وخاصة انه ينوي تعيين جون بولتون، ذاك الذي أخّر قرار وقف إطلاق النار في حرب تموز عام 2006 كي يتيح لـ«إسرائيل» توسيع الدمار وزيادة أعداد الضحايا. عدا بقية العصابة المجرمة من المحافظين الجدد التي كانت السبب في احتلال العراق وتدميره.
RLS
