لم تَعد الدوائر الاستخباراتية الأطلسية وفضائيات معروفة مرتبطة بها تُخفي دورها في صناعة الأكاذيب وثورات الاستديو وإسقاط بغداد وطرابلس قبل أن تسقط.
سبق أن أشرت في هذه الزاوية للفيلم الأمريكي (WAG THE DOG ذيل الكلب) الذي غزا دور السينما والشاشات قبل سنوات من استنساخه في ستوديوهات (الثورة المضادة) المنتشرة في أكثر من بلد وتحشد لها الديكورات والأزياء والممثلون والكومبارس في أكبر صناعة إعلامية حديثة للأكاذيب.
ومن ذلك أيضاً المزج بين الكومبارس وبين المجموعات الإرهابية التكفيرية على الأرض كما حدث في طرابلس من تعطيل الإعلام الرسمي الليبي ثم البث على تردداته (سقوط العاصمة وفرار العقيد) وظهور مسلحو القاعدة وثوار الناتو في الشوارع وكان مفترضاً تكرار السيناريو نفسه في دمشق بالتزامن مع تفجير مبنى الأمن القومي الذي يحمل بصمات (الموساد).
في الفيلم المذكور ذيل الكلب، الذي جمع داستن هوفمان وروبرت دونيرو، يستعِد الرئيس الأمريكي لإعلان دولة ما تحت الفصل السابع والعدوان عليها بعد إنتاج وتسويق فيلم مؤثر يمر في المحطات التالية:
1- حوار في مطبخ الأمن القومي يتعلق بأهمية النفط في المنطقة المستهدفة.
2- حوار بين الرئيس ومستشاره الأمني الذي ينصحه بإعداد شريط تلفزيوني لفتاة صغيرة هاربة من مسلحين وهي تحمل كلباً صغيراً مذعوراً إلا أن الرئيس يقترح قطة بدل الكلب ويفضل أن تكون بيضاء.
3- حوار بين المستشار والمنتج التلفزيوني؛ حيث يطلب المستشار من المنتج تصوير الطفلة وهي تنظر إلى جثة طفل قام المسلحون بتقطيعها أو حرقها، إلا أن المنتج يلفت انتباهه بأن هوليود لا تسمح بصورة كهذه.
4- أحد المشاركين يقترح بالنسبة للموسيقى التصويرية إدخال شيء من التراث المحلي للبلد المستهدف مع كلمات قصيرة مؤثرة (حرية...حرية).
5- قطع وعودة إلى الحوار بين الرئيس والمستشار الأمني الذي يطلب منه التدريب على كيفية ظهور الأثر الشديد قبل إعلان الحرب، وعلى طريقة إلقاء الفقرة الختامية من بيان الحرب.
(أيها الأمريكيون هذه حرب مفروضة علينا وعلى القيم الأمريكية الإنسانية، حرب لم نردها أبداً وسننسحب من تلك البلاد الصديقة بعد استقرارها ونيل شعبها الحرية والتأكد من وضعها على طريق الديمقراطية).