الاثنين 6 آب (أغسطس) 2012

مركز أبحاث الأمن القومي «الإسرائيلي» يُوصي بتحديد سياسة «إسرائيل» على فرضية سقوط الأسد والمصالح الإستراتيجية المشتركة مع السعودية وتركيا

الاثنين 6 آب (أغسطس) 2012 par زهير أندراوس

رأى «مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي» في دراسة جديدة أصدرها ونشرها على موقعه الالكتروني، أنه على الرغم من مرور ما يُقارب الـ18 شهراً على الأحداث في سورية، لا يُمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في دمشق، لافتاً إلى أن الرئيس بشار الأسد، ما زال يتمتع بدعم شبه مطلق من الجيش العربي السوري وقوات حفظ النظام، التي تعمل بكل ما أوتيت من قوة وشراسة بهدف الحفاظ على النظام الحاكم في دمشق.

وبالمقابل، قال الباحث أودي ديكل، إن التشرذم هو المميز الرئيسي للمعارضة السورية، المنشقة على نفسها، وغير القادرة على التوافق على قائد واحد، وهذا الأمر نابع من أن الدول الراعية للمعارضة مختلفة في ما بينها، لافتاً إلى أن الأسد بدأ بفقدان السيطرة من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن القوى المتشددة التي دخلت إلى سورية بدأت تؤثر على مجريات الأمور، ومع كل ذلك، فإن الأسد يرفض فهم هذه الحقائق، ويرفض التنحي بكرامة، ويتبني إستراتيجية (أنا، أو فلتخرب سورية)، على حد تعبير ديكل.

ولاحظت الدراسة أن الأزمة السورية كشفت مدى عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للحرب الأهلية الدائرة في بلاد الشام، زاعماً أن السبب الرئيسي في ذلك، يعود إلى موقف روسيا والصين، اللتين تواصلان دعم النظام بسبب مصالحهما، وخشية من تداعيات سقوط الأسد، عليهما.

كما لاحظت الدراسة وجود خلاف بين نظرة المجتمع الدولي إلى الأزمة السورية ونظرة المعارضة، فالمجتمع الدولي، بحسب الباحث، يريد أنْ تبقى سورية موحدة من ناحية جغرافية، وأنْ يُقرر الشعب السوري مصيره، مع تدخل دولي خفيف، في حين أن المعارضة تُريد قطع «رأس الثعبان»، كما حصل مع القذافي في ليبيا، وتُعول على وقوع حادث دراماتيكي بسورية يُجبر المجتمع الدولي على التدخل العسكري، مثل قيام النظام باستعمال الأسلحة الكيماوية التي بحوزته، أو السيطرة العسكرية على أكبر جزء من البلاد، والعمل على عزل النظام.

وأشارت الدراسة إلى أن «تل أبيب» تراقب بقلق شديد التطورات في سورية، وتُفضل في هذه الفترة الوقوف جانباً والاستعداد لمواجهة السيناريوهات الخطيرة، زاعماً أنه حتى قبل فترة وجيزة كان بقاء نظام الأسد ضعيفاً مريحاً للدولة العبرية، لأن تداعيات ذلك ستكون إضعاف محور سورية وإيران و«حزب الله»، ولكن السياسة «الإسرائيلية» تغيرت الآن، بعد الخشية في «تل أبيب» من قيام الأسد بتزويد «حزب الله» بالأسلحة غير التقليدية التي يملكها، أو أن يقوم باستعمال هذه الأسلحة.

وفي ما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة، وجميعها سلبية بالنسبة لـ«إسرائيل»، قالت الدراسة: السيناريو الأول تفتت الدولة السورية واندلاع حرب أهلية طائفية ومذهبية لا تعرف الرحمة، والثاني أن النظام الحاكم يُحكم سيطرته على محور دمشق ـ حمص ـ حلب، وأن تبقى سورية تتصرف كدولة، والسيناريو الثالث هو إسقاط النظام ووصول قيادة جديدة، على فرضية توحد المعارضة، والرابع انتشار الفوضى العارمة في جميع أنحاء سورية، وسقوط الأسد وعدم وجود البديل لإدارة البلاد، الأمر الذي سيُحول البلاد إلى حلبة للنزاعات من قبل قوى متشددة، تعمل بتأييد من الخارج، مثل إيران، السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

أما السيناريو الخامس، بحسب الدراسة، فهو تدخل عسكري خارجي بعد وقوع حادث دراماتيكي، وهذه العملية العسكرية ستؤدي إلى سقوط الأسد، وبحسب وجهة النظر «الإسرائيلية» فإن جميع السيناريوهات التي ذُكرت تضع الدولة العبرية أمام تحديات جديدة وتجلب لها تهديدات لم تكن في الماضي، وتحديداً تحول هضبة الجولان إلى منطقة مشابهة لسيناء، ولكن الخوف الأكبر لدى «تل أبيب» هو حصول «حزب الله» على أسلحة غير تقليدية من سورية، أو وصول هذه الأسلحة إلى تنظيمات متطرفة، أو قيام «حزب الله»، بإيعاز إيراني بشن هجوم على الدولة العبرية.

علاوة على ذلك، قالت الدراسة، إن «تل أبيب» تخشى من أزمة إنسانية في سورية ونزوح لاجئين إلى الدول المجاورة، بما في ذلك إلى الجولان، مضافاً إلى ذلك، فإن «تل أبيب» تخشى من أن تؤدي الأزمة السورية إلى صرف أنظار العالم عن البرنامج النووي الإيراني، مع ذلك، هناك سيناريو آخر يرى أن الأزمة السورية ستؤثر على موازين القوى في لبنان، وتؤدي إلى دفع القوى اللبنانية إلى المطالبة من جديد بنزع سلاح «حزب الله»، ولكن هذا الأمر، بحسب الباحث، بحاجة إلى تأييد ودفع من قبل واشنطن و«تل أبيب» والمجتمع الدولي.

وقالت الدراسة أيضاً إن فحص المصالح «الإسرائيلية» في ما يتعلق بالأزمة السورية تبين أن «إسرائيل» تبحث عن استقرار أمني، ولادة نظام جديد في سورية، يكون ثابتاً وليس معادياً لـ«تل أبيب»، إخراج سورية من محور إيران وتحويلها إلى دولة تكون تحت تأثير الغرب، تخفيف تأثير الأزمة على جارات سورية، وتحديدا لبنان والأردن، والعمل على منع وصول أسلحة كيماوية لـ«حزب الله».

وخلصت الدراسة إلى التوصيات التي رفعتها إلى صناع القرار في «تل أبيب»، قائلة إنه على الرغم من عدم معرفة ما يخبئ المستقبل، فإنه على «تل أبيب» أن تبني سياستها على فرضية أن الأسد لن يتمكن من عبور هذه الأزمة، لأن سقوطه سيؤدي لإضعاف محور إيران و«حزب الله»، ولكن بالمقابل هناك تداعيات سلبية على «إسرائيل» بعد سقوط الأسد، وبالتالي على الدولة العبرية، أوصت الدراسة، على الرغم من عدم وجود الإمكانيات، بأن تعمل على بناء الظروف لتحديد سياسة مبادرة، أي بين الأمنية وبين السياسية، تعتمد في جوهرها على إضعاف نظام الأسد و«حزب الله»، منع وصول أسلحة كيماوية لـ«حزب الله»، فتح الباب على مصراعيه لإجراء اتصالات، ومن ثم علاقات مع المعارضة السورية، أو مع النظام البديل، التوجه إلى الشعب السوري عبر الإعلام الحديث، إقامة مراكز مساعدة إنسانية في حال نزوح لاجئين سوريين إلى الجولان، وبالتالي فإن التغيير في الوضع الإستراتيجي يُوسع آفاق المصالح المشتركة لتركيا و«إسرائيل»، مثل إقامة نظام مستقر في سورية، منع انتقال الأزمة إلى دول الجوار، التقليل من تأثير التنظيمات المتطرفة، كما أن الأزمة السورية ولدت المصالح المشتركة مع العربية السعودية، عليه على الحكومة «الإسرائيلية» العمل على إعادة التنسيق الإستراتيجي مع تركيا، كما قالت الدراسة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2176515

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2176515 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40