الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012

خيبة أمل في واشنطن من نتنياهو وباراك: دعم رومني نكران جميل لإدارة أوباما

الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012 par حلمي موسى

تزايد غضب الإدارة الأميركية من استغلال «إسرائيل» للانتخابات الرئاسية الأميركية، ومحاولتها ابتزاز الرئيس باراك أوباما والتدخل في الشأن الداخلي الأميركي.

وأوضحت صحف «إسرائيلية» مختلفة أن هناك نوعاً من خيبة الأمل والإحباط لدى إدارة أوباما من تصرفات رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو. ولاحظ كثيرون أن نتنياهو، عملياً، احتضن المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني، وأن كبار مؤيدي نتنياهو من المليارديرات اليهود يتبرّعون بسخاء لحملته الانتخابية.

وذكرت «معاريف» أنه رغم الأجواء الإيجابية التي جرت فيها المباحثات بين وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ووزير الدفاع «الإسرائيلي» إيهود باراك، إلا أن الأحاديث في الغرف المغلقة لم تكن كذلك. فقد أعرب بانيتا عن إحباطه من قلة الثقة التي يبديها نتنياهو وباراك بالالتزام الأميركي بإيقاف المشروع النووي الإيراني. ونقلت عن مصدر «إسرائيلي» قوله إن الأميركيين يعتقدون أن هذا «نكران جميل» بل و«سلوك خنزيري» على خلفية الدعم الأميركي غير القابل للاهتزاز لأمن «إسرائيل».

وأشارت «معاريف» إلى أن زيارة بانيتا لـ«إسرائيل» اتسمت بطابع سياسي، استهدف تعزيز صورة الإدارة الأميركية برئاسة أوباما بوصفها إدارة تقف بحزم إلى جانب «إسرائيل». وهذا هو تفسير جهات سياسية «إسرائيلية» لقرار بانيتا زيارة بطارية «القبة الحديدية» في عسقلان والتقاط الصور له هناك.

واعتبرت «يديعوت احرونوت» أن زيارة بانيتا كانت مرحلة أخرى في لعبة شد الحبل المتواصلة بين «إسرائيل» وأميركا لمهاجمة إيران، أو التريث في ذلك. وشدّدت على أنه رغم تظاهر «إسرائيل» بأن لديها خطاً موحداً في مواجهة طهران فإن بانيتا سمع من «الإسرائيليين» نبرات مختلفة. فالرئيس شمعون بيريز كان صريحاً في إعلانه «نحن نثق بالولايات المتحدة... ولا يمكننا تخيّل عالمنا آمناً من دون قيادتها القوية».

وأشارت «يديعوت» إلى أن مباحثات بانيتا مع القادة «الإسرائيليين» هدفت إلى تحقيق غاية واحدة: إبعاد الإصبع «الإسرائيلي» عن الزناد، وتهدئة الخواطر وتكرار ضمان أن الولايات المتحدة ستعمل في الوقت المناسب حينما يتبين بشكل مؤكد، بعد الانتخابات الأميركية، أن لا خيار آخر. وشدد بانيتا على أنه والرئيس الأميركي مصممان على منع إيران من امتلاك سلاح نووي بكل الطرق، ولكن ليس هذا هو الوقت المناسب للعمل.

ورأت الصحيفة أن نتنياهو وباراك يحثان الإدارة الأميركية على أن تكون أكثر وضوحاً بشأن الخيار العسكري، بحيث تضيف للعقوبات تهديدات عسكرية لطهران. ويؤمن نتنياهو أنه من دون أن تفهم إيران أن أميركا مستعدة لتفعيل قوتها العسكرية فستواصل تطوير سلاح نووي.

وتحت عنوان «افهموا التلميحات» أشار إيتان هابر في «يديعوت» إلى أنه إذا كان قادة أميركا يرفضون بشكل مطلق الهجوم «الإسرائيلي» على إيران، فإن هذا الهجوم لن يقع. وفي نظره فإن نتنياهو وباراك يفهمان أن «أحداً لا يشاكس أميركا. إذا تذاكينا معها، فإن مواطني الدولة سيعودون لأكل الخبيزة، مثلما في القدس في بداية أيام الدولة وفي حرب الاستقلال». وأضاف إنهم «في واشنطن لم يعتادوا على الانقضاض أو الحديث بحدة وحزم. يكفي أن يقولوا شيئاً مثل لن ننتظر بعين العطف أو ليس مقبولاً، ويكفيهم هذا. وإذا لم يفهم نتنياهو وباراك التلميح فهذه مشكلتهما (ومشكلتنا؟)».

واعتبر هابر أن «أميركا محقة حتى عندما تخطئ»، وأن نتنياهو وباراك لا يسعهما سوى الطلب من الحكومة تخويلهما «مواصلة الاستعدادات وتحديد موعد محتمل». ومع ذلك يخلص إلى أنه «من التجربة «الإسرائيلية» الطويلة والمعقدة من المجدي أن نتعلم: إذا أراد رئيس الوزراء ووزير الدفاع أن ينفذا هجوماً على إيران، إذا اعتقدا بأن هذا موضوع وجودي فلن تجد نفعا محكمة ولن تجد نفعا معارضة الوزراء (الذين يضحك عليهم الاثنان من فوق)، ولا رؤساء الأركان والصحافيين. الهجوم سينفذ وليكن ما يكون، والاثنان إما أن يدخلا إلى صفحات التاريخ أو يدخلا إلى سلة قمامته. في كل الأحوال، نحن سندفع الثمن».

أما آري شافيت في «هآرتس» فكتب أن ««إسرائيل» قد تهاجم إيران لأسباب عدة: تصميم زعمائها على منع محرقة جديدة؛ قدرة مقاتليها على إعطاء زعمائها الإحساس بالقوة؛ النجاح التكنولوجي لإيران، الذي جعلها شبه قوة عظمى على حافة النووي؛ النجاح التحصيني لإيران، الذي سيجعلها قريباً حصينة من هجوم إسرائيلي. ولكن السبب الحاسم في أن «إسرائيل» قد تهاجم إيران هو الغرب أيضاً». وأضاف «منذ عشر سنوات والغرب يُبدي ضعفاً غريباً إزاء البرنامج النووي الشيعي. المرة تلو الأخرى يفشل الغرب أمام محبي الآخرة الإيرانيين الذين يتزودون بسلاح الآخرة. ولهذا فإن الغرب يعتبر في «إسرائيل» كسند متهالك. التقدير في القدس هو أن واشنطن لن توقف نتانز هذه السنة، ولا في السنة المقبلة ولا في السنة التي بعدها. مثلما في الثلاثينيات، هذه المرة هنا أيضاً: الغرب سيبدي عطفاً على تشيكوسلوفاكيا، يلوح لها بالسلام، ويدعها تغرق».

ويرى شافيت الخلاص في إلقاء أوباما بخطاب حازم يتعهّد فيه بأن القوة العسكرية الأميركية ستدمر في العام 2013 أجهزة الطرد المركزي الإيرانية. وقال «إذا ألقى أوباما خطاب إيران بهذه الروح في الأسابيع المقبلة فسيكسب عالمه. فهو سيمنع هجوماً «إسرائيلياً»، وفي الوقت ذاته سينقل رسالة قوة للإيرانيين ويُثبت مكانته كزعيم عالمي. انتخابه لولاية ثانية سيكون شبه مضمون. ولكن إذا ما دفن أوباما رأسه في الرمال الآن أيضاً، فسيأخذ على نفسه مخاطرة مثيرة للدوار. ذات يوم قد يستيقظ ليكتشف بأن الشرق الأوسط يحترق، والولايات المتحدة غارقة في مشاكل عويصة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 106 / 2177797

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2177797 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40