الخميس 2 آب (أغسطس) 2012

بعضنا يتدخل في سوريا ومع الوطن البديل!

الخميس 2 آب (أغسطس) 2012 par د. عادل سمارة

قرأت باهتمام مقالة د. انيس فوزي القاسم التي يعاتب بها السيد سميح المعايطة فيما يخص انتقال فلسطينيين من الشام إلى الأردن مؤخراً.

وهي مقالة دبلوماسية أكثر من أي شيء آخر.

ليس هذا عيباً، ولكن لماذا يقرر البعض التعاطي المجزوء مع قضايا لا تكتمل بمثل هذا التعاطي؟

لا أود معارضة ما كتب تفصيلياً، ولكن ليس من الدقة بمكان أن يقتصر تعاطف الفلسطيني على الفلسطينيين إلى الحد الذي يدفع لتجاهل حقائق بائسة لكنها موجودة.

لماذا نتحاشى ذكر ان هناك قوى فلسطينية تتدخل في الشأن السوري وضد النظام! من يسمع ويقرأ إعلام الحكم الذاتي الرسمي والخاص يصل إلى درجة من الغثيان. أليس هؤلاء فلسطينيين وما يطرحونه هو تحريض ضد القطر العربي السوري يؤثر أولاً على فلسطينيي الشام؟ أما حكومة «حماس» فأكثر انحيازاً من حكومة فيّاض الذي قدم لرومني مؤخراً هدية توقيعه على البند السابع لمجلس الأمن؟ فهل فيّاض والشيخ هنية أتراك أو نرويجيون؟

ولماذا لا يُقلق هذا السيدة بثينة شعبان؟ وإذا كان هذا جزاء سوريا ذات المعاملة الجيدة فما بالك تجاه قطريات عربية أخرى؟

ومن اجل التوازن فقط، كان من المنطقي ان يتذكر الكاتب ان ماجد كيالي وأمثاله يدعو فلسطينيي الشام للوقوف ضد النظام، وهو وقوف في النهاية ضد سوريا وضد الفلسطينيين!

ولا أود تناول موقف «حماس» (العملي) وما يُشاع ويقارب الحقيقة ان هناك حمساويين غادروا غزة إلى الشام للقتال ضد النظام وحمساويين غادروا الشام إلى قطر!

لماذا لم يتعرض الكاتب لاتفاق أوسلو؟ الذي هو بوابة اتفاق وادي عربة؟ قد يكون السيد المعايطة إقليمياً قُطرياً، هذا شأنه، لأن المهم ان لا تبدو من الفلسطينيين أية إشارة او هِنة باتجاه الوطن البديل.

من يستطيع الإثبات ان الاعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي لا يحمل في أحشائه وليداً سفاحاً هو الوطن البديل؟ لو كان لي رغم رفضي للإقليمية لشكرت المعايطة على هذا التخوف، لأنه يصب ضد اوسلو بغض النظر عن المرامي والدوافع.

وإذا كانت معاملة سوريا هي الأفضل للفلسطينيين فلماذا يرحلون، بمعزل عن الحالات الإنسانية، أي لُحاق أسرة ببعضها البعض (او جمع شمل كما علمنا الاحتلال!). لماذا لا يتحملوا مع السوريين مُرَّها كما تمتعوا بحُلوها؟

نعم، نحن ضيوف في الأردن، ويجب أن نصر على ذلك، وغير هذا ليس فقط تهديداً بوطن بديل وهو شعار قُطري مقيت، ولكنه تخوف مشروع في غياب الدولة القومية التي لا يلوح في الأفق حلولها محل الدولة القثطرية بل ما يلوح هو استبدالها بدولة الطائفة والمذهب والعشيرة وحتى العائلة، بل هو تأكيد على شطب حق العودة.

لماذا لم يتعرض الكاتب لحقيقة ان هجرة الفلسطينيين من الشام هي نتاج العدوان على الشام والذي لفروع عديدة من الدولة الأردنية دورها فيه؟ طبعاً لم يتعرض السيد المعايطة لهذا أيضاً! هل يحتاج احد اليوم لدلائل على هذا العدوان الدولي! اما معنى هذه التشابكات او نتيجتها فهو ان يكون الفلسطيني ضحية، وهو ضحية دوماً، ولكن يُضاف إليه اليوم الأردني والسوري وكل عربي.

قد يزعم السيد القاسم ان هذا بعيداً عن موضوع مقالته وبأنه قانوني وليس سياسي، ولكن هذا يبقى ستار دخان.

إذا كان بين الأردنيين إقليميين، فلماذا نقع نحن في أخطاء تقلب الطاولة علينا جميعاً لصالح الكيان؟

الحق الحقيقي لنا على الأردني وأي عربي هو ان يتمسك معنا بحق العودة.

هل هناك قضية أكثر حساسية من الوطن البديل حيث تثير إقليمية بغيضة الفتنة اقل منها بكثير؟

أليست هذه الحساسية هي التي تعيق حتى الإصلاح في الأردن وتشل الحركة الوطنية الأردنية؟


titre documents joints

مقالة د. انيس فوزي القاسم

2 آب (أغسطس) 2012
info document : PDF
177.6 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 39 / 2165619

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165619 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010