الخميس 2 آب (أغسطس) 2012

محلل «إسرائيلي»: هناك مصلحة واضحة للدولة العبرية بتعجيل إسقاط الأسد

الخميس 2 آب (أغسطس) 2012 par زهير أندراوس

قال المحلل للشؤون العسكرية في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الإنترنت، رون بن يشاي، إن هناك مصلحة واضحة لدى «إسرائيل» في التعجيل بنهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لأن ذلك من شأنه أن يقضي على الحلقة الأساسية في المحور الإيراني، بيد أن الحكومة «الإسرائيلية»، أضاف المحلل، اتخذت قرارها بعدم التدخل فيما يجري في سورية إلا في حال تعرضت البلاد إلى خطر مباشر نتيجة لهذه الأحداث.

وتابع المحلل، المرتبط جدًا بالمؤسسة الأمنية في الدولة العبرية، أنه مع اقتراب نهاية النظام في دمشق، تتزايد المخاوف هنا في «إسرائيل» ولدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية من نشوء تهديدات إستراتيجية، ويجري التداول في أروقة هذه الأجهزة في ثلاثة سيناريوهات، الأول: قيام النظام السوري بقصف «إسرائيل» قصفاً عنيفاً بالصواريخ أو القذائف، بهدف توحيد الناس والجيش من حوله، أو لتطلع الرئيس السوري وكبار المسؤولين في نظامه إلى أن يذكرهم تاريخ الأمة العربية كأبطال مظلومين.

ثانياً: أن تنقل سورية إلى «حزب الله» رؤوساً حربية وكيماوية أو بيولوجية قابلة للتركيب في الصواريخ أو القذائف التي يملكها الحزب في لبنان. ثالثاً: أن تنقل سورية إلى «حزب الله» في لبنان أنواعاً من السلاح تعتبرها «إسرائيل» تخرق التوازن والاستقرار في المنطقة، مثل كميات جديدة من الصواريخ البالستية «أرض- أرض» من طراز «سكود ـ دي»، ومنصات متحركة لإطلاق هذه الصواريخ، وصواريخ مضادة للطائرات من نوعية «أس إيه- 6» أو «أس إيه-8»، أو أنواع أكثر تطوراً من هذه النوعية من الصواريخ مثل «أس إيه- 17»، أو «أس إيه- 22»، وصواريخ «برـ بحر»، و«أرض ـ أرض» متطورة بعيدة المدة ودقيقة حصلت عليها سورة من روسيا. وبرأي المحلل «الإسرائيلي» فإنه مما لا شك فيه أن حصول مثل هذه السيناريوهات هو بمثابة خط أحمر بالنسبة إلى «إسرائيل»، إذ سيقوم «الجيش الإسرائيلي» بإحباطها مسبقاً أو سيرد عليها في حال حدوثها بصورة قاسية للغاية.

لكن، أوضح بن يشاي، استنادًا إلى مصادر أمنية وصفها بالرفيعة في «تل أبيب»، أنه باستثناء ذلك فإنه لا مصلحة لـ«إسرائيل» في التدخل فيما يجري في سورية وذلك للأسباب التالية: أولاً، أن أي ضربة «إسرائيلية» ضد سورية ستعيد توحيد صفوف الجمهور الذي كان في الماضي من المؤيدين للنظام وبات اليوم متردداً بهذا الشأن حول الأسد، أما السبب الثاني، يقول المحلل إن محاربة نظام الأسد في هذا الوقت ستكون بالنسبة إلى الثوار والدول العربية وتركيا بمثابة الطعن في الظهر، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقف القتال ضد الأسد ونظامه، وفي ما يتعلق بالسبب الثالث والأخير فإن العالم لن ينظر بعين الرضا إلى عملية «إسرائيلية» ضد سورية، في حال أدى سقوط النظام في دمشق بسبب مثل هذه العملية إلى هزة ارتدادية في «الشرق الأوسط» على خلفية الصراع الديني المذهبي، وانتقال الاضطرابات إلى لبنان أو العراق أو الأردن أو تركيا، على حد تعبيره.

ولفت المحلل بن يشاي إلى إن الحاصل هو أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في «إسرائيل» ترغب في سقوط نظام الأسد في أقرب وقت ممكن، وفي تقديرها فإن سقوط النظام في وقت قريب سيسمح ببقاء بنية تحتية سياسية وعسكرية تسمح بقيام حكم مستقر في سورية في فترة ما بعد الأسد، لافتًا إلى أنه ومع كل هذا فإن هناك قلة أمنية وعسكرية تعتقد أن على «إسرائيل» التدخل فيما يجري هناك، على حد قوله.

وأضاف أن منظومة الصواريخ تلك وضعتها إيران في لبنان لتكون بمثابة قوة ردع ضد الولايات المتحدة الأمريكية و«إسرائيل» لمنعهما من شن هجوم عسكري ضد منشآتها النووية، وفى الوقت نفسه لحماية النظام السوري الحالي من قيام «إسرائيل» بشن هجوم عسكري ضده في حالة تدهور الأوضاع في سوريا على ضوء ثورة شعبها ضد نظامها الفاسد.

ووضع بن يشاي ثلاثة سيناريوهات متوقعة لموعد اندلاع حرب لبنان الثالثة، مؤكدًا على أن إيران ستكون صاحبة القرار الأول فيها: الأول، في إطاره تندلع تلك الحرب عندما تقرر القيادة الإيرانية وبشكل نهائي إنتاج السلاح النووي وتشغيله، حينها من المتوقع أن تقوم «إسرائيل» بمهاجمتها للقضاء عليه، عندئذ ولإجهاض تلك المحاولة سيقوم «حزب الله»، وبأمر مباشر من طهران بإطلاق منظومة الصواريخ لديه في لبنان نحو العمق «الإسرائيلي»، لإشغالها عن مهاجمة إيران، الثاني، يقوم الجيش «الإسرائيلي» بشن هجوم عسكري موسع ضد لبنان، على ضوء قيام «حزب الله» باستهداف المصالح «الإسرائيلية» في عدد من دول العالم انتقامًا لاغتيالها لعماد مغنية القائد العسكري السابق بـ«حزب الله».

السيناريو الثالث: الذي في إطاره تندلع حرب لبنان الثالثة عندما يشعر النظام السوري المترنح برئاسة بشار الأسد بقرب انهياره نتيجة لتعاظم العمليات ضده، حينها يقوم بتوجيه أوامره لـ«حزب الله» بشن هجوم على «إسرائيل» لتخفيف حدة الضغوط الشعبية ضده، ولكي يلجأ إليه الغرب لكبح جماح «حزب الله»، وإنهاء حربه مع «إسرائيل». وفى ختام تحليله دعا بن يشاي قادة «تل أبيب» إلى ضرورة منع تزود «حزب الله» بمزيد من الصواريخ خاصة بعد فتح نظام الرئيس السوري أبواب مخازنه العسكرية على مصراعيها أمام «حزب الله» لتدعيم قوته العسكرية، لحماية نظامه من جهة، ومن جهة أخرى لشن حرب جديدة ضد «إسرائيل» وقتما يقرر الأسد بما فيه مصلحة لنظامه، مشيراً إلى ضرورة أن تكون النتائج الإستراتيجية لحرب لبنان الثالثة حاسمة، وتدعم من قوة الردع «الإسرائيلية» لفترة طويلة، على الأقل أمام «حزب الله» وسورية، وأن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يتم التوقيع عليه يجب أن يشتمل على شروط تتيح لـ«إسرائيل» بشكل قاطع استخدام القوة لمنع إعادة تسليح «حزب الله»، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2178419

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178419 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40