الخميس 2 آب (أغسطس) 2012

رومني إذ يتحدث صهيونياً..؟!

الخميس 2 آب (أغسطس) 2012 par نواف الزرو

المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية ميت رومني، يسير على درب أسلافه صهيونياً، بل يسعى للتمايز عنهم بإعلانه الولاء المطلق للدولة الصهيونية، وبإطلاقه المزيد من الوعود والتعهدات لصالح الأمن الصهيوني، بتبني الموقف الحربي الصهيوني الصريح ضد إيران، بل انه تمادى في زيارته الأخيرة لـ «إسرائيل» عنصرياً، بإعلانه «أن الثقافة اليهودية أسمى من الثقافة الفلسطينية»، وتمادى سياسياً بإعلانه من أمام أسوار البلدة القديمة «ان القدس عاصمة «إسرائيل»»، بل وسار في طريق بعض أسلافه وتعهد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس (الاثنين 30/7/2012)، غير انه ما أغضب الفلسطينيين أكثر كان التصريح شبه العنصري الذي أصدره رومني في مناسبة تجنيد التبرعات مع نحو أربعين مليونيراً يهودياً أمريكياً في القدس، وتطرق رومني إلى الفوارق الاقتصادية بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية، متجاهلاً القيود التي يفرضها احتلال الضفة الغربية على إمكانيات التنمية الاقتصادية، وبالنسبة لرومني، فان سبب الفوارق يكمن بالذات في الاختلافات الثقافية بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين، فقال «عندما أصل هنا وانظر إلى هذه المدينة فاني آخذ بالحسبان إنجازات هذا الشعب (في «إسرائيل») وأنا اعترف بالثقافة، بالحداثة وبالتاريخ اليهودي للازدهار في ظروف صعبة».

وفي كل هذه المضامين السياسية والعنصرية التي يشهرها رومني، وسنواجهها حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، فانه جوهرياً لا يختلف ولا يتميز عن أسلافه، من كلينتون الى بوش إلى أوباما، فالرئيس بوش - الابن - قام بثلاث زيارات - كانت الثالثة منها في أيار2008 –الى «إسرائيل» قدم خلالها خطابات توراتية، وكان اخطر خطاب له أمام «الكنيست الإسرائيلي»، الذي رأى فيه عدد من أعضاء (الكنيست) «أن بوش يبدو صهيونياً أكثر من أولمرت»، وقال عدد منهم إنه «من الأفضل استبدال رئيس الحكومة برئيس الولايات المتحدة لكي يثبت له ما هي الصهيونية»، في حين رأى آخرون في بوش «كمن يحقق أحلام الصهيونية»، كما اتفق «الإسرائيليون» قبل العرب على «أن خطاب الرئيس الأمريكي بوش أمام «الكنيست» فاق في دلالاته ما كان لأي مسؤول «إسرائيلي» متشدد أن يقوله، الأمر الذي دفع بعض المراقبين للقول إن الخطاب قدم لـ«إسرائيل» شيكاً على بياض لزعزعة أمن المنطقة»، ناهيكم بطبيعة الحال عن وعد بوش لشارون، الذي تعهد فيه بوش بالاعتراف بحقائق الأمر الواقع على الأرض، وكان يقصد الاستيطان الصهيوني في أنحاء القدس والضفة الغربية.

ومن بوش إلي أوباما، الذي جدد التزام بلاده بأمن «إسرائيل» معتبراً «أن أمن «إسرائيل» غير قابل للتفاوض والنقاش»، وجاء ذلك خلال مراسم تقليد الرئيس «الإسرائيلي» شمعون بيريز (الأربعاء - 14/6/ 2012) أعلى وسام أمريكي وهو وسام الحرية، حيث أثنى أوباما بشكل كبير على بيريز ومواقفه، مدعياً «أن بيريز لم يتوقف يوماً عن السعي وراء السلام، تماماً مثلما عمل على تعزيز أمن «إسرائيل» وقوتها العسكرية».

ثم يعود الرئيس الأمريكي أوباما في إطار حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية ليعلن الولاء لـ«إسرائيل» مرة تلو الأخرى، بل وأكثر من ذلك، فهو يعلن «أن دعم بلاده لأمن لـ«إسرائيل» مقدس»، متحدثاً عن ضرورة مساعدة هذا البلد في الحفاظ على «تفوقه العسكري»، وأشار أوباما إلى التغييرات الجيوسياسية التي حملتها الثورات الشعبية في العالم العربي الإسلامي منذ مطلع العام 2011، وقال «احد أهدافنا على المدى البعيد في هذه المنطقة هو ان نعمل بشكل لا يترجم فيه الالتزام المقدس من قبلنا تجاه امن «إسرائيل» فقط بتقديم القدرات العسكرية التي هي بحاجة لها او بتامين التفوق العسكري الضروري لها في منطقة خطيرة للغاية».

وتقديس الرئيس أوباما لـ «امن إسرائيل» ترجم في سلسلة من المواقف والتصريحات التوراتية التي تعلن الولاء المطلق لـ«إسرائيل» وأمنها، فبعد يوم واحد فقط من خطابه التوراتي المنحاز بالكامل لصالح الدولة الصهيونية، الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي وصفته حتى صحيفة «يديعوت أحرونوت» بـ«الخطاب الصهيوني»، سارع الرئيس أوباما إلى عقد لقاء عاجل مع نحو 900 من كبار الحاخامات اليهود، حيث التزم أمامهم بـ «أن يكون التحالف بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» أقوى من أي وقت مضى»، مشدداً: «إن العلاقة بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» لا يمكن أن تتزعزع، وأن التزام الولايات المتحدة تجاه أمن «إسرائيل» صلب»، مشيراً إلى أنه «منذ أن تسلم الرئاسة الأمريكية لم يتحدث فقط وإنما نفذ، وأنه لم تكن علاقات الأمن بين «إسرائيل» والولايات المتحدة وطيدة بالشكل الذي هي عليه اليوم». مختتماً: إنه «يفخر بهذا السجل».

هكذا هو المشهد السياسي الأمريكي... وهكذا هي السياسات الأمريكية تجاه فلسطين والدولة الصهيونية، فلا يتوقعن احد بان تتغير هذه السياسات، إلا إذا تغيرت السياسات العربية جذرياً، فعلى قد العمل والعطاء العربي الحقيقي على قدر ما قد تتغير السياسات الأمريكية تجاه العرب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2178404

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2178404 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40