الأربعاء 1 آب (أغسطس) 2012

مساعدة الفلسطينيين واجب وليست منة

الأربعاء 1 آب (أغسطس) 2012 par عماد الدين حسين

من العار أن يستنكر بعضنا أي إجراءات مصرية لتخفيف الحصار المفروض على الأشقاء الفلسطينيين في غزة ويعتبرها انحيازاً «إخوانياً» إلى حركة «حماس».

الأصل أن نساند الأشقاء في كل فلسطين بكل السبل الممكنة ليتخلصوا من الاحتلال الصهيوني، لأن العكس يعني أن نظام مبارك كنز «إسرائيل» الاستراتيجي كان على حق.

مبارك انحاز عملياً لـ«إسرائيل» عندما شارك في حصار قطاع غزة عقب فوز «حماس» بالانتخابات التشريعية النزيهة عام 2006.. فهل المطلوب أن يواصل محمد مرسي نفس السياسة الإجرامية ليثبت لنا أنه ليس «إخوانياً»؟.

من قبيل العبث الحاصل حالياً أن يخلط البعض بين ما هو استراتيجي وما هو تكتيكي.

الاستراتيجي أننا عندما نساعد الفلسطينيين فإننا نفعل ذلك ليس فقط من قبيل اننا إخوة في الدين والعروبة والمصير والتاريخ، ولكن لأنه أمن قومي بالنسبة لنا.

هذا الأمر اكتشفه الفراعنة قديماً، واكتشفه الضابط الألباني محمد علي، وابنه إبراهيم الذي وصل إلى الإسكندرونة على الحدود التركية واكتشفه الضابط المصري الصعيدي جمال عبدالناصر، لكن حسني مبارك فعل عكسه مختزلاً دور مصر داخل منزل أسرته فقط.

عندما نمد غزة ببعض المساعدات الرمزية فهذا واجب علينا، ولمن لا يقرأ عليه إدراك أن أوروبا التي يصفها بعضنا بالكافرة تتبرع للأشقاء المسلمين في غزة والضفة بملايين اليوروهات سنوياً أكثر مما نقدمه بآلاف المرات.

ثم إن المساعدات هي سلاح مهم في العلاقات الدولية لتعظيم المصالح القومية ويعتقد البعض جهلاً أنه طالما عندك فقراء في بلدك فينبغي ألا تقدم مساعدات للخارج، وينسون أن هناك ملايين الفقراء في أمريكا وفي الصين ورغم ذلك يقدمان معونات لبلدان أكثر فقراً، ليس حباً فيهم ولكن تعزيزاً لمصالحها بالخارج. ثم إننا أيضاً كنا أحد الأسباب الرئيسية في ضياع الضفة وغزة في يونيو 1967.

هذا عن الاستراتيجي أما عن التكتيكي، فعلينا أن نختلف مع الرئيس محمد مرسي ومع «جماعة الإخوان» إذا ساعدوا «حماس» فقط في غزة ونسوا الأهل في الضفة وفي عرب 1948.

جريمة حسني مبارك أنه انحاز لحركة «فتح» والرئيس محمود عبّاس على حساب حركة «حماس» في غزة، الأمر الذي جعل حكومتنا وسيطاً غير نزيه في بعض الأحيان، وبالتالي فالخطأ الأكبر ان يكرر مرسي الخطأ بالعكس بمعنى أن يدعم «حماس» فقط على حساب «فتح».

علينا أن نستخدم كل أسلحتنا المعنوية لإقناع «حماس» و«فتح» بالمصالحة الحقيقية وليست التليفزيونية، ليس فقط دفاعاً عن القضية، ولكن لأن المستفيد الوحيد من هذا الخصام هو عدونا المشترك «إسرائيل»، والخاسر الأكبر بعد الشعب الفلسطيني هو نحن في مصر.

أفهم أن يتذمر البعض من إمداد غزة بالكهرباء والوقود إذا كان هناك نقص فادح في مصر لكن كيف نفهم تذمر البعض واعتراضه على تسهيل دخول وخروج حركة الأشخاص والبضائع من وإلى غزة عبر معبر رفح.. هذا أقل مما يجب أن نفعله للأشقاء في فلسطين.

ثم إن المصالحة وهذه التسهيلات في إطار القانون هي أفضل وسيلة لمحاربة التهريب وتجارة الأنفاق التي لا نعلم ماذا يدخل فيها ويخرج منها؟!.

النقطة التي لا يجب أن يكون فيها نقاش هي وإذا كنا ضد أي محاولات لتوطين الفلسطينيين في سوريا أو العراق وفي الأردن أو لبنان فمن باب أولى أن نعارض ذلك في سيناء، ليس ضيقاً بالأشقاء ولكن حتى لا نساعد المخطط الاستيطاني الصهيوني من دون أن ندري.

تحية لكل مسئول مصري يقدم أي خطوة لمساعدة الفلسطينيين شرط أن تكون لكل الفلسطينيين وليس لفصيل على حساب آخر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2181440

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2181440 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40