في شهر أيلول من عام 1971 كنت في زيارة عمل للقائد التاريخي الشهيد المناضل في مكتبه في منطقة الفاكهاني، وبينما كنت أتحدث إليه كان شاب يصرخ بأعلى صوته من إحدى الغرف الداخلية وقد آلمني صراخ الشاب وسألت القائد أبو علي، ماذا يجرى ماذا تفعلون لهذا الشاب، انه يصرخ ويبكي من الألم.. ولماذا هذا الصراخ على هذا النحو، يبدو انه يتعرض للضرب والتعذيب، فأجابني القائد أبو علي إياد، نعم انه يتعرض للتحقيق من قبل الشباب، فقلت: هل هو عميل لجهة خارجية، فأجاب : كلا انه ليس عميل بل أخطر من ذلك، فقلت : وما هو الأخطر من العمالة.... فأجاب القائد: تصور انه إنه قد باع «بارودته» أي بندقيته، وهذه أكبر خيانة للثورة يستحق مرتكبها الموت عندنا... فمن يبيع سلاحه يبيع ثورته.
وفجأة دخل أحد الشباب اللذين كانوا يتولوا التحقيق مع الشاب، وأبلغ ابو علي بأن الشاب قد اعترف بجريمته وكشف لمن باع البارودة وكم قبض ثمنها، فطلب أبو علي إياد من المحققين، الاتصال بأهل الشاب وإبلاغهم بالأمر والطلب منه ان يعيدوا البندقية، لكي يستطيعوا استرجاع ابنهم، ولن يتم الإفراج عنه قبل استلامنا للبندقية، لأن هذه البندقية هي ملك للثورة وهي من أغلى ما تملكه الثورة...
بيع بندقية هزت كيان القائد التاريخي، وجعلته يفقد صوابه فصرخ بوجه المحققين، استمروا في ضربه الى ان يعترف لمن باع سلاحه، ولا تتهاونوا ولا تأخذكم بمثل هؤلاء الكفرة المنافقين أية شفقة او رحمة.
رحمة الله عليك أيها القائدة التاريخي الشريف الشجاع النظيف أمير المناضلين، وقد كان لاستشهادك خسارة كبرى للثوار وللثورة الفلسطينية ولحركة «فتح» خاصة.