الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012

باراك: الديبلوماسية لا تكفي لإيقاف إيران النووية

الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012 par حلمي موسى

كرر وزير الدفاع «الإسرائيلي» إيهود باراك تلميحاته بشأن ضرورة توجيه ضربة عسكرية لإيران لإحباط مشروعها النووي.

وأعلن باراك، أمام كلية «الأمن القومي» «الإسرائيلي»، أن إيران النووية أشد خطراً على «إسرائيل» من المبادرة بالهجوم عليها. وتعيد تصريحات باراك هذه إلى الواجهة السجال الدائر في «إسرائيل» حول أيّهما الأسوأ «الطاعون أم الكوليرا»: إيران النووية أم الحرب على إيران؟

وقال باراك، في الكلية بحضور رئيس الأركان الجنرال بني غانتس، الذي يمثل الكابح الأبرز أمام الهجوم على إيران، «إنني أدرك جيداً، وأعرف بعمق المصاعب والتعقيدات الكامنة في عرقلة وصول إيران إلى امتلاك سلاح نووي، لكن من الواضح لي فوق كل شك أن مواجهة هذا التحدي نفسه حال نضوجه، إذا نضج، ستكون أكثر تعقيداً وأشد خطراً وغلاء بالأرواح والموارد».

وأضاف باراك إن «العقوبات اليوم أشد مما كانت في الماضي، وإن العمل الديبلوماسي فاعل، ولكن ليس في ذلك ما يكفي لإيقاف المشروع النووي الإيراني... إن الولايات المتحدة تفهم أن دولة «إسرائيل»، وفقط دولة «إسرائيل»، هي المسؤولة عن مصيرها».

وكان باراك قد استهلّ كلامه بالإشارة إلى «أن الوضع قد يتطلب منا اتخاذ قرارات صعبة ومصيرية تتعلق بالأمن القومي لـ«إسرائيل» وضمان أفق مستقبلها». وأضاف إن «أحداث الربيع العربي، الذي استحال بالتدريج إلى صيف إسلامي، تعلمنا أنه في لحظة الاختبار لا يمكننا أن نعتمد حقاً إلا على أنفسنا فقط». وأشار إلى أنه رغم الخلافات مع الإدارة الأميركية بشأن المشروع النووي الإيراني «فإنه لا تناقض، ويمكن الدمج بين المسؤولية السياسية والأمنية، السيادة المطلقة في قراراتنا في كل وضع، والحفاظ على منظومة العلاقات الحميمة مع الولايات المتحدة».

وأثارت تصريحات باراك هذه من جديد السجال حول إيران إلى الواجهة. وأوضح معلق «إسرائيلي» أن هذا التصريح، الذي جاء بعد صمت طويل، كشف النقاب عن سجال مستتر و«معركة فعلية» بشأن مهاجمة إيران بين المعارضين والمؤيدين. ومعروف أن قيادة المؤسسة الأمنية «الإسرائيلية»، الجيش و«الموساد»، يبدون تحفظات على مهاجمة طهران في هذا الوقت، ما يجعل مؤيدي التحفظ أكثر والعقبات أمام القرار أعلى.

ويرى البعض أن معضلة الحكومة «الإسرائيلية» تكمن في أنها تبدو كمن تهرع نحو الحرب وأن قيادة الجيش هي من يكبح هذا الاندفاع. فالحل الأول والوحيد لأي أزمة عند رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه هو القوة العسكرية حتى عندما تظهر الدراسة أن الحل العسكري ليس حلاً. وأبرز دليل على ذلك اليوم هو الشأن النووي الإيراني، حيث القناعة تامة عند نتنياهو وباراك بأن لا حل سوى الهجوم العسكري.

وأوضح أطيلا شومفلبي في «يديعوت احرونوت» أن هناك من يحث على الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل، وهناك من يطالب بالإسراع في الهجوم. وكتب أن الانقسام في هيئة «الثمانية» هو انقسام مناصفة، حيث يؤيد الهجوم نتنياهو وباراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير المالية يوفال شتاينتس. وبالمقابل هناك المعارضون دان ميريدور وبني بيغين وإيلي يشاي وموشيه يعلون.

وعموماً فإن «إسرائيل» في ظل التعقيدات الإقليمية والدولية الراهنة تجد نفسها في معضلة. ونقلت «يديعوت» عن مصدر سياسي رفيع المستوى ضالع في تعقيدات الشأن الإيراني قوله إنه «حتى إذا أردنا أن نعمل، ليس بوسعنا ولا ينبغي لنا أن نفعل ذلك الآن. وللأسف الشديد، نتنياهو لم يفعل شيئاً لتهيئة الظروف: الواقع في العالم العربي بالغ الحساسية، العلاقات مع الأتراك سيئة، ولم يتحرك شيء على الساحة الفلسطينية. وعدا السؤال حول ما إذا كان بوسع الطائرات فعل ذلك، هناك أسئلة أخرى تتعلق بالقرار إذا كان لا بد من الهجوم أم لا، أسئلة اقتصادية وسياسية وعسكرية».

وأياً يكن الحال فإن الكثيرين يتساءلون عن سبب عودة باراك إلى إطلاق التصريحات النارية. وإلى جانب من يعتبرون التهديدات «الإسرائيلية» فعلية هناك من يصرّ على أنها تقع في دائرة الردّ على المواقف الإيرانية، وأن غايتها حث الغرب على مزيد من التشدّد. وهناك من يرى أن تصريحات باراك هذه جاءت بعد إعلان طهران عن زيادة أجهزة الطرد المركزي فيها، و شيوع أنباء عن نية طهران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 66 / 2177971

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

2177971 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 30


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40