الثلاثاء 24 تموز (يوليو) 2012

تقديرات بدخول الاقتصاد «الإسرائيلي» مرحلة الركود: رفع قيمة ضرائب وزيادة أعداد العاطلين من العمل

الثلاثاء 24 تموز (يوليو) 2012 par حلمي موسى

تفاخرت الحكومة «الإسرائيلية» برئاسة بنيامين نتنياهو بأنها كانت بين الحكومات القليلة في العالم التي أفلحت في تجنيب المجتمع آثار الأزمة الاقتصادية العالمية. ولكن لا يبدو أن مفعول هذا التفاخر سيطول كثيرا، بسبب التقديرات المتزايدة حول دخول الاقتصاد «الإسرائيلي» مرحلة ركود جراء ارتفاع التكاليف وانخفاض الصادرات.

وتقف الحكومة «الإسرائيلية»، وهي في عام انتخابات تقريبا، أمام مأزق زيادة الضرائب، فيما تتداعى الهيئات الاقتصادية للاجتماع للبحث في الأزمات المرتقبة.

وكانت قد ظهرت في الأسابيع الأخيرة إشارات سلبية متعددة بينها تراجع ملحوظ في الصادرات وانخفاض كبير في حجم المبيعات في شبكات التسويق، وتخفيض نسبة النمو المتوقع وتدني جباية الضرائب. ولا يقل أهمية عن ذلك زيادة أعداد العاطلين من العمل. وازداد خوف الحكومة «الإسرائيلية» جراء اضطرارها لتقديم مشروع ميزانية العام 2013، حيث يحاول خبراء توفير موارد ضريبية جديدة من خلال رفع نسبة ضريبة القيمة الإضافية.

وتحدثت الصحف «الإسرائيلية» عن ضرائب جديدة أخرى ستفرض خلال الأيام المقبلة، وخصوصا على السجائر والمشروبات الكحولية وبنسب كبيرة. وستفرض ضريبة بين ربع ونصف دولار إضافية على كل علبة سجائر تباع في «إسرائيل»، كما ستزيد الضريبة على المشروبات الروحية بنسبة النصف تقريبا. وإضافة لذلك من المقرر أن يعلن نتنياهو عن تخفيض الميزانية العامة للدولة في وقت بالغ الحرج وقرب انتهاء السنة المالية. وتعتبر هذه الخطوات مجرد محاولة لتقليص نسبة العجز في الميزانية، بحيث لا تقترب من 4 في المئة. وكان محافظ مصرف «إسرائيل» ستانلي فيشر قد احتج على وزارة المالية التي فكرت بخرق إطار الميزانية مجازفة بتوسيع نسبة العجز. وفي حينه اعتبر فيشر هذه الخطوة إشارة إلى أن «إسرائيل» تتراجع إلى مصاف دول العالم الثالث التي تعاني من نسب تضخم مالي عالية.

وكان نتنياهو قد أبلغ رؤساء وزارة المالية أن عليهم، في ضوء الوضع المتأزم في خزينة الدولة، إعداد خطة تفصيلية فورية لتقليص نسبة العجز. وعنى هذا التوجيه صراحة: «ارفعوا الضرائب، فورا». غير أن نتنياهو الطامح لتثبيت زعامته بحاجة لأن تكون هذه الضرائب مستترة قدر الإمكان، ولا تمس بشكل فاضح الشرائح الدنيا، التي تعاني أصلا من سوء الوضع الاقتصادي.

وتشير المعطيات الاقتصادية «الإسرائيلية» إلى أن الأزمة الاقتصادية في أوروبا أثرت بشكل كبير على الدولة العبرية. ومعلوم أن أوروبا لا تزال الشريك التجاري الأكبر لـ«إسرائيل» استيرادا وتصديرا. وقد تراجعت الصادرات «الإسرائيلية» بشكل واضح إلى أوروبا والولايات المتحدة. وأظهرت معطيات الشهر الأخير أن واردات «إسرائيل» بلغت 19,9 مليار شيكل (أكثر من خمسة مليارات دولار) في شهر حزيران، حوالي ثلثها من دول الاتحاد الأوروبي و21 في المئة من آسيا و13 في المئة من الولايات المتحدة والباقي من كل دول العالم الأخرى.

أما الصادرات «الإسرائيلية» في الشهر ذاته فبلغت 13,7 مليار شيكل (حوالي 3,5 مليارات دولار)، ما يعني أن العجز في ميزان التبادل في شهر واحد يزيد عن مليار ونصف المليار دولار. وكان العجز المتراكم في الشهور الستة الأولى من هذا العام قد زاد عن 10,5 مليارات دولار، أي بنسبة تزيد 50 في المئة عن الفترة المقابلة في العام الماضي. وتشير المعطيات إلى تراجع الواردات، ولكن بنسب ضئيلة مقابل تراجع الصادرات.

وفي إشارة واضحة للأزمة، قدر خبراء «إسرائيليون» أن عدد العاطلين من العمل سيزداد حتى الصيف المقبل، ليصل إلى رقم قياسي، وهو 305 آلاف عاطل من العمل وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزي «الإسرائيلية». ويستند هذا المعطى إلى نسبة نمو متوقع في الاقتصاد «الإسرائيلي» بحوالي 2 في المئة. وبناء على ذلك فإن نسبة البطالة ستبلغ الصيف المقبل 8,3 في المئة. وهذا التوقع يستند إلى الأزمة الاقتصادية في أوروبا وتأثر «إسرائيل» بها. وهو ما يعني أن 130 ألف عامل «إسرائيلي» سيقعون بين براثن البطالة في الشهور الستة المقبلة. ومن الجائز جدا أن يصب هذا المعطى زيتا على نار الاحتجاجات الاجتماعية المتزايدة في «إسرائيل». ومن المهم أيضا معرفة أن قسما كبيرا من هذه البطالة يأتي من مصانع عالية التكنولوجيا، ممن يصنف عمالها ضمن الطبقة الوسطى.

ولا يمكن معرفة حجم التراجع في نسبة النمو من دون ملاحظة أن هذه النسبة بلغت 5,6 في المئة في العام 2006 و5,5 في المئة في العام 2007. كما كانت 4 في المئة عام 2008، وأقل من واحد في المئة عام 2009. وفي العام 2010 بلغت نسبة النمو 4,8 في المئة، واحتفظت بهذه النسبة أيضا في العام 2011. وكما سلف فإن التوقعات للعام الحالي لا تزال تتحدث عن حوالي 2,5 في المئة، لكنها قد تشهد انخفاضا أكبر حتى نهاية العام.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 71 / 2165336

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165336 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010