الخميس 12 تموز (يوليو) 2012

بين ظلال القتلة واللصوص تتداعى معالم القضية...!

الخميس 12 تموز (يوليو) 2012 par رئيس التحرير

قضيتان تعدان في غاية الأهمية وطنياً وهما كذلك على المستوى القومي، وقبل ذلك وبعده هما كذلك على المستوى الإنساني يجري التعامل معهما منذ عدة سنوات على قاعدة واحدة بنفس التكتيك، هي قاعدة التغطية والتعمية والترحيل ورد الفعل.

هاتان القضيتان هما ملف اغتيال القائد «أبو عمار» وتقديم قتلته إلى العدالة، وملف سرقة أموال الشعب الفلسطيني في حركة «فتح» ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية واستعادتها وتقديم اللصوص للعدالة أيضاً، والمصلحة الأساسية في انتهاء هذين الملفين إلى نتيجة هي مصلحة الشعب الفلسطيني أولاً وأخيراً ومصلحة نضاله وكفاحه في سبيل الحصول على كل حقوقه المشروعة.

كيف يمكن أن لا يحصل الشعب الفلسطيني في هذين الملفين على الحقيقة وعلى حقه المشروع فيهما، ومتعلقات تحقيق مصلحته في هذا تتم مفترضة بيده وبين من هم من أبنائه، ويتوقع شعبنا أن تكون هذه الفئة ذاتها التي تتعامل مع هذه الملفات مؤتمنة ومقبولة لتحقيق حقوق شعبنا وأهدافه المشروعة طالما هي على هذه الحال فيما يتعلق تحقيق ذلك بما لدى العدو المغتصب؟

يبدو أن ثمة تعارض مصلحي كامن بين تحقيق هذه الأهداف لشعبنا من جهة وبين استجلاء الحقيقة له في هذين الملفين، وبين واقع ذات الفئة من جهة أخرى أو مصلحتها أو إمكانياتها أو قدرتها أو ارتباطاتها، وهذه كلها إشارات خطر حقيقي تنزع أولاً الثقة فيها وفيما تعلن عنه، ولا تترك احتمال الشكوك فيها ووضعها ضمن قائمة المتهمين حتى تظهر الحقيقة.

من الغريب أن ما واجهت به هذه الفئة أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» السيد فاروق القدومي يوم أثار ملف اغتيال «أبو عمار» وما عرف بوديعة القدومي، بسؤالها عن سبب صمته زمناً قبل أن يفتح هذا الملف، هو ذاته الذي وجدت نفسها فيه وبنفس السؤال من جماهير شعبنا عندما فجّر أحد التحقيقات الإعلامية وأثبت حقائق الاغتيال، فهي ادعت أن لديها علماً بجزء من هذا فلماذا صمتت عنه هي أيضاً كل هذا الزمن؟

مسألة اللصوصية والفساد أيضاً مسألة لم يتم الوصول فيها للشافي المفيد، ففي حين أعلن القدومي مرة على لسان رفيق النتشة أنه تم استعادة بضعة ملايين من الدولار من خالد سلام، لم يفهم مجتمعوا بيت لحم صيف العام 2008 شيئاً بخصوص الملف المالي لأنه لم يقدم لهم أصلاً، وكذلك الحال هم أسوة ببقية أفراد الشعب الفلسطيني لم يفهموا كيف تبخّرت أموال صامد وغيرها من الاستثمارات وكيف أفلس الصندوق القومي الفلسطيني، كما لم يفهموا كيف أصبح أنجال محمود عبّاس وأقارب محمد دحلان ومعارف خالد سلام من الأثرياء، بينما على كادر «فتح» وأسر الشهداء والأسرى أن تنتظر بركات سلطة العار وما قد يقدمه سلام فيّاض أو غيره من صدقات!

يبدو أن نداء السيدة سهى عرفات أرملة الشهيد القائد للشعب الفلسطيني بأن يقطع الطريق على «المستورثين» كان في محله في أكثر من اتجاه، وإذا كان الاتجاه الأول في القتل قد بدأ يأخذ مفاعيله، فإن اتجاه اللصوصية والسرقة لا زال دون إضاءة حتى الساعة.

وإذا في ضوء إعلان خالد سلام الأخير عن تحديه لمحمود عبّاس وزمرته في السلطة «فرع رام الله» وتحديه لطبالي الجوقة من حوله في لجنة مركزية غير شرعية (معظم أعضائها عضو اتهامي في ملف فساد ما)، وهي التي جاءت عبر مسرحية هزلية سوداء بتنظيم ورغبة أمريكية في بيت لحم وتحت كونترول صهيوني كامل كما اعترف به اليوم أحدهم في معرض محاولة تبرير تقصيرهم في متابعة ملف اغتيال الشهيد عرفات، فلربما ستأتي هذه الزمرة نفسها لتنظم ذات العروض المسرحية للرد على تحقيق إعلامي مستقل جديد، يلقي بهذا الضوء وبفضح الأسباب الحقيقية والمصادر الفعلية في تضخم ثروات من ارتزق على حساب «فتح» وعلى حساب الوطن ومناضليه!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 330 / 2165953

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165953 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010