الخميس 31 أيار (مايو) 2012

شفيق في جولة الإعادة: هكذا تصنع الأنظمة الميتة بطلها الجديد

الخميس 31 أيار (مايو) 2012 par وائل عبد الفتاح

ايقظ شفيق التماسيح النائمة. كلّ من شعر بالعجز أمام الثورة يضع احلامه في سلة شفيق الآن. هو المرشح المثالي لكلّ شبكات المصالح القديمة: ليس لديه أوهام حول نفسه، ويتعامل بخبرة بيروقراطية قاتلة، وعقيدة تقدس الدولة وعطاياها، وما تمنحه لموظفيها من مزايا ورتب اجتماعية. هو نموذج مناسب لكلّ من يتصور أنّ وصول رئيس الى القصر هو اعلان نهاية الثورة. وهذا ما اشعل الحماسة في القلوب اليائسة وانزلها الملعب من جديد، بداية من رجال اعمال الخارج (لندن تحديداً) الى رجال اعمال هاربين من محاولة المجلس العسكري تهدئة الثوار بالقبض على من تطالهم اليد القريبة من اصحاب الملايين.

الشبكات التي يحييها شفيق تضم صحافيين (تصوّروا أنّهم خرجوا من الخدمة لكن شفيق استدعاهم وضخ في شرايينهم الحياة) وسماسرة محترفين في الانتخابات، استخدمهم الحزب الوطني طويلاً في السيطرة من أسفل على الكتل الانتخابية. والسماسرة أنواع متعددة يستعمل منهم شفيق الآن نوعين: الأول هم «موديرن متخصصون في فرق الحماية السرية»، وهذا ما جعل قوات امن في احدى القنوات الفضائية تكتشف من بين جمهور شفيق عندما كان ضيفاً على القناة عدداً كبيراً من حملة السلاح القادمين من محافظات مصر المختلفة. النوع الثاني وهو الاخطر، يمثل شبكة قوية من موظفي المحليات الذين يكونون قاعدة انتخابية في الشارع للمرشح عبر نفوذ الموظف على اصحاب المحال والباعة المتجولين، فيما يعتبر تثبيتاً للمصلحة عبر الاتفاق مع مندوب الحكومة او صورتها في الشارع وهو موظف المحليات.

وهذه شبكات لا تتحرك عفوياً ولا بدون مقابل. إنّهم موظفون في شبكة مصالح تدار لصالح مافيا تدافع عن وجودها عبر مرشح ينتمي اليها. وهذا ما يفسر اشارة الامان التي منحها شفيق لجهاز امن الدولة متجاوزاً انّه سقط شكلياً، ولا يزال ملعوناً من الثورة. شفيق هدد عصام سلطان بمعلوماته المستوحاة من ضباط امن الدولة، وهو ما يعتبر كشفاً عن الطرف الخفي في الشبكات العائدة من الموت المؤقت. كذلك كشف عن انّ الفريق المثير للضحك والسخرية ليس كذلك عندما يكون في يده سلطة، فهو لم يحتمل الخلاف، واستعان بأقذر ما في دولة التسلط: اجهزتها السرية.

شفيق هو رمز الانتقام من الثورة، وهذا ما يبدو في تصريحاته القوية عن استخدام القمع في مواجهة الخصوم وايقاظ دور الاجهزة القذرة في الحياة السياسية. هذا ما يعلي من قدر شفيق الآن، مقارنة بعمرو موسى، ويضعه في مصاف قائد عملية تصفية الثورة، كما تتصوّر الشبكات الداعمة لوصوله قصر الرئاسة.

هذه الشبكات تنفق الملايين وتحيي الترتيبات القديمة املاً في الانتصار على الثورة والعودة الى ما قبل «٢٥ يناير»، حين كانت السياسة مجرد مصارعة ثيران.

شفيق هو مرشح الخوف، وكلما ظهرت انيابه تحت ابتسامته الساذجة، زادت شعبيته عند هذه الشبكات. هذه مقومات الرئيس لمن كان مبارك رئيسهم ومؤسس دولتهم. هم رعايا ديكتاتور ضعيف الشخصية، وهو الذي تمنحه السلطة اكسير القوة وتجعله يوزع منحه وعطاياه على الشطار والحبايب.

شفيق يحتفظ برتبته العسكرية رغم انّه في العمل المدني منذ سنوات طويلة. هي بطاقة الارهاب، مثل لسانه الذي تعثر في الانتقال من الريفية الصرفة الى الارستقراطية العسكرية، فكانت النتيجة طريقة غير مفهومة من الكلام.

تلتقي تحت وجه شفيق المهذب كلّ شبكات البكتيريا السياسية التي امتصت الدولة. تلتقي عنده مثل مصاصي الدماء الذين يتجسدون في وجه رجل طيب. الوجه الطيب يصطاد جمهوراً ستعيش البكتيريا العائدة للحياة على امتصاص دمه.

هذا هو شفيق المتحوّل من الطيبة الى الشر في لحظة واحدة. هذا هو شفيق الذي يثير ضحكك الآن لكنّه سيترك مصاصي الدماء يلعقون دمك بعد قليل.

هذا هو شفيق، فتأملوا كيف تصنع الانظمة الميتة بطلها الجديد.

اين كان شفيق قبل أن يصبح رأس حربة الفلول؟ ليس الفلول كلّهم، إنّهم مجمع المصالح الخائفة على نفسها، وهم طبقة سياسية واجتماعية عاشت على رصيد معنوي ومالي من ايام مبارك. رصيد صنعته السلطة اساساً، ورقع فكرية مستوردة من النيوليبرالية الاميركية، لكنّها ولدت في السلطة والتسلط والسيطرة، ولا تريد دفن طموحها مع مبارك.

اقول «طبقة» هنا كنوع من التصنيف، لكنّهم في الحقيقة بقايا «العصابة» التي كانت مسيطرة على السلطة، ورتبت حياتها ومدت شبكاتها في المجتمع، لتستمر في السلطة، وتتوالد من مصالحها مصالح اصغر تربط جيش من الموظفين واصحاب الاعمال الصغيرة والدكاكين السياسية بالحياة على فتاتها. فتات طبقة تشبه الارستقراطية القديمة في سلوكها الشخصي، لكنّها خالية من ثقافة او افكار او قيم تشغل حيزاً من فراغ روحي كبير يجعلها تقدم مرشحها اليوم بدون فكرة كبيرة تقريباً، لا شيء سوى استعادة السلطة. استعادة يلخصونها في عودة الأمن لكنّها في الحقيقة العودة إلى مواقع قديمة تضمن لهم السيطرة على مفاتيح الثروة والسلطة والوجاهة الاجتماعية.

جمهور كبير من المتحمسين في حملة شفيق يبحث عن عودة الوجاهة القديمة، باعتبار أنّ الثورة خلخلت المكانة الاجتماعية لطبقة لم يكن لها في المجتمع الا هيبة السلطة، مهما كانت هذه السلطة محل رفض عام او سبباً في الادانة الاجتماعية. لا ينسى احد انّ من يقترب من السلطة، مهما كانت طبيعة الاقتراب، يصبح في تصوّر المجتمع عضواً في «شلة الحرامية» او «العصابة». وهذا وحده سبب في غضب الجمهور الكبير الذي صدمه وصول شفيق الى جولة الاعادة في انتخابات الرئاسة، رغم انّه افضل ما لدى العصابة او وجهها الذي يمكن أن يجمعوا حوله جمهوراً لا يعي بالضرورة ماذا يعنيه اختيار شفيق.

شفيق هو واجهة لشبكة مصالح، تضم في قطاعها الكبير كل من يريد استعادة السيطرة على مفاتيح الثروة والسلطة. ولهذا فلا مفاجأة في انّ ممولي الحملة هم ألمع اسماء حصلت على تصاريح بجمع الثروات من مبارك، كما انّ هيكلها الدعائي من حراس مبارك في الميديا، وفريق سلاح الببغاءات الشهير الذي حرق صورتهم فلم يستطع المجلس العسكري استخدامهم في مراحله الاولى وصعد بدلاً منهم الصف الثاني.

لا مفاجأة ايضاً انّ تنظيم الحملة يعتمد على العناصر الواعدة من جمعية جيل المستقبل، جهاز جمال مبارك السياسي، وحزبه الذي كان يخطط لأن يحكم به.

يكتمل التحالف بمجموعات من ضباط في اجهزة امن مبارك تدربوا على العاب السيطرة باستخدام فرق بلطجية، ونشر شائعات وتدبير حوادث فاعلها مجهول وتحريك اسلحة قذرة ضد المعارضين والأهم ادارة شبكة واسعة من موظفي المحليات التي تصل أياديهم الى كلّ مكان في مصر باعتبارهم قبضة السيطرة الانتخابية.

شفيق منح هؤلاء جسر العودة، معتمداً على السلاح الفتاك وهو استحضار عفريت «الإخوان المسلمين».

هل نترك البلد «للاخوان»؟ هذه كلمة السر التي جمعت الجمهور الخاص لشفيق من الباحثين عن مكانة اجتماعية على طريقة مبارك، او من المحبطين من تغيير قوانين الصعود، او من الذين رتبوا حياتهم او وعيهم على البحث عن صاحب سلطة يلتصقون به ويصنع لهم مكاناً في المجتمع. هو نوع من جمهور اختار شفيق ليحارب له حربه مع «الإخوان»، وليعيد اصحاب السلطة القدامى بمنطق «اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش» او «اللي نعرفه» نضمن مصلحتنا معه. بينما الجديد له شبكات مصالح اخرى وبرنامج سياسي سيثقل كاهله.

لكن شفيق خفيف، ليس مشغولاً بالعدالة الاجتماعية، وسيعيد ترميم اجهزة الامن كما هي، وسيرتب الدولة كما تركها مبارك. وهذا طبعاً وهم كبير لا يستطيع شفيق ولا من يدفعونه للامام الوفاء به.

عودة شفيق مشروطة بإلغاء الزمن، لأنّ الثورة ورغم كل هذه المشقة خلقت وضعاً جديداً. إذ لم يعد الجيش محايداً، او مجرد جناح في السلطة يوازن مبارك بينه وبين جناح جمال مبارك وعصابته. كما لم يعد المجتمع ارضاً فارغة يمكن ان يعيد شفيق ومن خلفه احتلالها.

على شفيق أن يلعب سياسة وهذا اصعب ما في حملته، انّها بلا سياسة، وتدرب كل باروناتها على اللعب والسيطرة... في ظل غياب الجميع.

شفيق يلعب لعبة لا يعرفها، لكنّها لصالح من يعرفه تماماً.

[rouge]

الانتخابات وقبلة الحياة

[/rouge]

اللعنة هي ما بقي من الانتخابات. لا تزال الثنائية اللعينة سيّدة السباق الرئاسي، رغم أنّ السباق نفسه صناعة الثورة. لم يستطع طرفا الثنائية أن يفرحا، لكن الثورة مرت بمراحل عدّة: من الفرح الى الحزن مروراً بالانتظار. الثورة متحركة بينما الثنائية اللعينة ثابتة.

هو صراع بين الأمل واليأس. تغادر القوى الجديدة مواقعها مرة لتحارب في الانتخابات، ومرة لتقاطعها. مرة لتدافع عن حق التظاهر ومرة لتواجه حكم العسكر. الثورة ظلت تدافع بكل عفويتها عن عدم عودة الماضي، والدولة كلّها تحارب من أجل اعادة المسار القديم. والانتخابات عكست الصراع، فقد حققت الثورة خطوات في اكتشاف الكتلة الثالثة، والدولة حققت ايضاً خطوات بإعادة الصراع الى لحظة الاستقطاب بين النظام والجماعة... «الفلول» و«الإخوان».

شفيق هنا عنصر محفز، لا قائد، هو واجهة لا مشروع، فقرة لا نهاية الحفلة. سيؤدي شفيق وعصابته الدور المطلوب في نشر اليأس، ثم يغادرون الى أرض السراب. سراب عودتهم في ظل سيطرة العسكر، الجناح الرافض لوجودهم في تركيبة مبارك. الثورة أتت والنظام منقسم الى جناحين، العسكر والحاشية الملتصقة بجمال مبارك. دخلت الثورة في الشق بين الجناحين، ووسعته الى أن أزيح جناح المال/العائلة/الشهوة في الوراثة خارج تقاليد العسكر. كيف يعود الجناح المهزوم في نظام مبارك الى الحياة بعدما أصبحت القيادة للجناح المنافس؟ هل هي الديموقراطية التي تقتل الثورة؟ ربما... لكن محصلة الانتخابات هي انتصار (مؤقت) لنظام مبارك. وانتصار للثورة.

النظام رمم جزءاً من نفسه، لكن الثورة ومعارضتها الجديدة وضعتا أساسها الأول... معارضة تعلن خروجها عن استقطاب «الإخوان» و«الفلول»، وعن مناخ شراء الأصوات وتزوير الإرادة. معارضة تسير باتجاه المستقبل، قوامها كتلة ثالثة لا تسهم في اعادة بناء نظام الاستبداد بجناحيه: «الفلول» / «الإخوان». «الإخوان»، وهم معارضة مبارك الشهيرة، خسروا فرصتهم الكبيرة في التحرر من كيانهم العجوز، والتحرر من أسر الشيخوخة ونظام السمع والطاعة.

منحت الثورة فرصة ضائعة «للإخوان» في أن يكون حزبها هو الحزب الكبير. انتصرت عقلية القبيلة داخل الجماعة، وهذا ما أسهم في تعطيل عمليات بناء الجمهورية الجديدة، وترميم أسس الاستبداد والتسلط.

لم تمنح الانتخابات قبلة الحياة للنظام فقط، لكنّها منحت الأمل عنواناً جديداً أيضاً، عبر الكتلة الأكبر التي رفضت مصير الدولة المستبدة بقناعها المدني والديني.

شفيق لا يمثل الدولة المدنية، وكذلك مرسي. كلاهما يرتدي قناع المدنية ليعيد إنتاج دولة طبيعتها الاستبداد. هذا ما رفضه القطاع الأكبر من الأصوات، واذا أضيف إليها القطاع الرافض لعملية التصويت، فنحن أمام قوة رافضة وبقوّة للتسلط والاستبداد، لأنّ أصوات شفيق هي آخر ما لدى «الفلول». والتفكير الآن ليس في نتائج انتخابات عبثية صنعها العسكر لإضعاف مؤسسة الرئاسة اصلاً، لكن في دلالات ولادة هذه القوة الرافضة «للإخوان» بعد تجربتهم (القصيرة لكنّها كانت كافية لكشف الطبيعة التسلطية للجماعة).

التصويت كان ضعيفاً مقارنة بانتخابات البرلمان، وهذه مفاجأة تعبر عن احتجاج سلبي على الاستقطاب الموروث من أيام مبارك، على الوقوع في نفق الاختيارات الضيّقة بعد توسيع المجال السياسي، بثورة قادتها جسارة وشجاعة غير مسبوقة لشهداء دفعوا حياتهم من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

[rouge]

صراع «الإخوان» والدولة القديمة: من ينتصر؟

[/rouge]

الصوت الأبيض لن يواجه شفيق وحده، لكنّه سيواجه بالأساس «الإخوان المسلمين». الحملات الواسعة لإبطال الأصوات ومقاطعة الانتخابات تعبير عن حالة حزن. الحزن ليس لأنّ المرشح هو من «الفلول»، بل لأنّ المنافس المتوافر هو «الإخوان». كيف تحوّل شركاء في الثورة إلى خصوم لها؟ ذلك نتاج رحلة شهور ما بعد الثورة، كشفت عن وجه «سلطوي»، تعاملت فيها الجماعة بحس الانقلاب الصامت. انقلاب تتسلل فيه الجماعة الى هيكل الدولة الذي تخيّلته فارغاً، ويمكنها إعادة إشغاله وتشغيله. اكتشفوا أنّ ماكينة الدولة تأكل أصابعهم وتحاصرهم تحت القبة، وأنّ نتيجة محاولتهم هي استعراضات لعبت على فكرة أنّهم رسل الدولة ذات المرجعية الإسلامية. تحوّلت المعركة من أجل بناء جمهورية جديدة الى معركة بين الكفر والإيمان، وبمنطق الغزوات لم يجد الإخوان منفذاً لسلطتهم سوى تسريب أفكار التكفير والهجرة، وإن كان ذلك عبر حليفهم السلفي. الجماعة حركت رصيدها لتشحن جمهورها بعيداً عن أمور الثورة، وأوعزت إليه بأنّ النقد الموجه إلى «الإخوان» هو «غيرة» من حصولهم على الأغلبية. وبهذا الوجه التسلطي تحوّل «الإخوان» الى مصدر رعب حقيقي لا مجرد فزاعة تعطل مسار الثورة. وبدلاً من أن يبني شركاء الثورة جمهورية جديدة، أخذوا يتنازعون على الغنائم، ويتحركون كأنّهم في حرب نشر دولتهم. قررت الجماعة تغيير المجتمع لا الدولة، وتهجير المجتمع إليها وإلى مشروعها، بعد فشلها في ملء فراغ السلطة، وبدا «الإخوان» كأنّهم في مهمة إلغاء السياسة، وكأنّهم أيضاً السند الذي يجعل المجتمع ينتظر المنقذ. هذا المنقذ كان عمر سليمان، والآن هو شفيق. هكذا أصبح «الإخوان» جسداً كبيراً اثبت عدم قدرته على التفاعل ليكون حزب الثورة، أو الحزب الكبير الذي يبني الجسر إلى دولة جديدة، بقي من الجسم محاولته الحفاظ على نفسه، أي إنّ الحرب كلّها لدي الجماعة هي للحفاظ على التنظيم بالدخول به في معركة كبيرة، تحدث نوعاً من التوّحد العاطفي. يفسر ذلك ارتفاع نسبة الانتهاكات لقانون الانتخابات من جماعة لطالما كانت شكواها الأساسية ارتكاب المخالفات ضدها. تصوّر «الإخوان» أنّهم اذا أعادوا الدولة القديمة ستكون لهم، واكتشفوا أنّه، على العكس، لديها ما يمكّنها من أن تأكلهم وتستوعبهم وتجعلهم محاصرين في مواقع سلطتهم. ذلك ما جعلهم يقامرون بانتخابات الرئاسة. مقامرة الرئاسة كشفت عن هزيمة ما، وهو ما يبدو من تعبيرات وجه مرسي، وقادة «الإخوان» وارتباكهم، وعودتهم الى نبرة منسية عن «الوفاق الوطني والثورة».

لسان «الإخوان» مضبوط الآن على لغة قديمة: ليست اللغة السلطوية المفرطة في الحديث عن نهاية الميدان بعد الوصول إلى البرلمان، وغيرة التيارات الأخرى من النجاحات «الإخوانية». تلك كلّها لغات السلطة وتبدياتها، التي قامت بدورها في الهجوم على الثوار ونزع الغطاء السياسي عن المتظاهرين، وتمرير القتل باسم حماية مؤسسات الدولة، ضد نصفي الدولة القديمة، وذلك كما اختارت الجماعة عندما تسللت من الميدان لتبحث عن مكانها في إعادة ترميم السلطة القديمة. لم تقبل الثورة مرسي مرشحاً لها، بعيداً عن خطابات «كنا معكم» في موقعة الجمل، لأنّ الرد كان: لكنكم ساهمتم في التغطية على القتل في محمد محمود وماسبيرو وبورسعيد... وأخرجتم ميليشياتكم لتواجه التظاهرات وتتهم الثوار بأنّهم بلطجية... تركتم كلّ ذلك وشُغلتم في إرضاء جمهوركم بقوانين التفاهة الأخلاقية التي تتصوّر أنّ مهمتهم ليست المساهمة في بناء دولة ديموقراطية، لكنّها في تربية الشعب من جديد ليوافق برنامج الشيخ حسن البنا. مرسي مرشح الفتح الإسلامي، كما قال في دعايته. لماذا يعود اليوم الى الثورة؟ لماذا يتكلم كضحية بعدما استغل كلّ أدوات إقصاء المنافسين باعتباره مرشح الإسلام الوحيد؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165239

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2165239 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010