الأربعاء 30 أيار (مايو) 2012

ضابط سوري معارض لـ«هآرتس»: مهمتنا الأولى بعد إسقاط الأسد السيطرة على الأسلحة الكيماوية ومنع وصولها إلى تنظيمات إرهابيّة والخطة باتت جاهزة

الأربعاء 30 أيار (مايو) 2012 par زهير أندراوس

قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس الثلاثاء، إن مراسلها في العاصمة البريطانيّة، أنشيل بيبر، أجرى لقاءً صحافيّا مع أحد قادة المعارضة السورية، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، وبحسب الصحيفة العبرية فقد صرح القيادي أن المعارضة السورية وضعت خطةً بهدف السيطرة على الأسلحة الكيماوية السورية، بعد إسقاط الرئيس، الدكتور بشار الأسد، يشار في هذا السياق، إلى أنّه في الآونة الأخيرة عبرت الدولة العبرية عن خشيتها العميقة من أن يقوم النظام الحاكم في دمشق بنقل الأسلحة غير التقليدية إلى «حزب الله» اللبناني، الأمر الذي قد يُغير المعادلة على الحدود الشماليّة، على حد تعبير المصادر الأمنيّة في «تل أبيب».

وقالت الصحيفة إن المعارض السوري أكد على أنه لا يُعارض بالمرة التحدث مع «الإسرائيليين»، ولفتت الصحيفة إلى أن المعارض، كان ضابطًا رفيع المستوى في الجيش العربي السوري، وأكد في حديثه للصحيفة أنّه بعد إسقاط الرئيس الأسد، فإن المهمة الأولى والمركزية ستكون سيطرة السريعة على الأسلحة الكيماوية لمنعها من الوصول إلى منظمات إرهابية، على حد تعبيره.

وزاد الضابط قائلاً للصحيفة «الإسرائيلية» إنّه بالإضافة إلى المعارك الدائرة حالياً بين النظام والمعارضة، فإنّ مجموعة من المعارضين عكفت على إعداد خطة لمواجهة حالة الفوضى التي ستحدث في اليوم الذي سيسقط فيه النظام، مشددا على أنّه توجد لدى المعارضة لجان تعمل على وضع دستور جديد وانتخابات وبسط القانون والنظام وإعادة الأمن. وتابع أن لجنة الأمن قسّمت فترة ما بعد سقوط نظام الأسد إلى أربعة أقسام وأنه في كل فترة ستكون هناك أمور ينبغي تنفيذها، وزعمت الصحيفة العبريّة أن شعبة الاستخبارات التابعة لسلاح الجو السوري هي التي تسيطر على السلاح الكيماوي، لكن المسؤول عن هذا السلاح هو الجنرال عبد الفتاح قدسية الذي تولى قيادة شعبة الاستخبارات التابعة لسلاح الجو حتى العام 2009 والآن يتولى منصب القائد الأعلى للمخابرات العسكرية، بالإضافة إلى ذلك، قال الضابط عينه للصحيفة العبريّة إن المعارضة تعلم مكان تواجد القاعدة العسكرية التي يُخزن فيها السلاح الكيماوي، ولكنّه استدرك قائلاً إن المعارضة لا تقدر على التصريح بأنّها قادرة على الإمساك بجميع الأسلحة، ومن المرجح أنْ تستلم جهات معينة قسماً من الأسلحة، مع أنّ نقل أسلحة من هذا الطراز هو مهمة صعبة، على حد قوله.

وفي معرض ردّه على سؤال قال الضابط المعارض إنّه لا توجد لديه مشكلة شخصيّة في ما يتعلق بالتحدث مع «الإسرائيليين»، ولكن بما أن سوريّة الآن في حالة حرب، فإنّ جهات معينة ستستغل المقابلة مع الصحيفة العبريّة للمس بالمعارضة السوريّة، على حد قوله.

وزعم الضابط في سياق الحديث مع «هآرتس» أن معظم الوحدات المخلصة للرئيس الأسد يقودها ضباط من الطائفة العلويّة، وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري، زاعماً أن هنالك ضباط وحتى جنرالات في الجيش السوري من أبناء الطائفة السنيّة يعملون كثيراً من أجل إثبات ولائهم للنظام، لافتًا إلى أن قائد الهجوم على حي بابا عمرو، كان جنرالاً من الطائفة السنيّة.

وزاد الضابط قائلاً إنّه حتى الرئيس الأسد تابع صادق على أن يطلق ضباط برتب متدنية النار وقتل ضباط كبار يشتبه أن في نيتهم الفرار، ومن بين 6 آلاف جندي وضابط قُتلوا منذ بداية الثورة، أطلق الموالون للنظام النار على نصفهم على الأقل. وقال أيضًا إنّه بالإضافة إلى التأييد الذي يتمتع به في سوريّة من قبل الجيش، فإنّ إيران و«حزب الله» ومقاتلين موالين للزعيم العراقي الشيعي مقتضى الصدر يساندون النظام السوري وأن قوة القدس الإيرانية قامت بإرسال مساعدات تكنولوجية، بما في ذلك، طائرات صغيرة من دون طيار وتزود قوات الأسد بمعلومات استخباراتية.

كما قال إن الإيرانيين فتحوا حسابًا نقديًا من أجل تقديم المساعدة للرئيس السوري في شراء السلاح من روسيا، وفي الماضي كان الاتحاد السوفييتي يبيع سورية أسلحة ويتم تسديد ثمنها بعد مدة طويلة، لكنهم يطلبون الآن الدفع سلفاً مقابل كل صفقة والمال يصل من طهران، بحسب أقواله.

وقال أيضاً إن الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران على علم وعلى دراية بأنّه في حال سقوط الرئيس الأسد فإنّ كل بنية سيطرتهم حتى «حزب الله» في لبنان ستنهار، لكنّه شدد أيضًا على أنّه ثمة حدود للمساعدات التي تقدمها إيران لسورية، إذ ليس متوقعًا أن تقوم طهران بإرسال وحدات عسكرية من أجل إنقاذ الأسد لأنها تعرف أن «إسرائيل» لن تتمكن من الجلوس مكتوفة الأيدي وستضطر لتوجيه ضربة عسكريّة، على حد تعبيره.

وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية، نقلت عن مصادر أمنية وصفتها بأنها رفيعة المستوى في «تل أبيب»، قولها إنه كلما ازدادت الاحتمالات لسقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، فإن القلق يرتفع بحدة لدى صناع القرار في دولة الاحتلال من أنْ تُنقل مخازن الأسلحة التقليدية وغير التقليدية إلى لبنان، وتحديداً إلى «حزب الله» اللبناني، كما أنها تخشى من انتقال الأسلحة السورية إلى تنظيمات إرهابية أخرى، على حد تعبير المصادر.

وتابعت المصادر عينها قائلةً إن سقوط الأسد بات قاب قوسين أو أدنى، وفي «تل أبيب»، قال المحلل للشؤون العسكرية إن ما يقض مضاجع المؤسستين الأمنية والسياسية هو انتقال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والصواريخ المتطورة ضد الطائرات إلى التنظيمات الإرهابية، ونقل عن قائد سلاح الجو الجديد، الجنرال أمير أيشيل، قوله إن السؤال هو ليس هل سيسقط نظام الأسد، إنما متى، لافتًا إلى أن السؤال المهم هو ما الذي سيحدث في اليوم الذي سيلي الأسد، وبالمقابل قال وزير الأمن، إيهود باراك، في «مؤتمر هرتسليا»، إنه من الصعب التنبؤ بما يحدث بعد سقوط الأسد، ولكن ما يُقلق الدولة العبرية، هو إمكانية انتقال الأسلحة السورية غير التقليدية إلى تنظيمات إرهابية، مشدداً على أن الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية تتابع بقلق شديد تطورات الأحداث على الساحة السورية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2180811

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2180811 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40