الأحد 27 أيار (مايو) 2012

ضبابية النووي «الإسرائيلي»...!

الأحد 27 أيار (مايو) 2012 par نواف الزرو

الإجماع القيادي السياسي الأمني هناك في «إسرائيل» في مسألة النووي «الإسرائيلي» على سياسة الضبابية وعدم الإعلان او الاعتراف بحيازة «إسرائيل» للسلاح النووي، لا يلغي الحقيقة السافرة بان تلك الدولة تمتلك هذا السلاح منذ عقود طويلة، فكما هو معروف تعتبر المؤسسة الأمنية /السياسية «الإسرائيلية» الغموض بشأن امتلاكها السلاح النووي رادعاً بحد ذاته، ورغم أن الصحافة الغربية أعدت عشرات التقارير خلال العقود الماضية عن برنامج «إسرائيل» وقدرتها النووية إلا أن «إسرائيل» الرسمية لم تعترف بذلك، وفضلت الصمت وعدم الاعتراف بشكل علني وإتباع سياسة الغموض، وأصبحت هذه السياسة تقليداً «إسرائيلياً» توارثته الحكومات «الإسرائيلية» المتعاقبة وتقيدت به، وأصبح الحديث به من المحرمات، ولا تزال «إسرائيل» تتبع ذات السياسة الضبابية حيال امتلاكها السلاح النووي.

لقد أعلنت الحكومات «الإسرائيلية» احتفاظها بسياسة الغموض حيال ترسانتها النووية، فقال نائب وزير الخارجية «الإسرائيلي» داني ايالون قبيل مؤتمر واشنطن بايام فقط: «إن «إسرائيل» ستبقي بدعم الولايات المتحدة على سياسة الغموض بشأن مسألة السلاح النووي»، وأضاف لإذاعة الجيش «أن سياسة الغموض هذه تشكل أحد أسس الأمن القومي «الإسرائيلي» وتعتبرها الولايات المتحدة بالغة الأهمية، ما من سبب يدعو الأمريكيين إلى تغيير موقفهم أو يستدعي تغيير الموقف «الإسرائيلي»».

وسياسة الغموض هذه ليست «إسرائيلية» القرار فقط، إنما بالتفاهم والتنسيق مع الإدارة الأمريكية، فكشف المحلل الوف بن في «هآرتس»،عن ذلك في مقال نشره تحت عنوان: «بطاقة عضوية في النادي..» جاء فيه: «كلما تقدمت «إسرائيل» في مشروعها النووي باتت أمريكا تميل لها أكثر وتوافق على مساعدتها بالسلاح، بالمال وبالدعم السياسي، وبالمقابل، تعهدت «إسرائيل» منذ 1969 بـ «الغموض» وعدم كشف قدراتها وعدم إجراء تجربة نووية، وقد ولدت هذه السياسة من قبل، وهي اليوم تقبع في أساس علاقات «إسرائيل» مع الولايات المتحدة».

وجاء في وثيقة أمريكية كشف النقاب عنها في صيف عام 1974 وصنفت على أنها «سرية للغاية» في أرشيف الـ «سي آي إيه»: «إننا لا نتوقع أن يقوم «الإسرائيليون» بتأكيد هذه الشكوك المنتشرة بشأن قدراتهم، سواء في التجربة النووية أو في التفعيل، إلا إذا كان هناك خطر شديد على قيام الدولة».

ورغم سياسة «الضبابية النووية» التي تنتهجها «إسرائيل»، إلا انه بين الفترة والأخرى تنتشر في العالم ترجيحات حول الترسانة النووية «الإسرائيلية» من أبرزها ما جاء في كتاب الصحافي الأمريكي «رؤوبين سكارابورو» الذي كشف «أن «تل أبيب» تمتلك 80 رأساً نووياً، كما قدرت وسائل إعلام غربية حيازتها لـ 200 قنبلة نووية».

الى ذلك، هناك، بعض «زلات اللسان» «الإسرائيلية» كما يطلقون عليها، التي كانت قد بددت جزئياً هذه الضبابية حتى باتت بمثابة أمر ذائع، فرئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق أولمرت «زل لسانه» في عهده حول امتلاك «إسرائيل» للنووي، إذ هدد إيران بمحوها عن وجه الأرض، فتوالت التصريحات «الإسرائيلية» المنتقدة والغاضبة فقال: «زلة اللسان التعيسة في ألمانيا تمس 50 عاماً من سياسة الغموض في «إسرائيل»»، وقال عضو «الكنيست» أرييه إلدار - إيحود ليئومي - مهدداً: «إذا كانت أقوال أولمرت تعبر عن تغيير في السياسة وليست زلة لسان يتعين عليه أن يوجه رسالة واضحة إلى العالم الحر: إذا لم توقفوا إيران، نحن سنوقفها بأي ثمن»، وقال شمعون بيريز، في سياق تعقيبه امام النادي الاقتصادي في «تل أبيب» على ما اعتبره زلة لسان أولمرت حول السلاح النووي «الإسرائيلي»: «ينبغي أن نبني قوتنا دون أن نهدد أحداً، أنا مع الغموض، وأنا الذي صغته، يعتقدون أن لدينا قنبلة فليعتقدوا».

ولكن، تعزيزاً لـ «زلة لسان» اولمرت النووية كشفت مجلة عسكرية «إسرائيلية» النقاب عن «أن خبراء ذرة في دولة «إسرائيل» اعترفوا بأن «تل أبيب» تملك من 150 - 200 رأس نووي متفجر»، ونشرت المجلة الشهرية العسكرية «جينز» أن خبراء بالذرة قالوا «إن «إسرائيل» تملك من 150 - 200 رأس متفجر نووي».

والحقيقة الكبيرة هنا في قصة «زلة لسان اولمرت النووية» أنها لم تكن إلا «زلة مخططة مقصودة» سقطت وفق حسابات واعتبارات «إسرائيلية» - أمريكية تتعلق عملياً بالتطورات الإستراتيجية في المنطقة، وتتعلق على نحو خاص ومحدد بالتهديدات الإيرانية الابادية الصريحة للوجود «الإسرائيلي».

وفي هذا الصدد تحديداً، ربما يكون المؤرخ «الإسرائيلي» «امنون راز» أدق من تحدث عن الطبيعة الإجرامية الإرهابية لـ «إسرائيل» كما هي عليه اليوم، حين وصفها قائلاً: «أن «إسرائيل» مملكة صليبية جديدة مختلفة عن الممالك الصليبية التاريخية بحيازتها قنبلة نووية»، ودعا إلى «تفكيكها بأساليب ذكية».

ولكن، تبقى الكرة هنا في مسألة «النووي الإسرائيلي» في الملعب العربي أولاً قبل الأممي، فعلى العرب ان يراجعوا استراتيجياتهم النووية والصراعية والتفاوضية في مواجهة العجرفة والعدوانية «الإسرائيلية»..!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2165265

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165265 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010