الأحد 6 أيار (مايو) 2012

«غوغل» إذ انضمت إلى الإمبراطورية الإعلامية الصهيونية!

الأحد 6 أيار (مايو) 2012 par نواف الزرو

أقامت الحركة الصهيونية من اجل ترويج رواياتها التضليلية ما يمكن أن نطلق عليه «إمبراطورية الشر الإعلامية الصهيونية»، التي تمتد على امتداد الغرب والعالم، والحديث عن هيمنة الحركة الصهيونية على وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ليس مهولاً فيه، فقد ثبت عبر مختلف محطات ومراحل الصراعي العربي - الصهيوني أن تلك الوسائل في خدمة الحركة والدولة الصهيونية، لا بل إن تلك الدول الغربية هي الأخرى تبنت الحركة والدولة الصهيونية ووفرت لها المناخات والطاقات والوسائل المختلفة لتوظفها في حربها الاستعمارية في فلسطين.

وانتقالاً الى حيز التنفيذ، فمن المعروف أن تكوين الرأي العام الأمريكي يتأثر بحفنة من الصحف القوية منها «النيويورك تايمز»، و«الواشنطن بوست»، «سانت لويس بوست»، «ديسمباتش»، والتي يملكها اليهود، وفي هذا الصدد فاليهودي والترانبيرغ الذي كان سفير نيكسون في بريطانيا، كان يملك «فلادلفيا انكويريد»، و«رينبغ تليغراف سافتنين»، و«الدليل التلفازي»، الذي يقدر دخله من الإعلانات وحدها 55 مليون دولار، وكذلك عدداً من المحطات المرئية، واليهودي صموئيل تيوهزر يملك 45 صحيفة منها «النيوز داي» ذات النفوذ في نيويورك ومجموعة من المجلات «غلايمور»، «مداموزيل»، و«هوس غاردن».

أما عن إمبراطورية روبرت موردوخ الإعلامية فحدث...!

فروبرت موردوخ يعشق الصهيونية وملتزم بكافة توجهاتها ومبادئها، وبوصفه أحد أباطرة الإعلام في العالم يعد الملياردير الأسترالي الأصل الصوت الإعلامي الأول والأقوى تأثيراً لدى مجموعة التطرف المسيحي في الولايات المتحدة المعروفة باسم «المحافظين الجدد»، وتعتبر مجموعة موردوخ الإعلامية «نيوز كورب» News Corp واحدة من 3 مؤسسات عالمية تحرص جمعية الصداقة الأمريكية «الإسرائيلية» (اللوبي اليهودي) على شكرها لدعمها الدولة العبرية إعلامياً واستثمارياً.. ويمتلك موردوخ أكثر من (175) صحيفة عالمية شهيرة من بينها : «التايمز» اللندنية، و«الصنداي تايمز» و«الصن» الشعبية أوسع الصحف البريطانية انتشاراً، و«نيوز أوف ذي ورلد»، و«"نيويورك بوست»، و«وول ستريت جورنال» ثاني الصحف الأوسع انتشاراً في الولايات المتحدة، وإحدى أهم الدوريات الاقتصادية في أمريكا والعالم.

ويكشف عالم الاجتماع النرويجي المعروف يوهان غالطونج (82 عاما) الذي يكنى بـ «أب دراسات السلام»، في محاضرة ألقاها في جامعة أوسلو وفي مقال كتبه وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» «الإسرائيلية» النقاب عن «ان اليهود يسيطرون على الإعلام العالمي ويوجهونه في صالح «إسرائيل»»، مضيفاً «أن ست شركات يهودية تسيطر على 96% من الإعلام الأمريكي»، مفصلاً أسماء الجرائد وشبكات التلفزة التي يسيطر عليها اليهود، وهو يشير في هذا المقام الى «أن 70% من أساتذة أهم 20 جامعة أمريكية هم من اليهود»(01/05/2012).

ورغم كل ذلك، تطل علينا شركة «غوغل» بالانضمام الى جوقة الإمبراطورية الإعلامية الصهيونية على طريقتها، إذ رفعت منظمات فرنسية دعوى قضائية على الشركة مطالبة بأن يتوقف محرك البحث الخاص بها بربط كلمة «يهودي»عشوائياً بأسماء شخصيات يبحث مستخدمو الانترنت عن معلومات حولها، وقال محامي منظمة «أس أو أس راسيزم» باتريك كلوغمان لوكالة فرانس برس أن وظيفة «غوغل ساجست» (اقتراحات غوغل) أدت إلى «إنشاء أكبر ملف على الأرجح حول اليهود في التاريخ»، وقالت هذه المنظمات أن هذا الأمر يعزز بطريقة فورية الشعور بأن اليهود موجودون أينما كانوا في مواقع القيادة في فرنسا» (وكالات: 30/04/2012).

واتهام «غوغل» بالانضمام الى إمبراطورية الإعلام الصهيونية ليس جديداً، إذ كان المفكر والإعلامي العربي الكبير محمد حسنين هيكل كشف لنا جانباً من الخلفية الحقيقية لذلك في أولى حلقات الجزء الثاني من برنامجه على قناة «الجزيرة» (مع هيكل)، حينما كشف معلومة بالغة الخطورة تتعلق بالتعاون الأمني ما بين «إسرائيل» وشركة «غوغل» العالمية العاملة في مجال التقنية، مؤكداً أن الشركة تبيح رؤية كل ما يتعلق بالعرب من مؤسسات مدنية او عسكرية، ولا أسرار عربية أبداً بينما تمنع تلك الشركة رؤية صور تتعلق بـ «إسرائيل» ومنشآتها العسكرية او المدنية على سبيل المثال (وقد خاطبني متحدث باسم الشركة نافياً أن تكون الشركة تلعب مثل هذا الدور او أنها محت - مثلاً - صور اللاعب المصري أبو تريكة عن الموقع بسبب تعاطفه مع غزة كما كانت نشرت بعض المواقع الإعلامية)، وقد سبب هيكل حرجاً شديداً لشركة «غوغل»، حيث أثار في حلقته التي تحدث فيها عن «زمان الحرب... الأمن القومي»، «إن «إسرائيل» حصلت على قرار من الكونغرس الأمريكي بحظر إتاحة صور الأقمار الصناعية لـ «إسرائيل»، وان ما يظهر من صور تكون مشوشة وغير واضحة بعكس باقي أنحاء العالم»، و«استدل على ذلك بصور عن بعد 3500 قدم للقاهرة بدرجة واضحة، ومن البعد ذاته صور مشوشة للقدس المحتلة»، وقد بررت مصادر مقربة من شركة «غوغل الشرق الأوسط»، الموقف ردًا على هيكل بـ «أن الوضع الخاص لـ «إسرائيل» جاء بناء على اتفاق مع الحكومة الأمريكية».

ندرك خلفيات وأجندات الاصطفاف الأمريكي والأوروبي والأممي الى حد كبير وراء الأمن «الإسرائيلي»، ونفهم تلاقي الأجندات الإستراتيجية العدوانية ما بين الإدارتين الأمريكية و«الإسرائيلية»، ونتابع تلك التحالفات الإستراتيجية ما بين «إسرائيل» وأمريكا وبعض الدول الأوروبية، ونتابع أيضاً التطورات السلبية على مستوى الأمم المتحدة التي تتعاطى مع ملف فلسطين على نحو أحادي الجانب لصالح «إسرائيل»، لكننا لا نستطيع أن نتفهم هذا التعاون الأمني الاستخباري ما بين هذه الشركة التقنية العالمية ودولة الاحتلال «الإسرائيلي».

فحتى أنت يا «غوغل» مع أمن «إسرائيل»؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 97 / 2165922

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165922 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010