السبت 5 أيار (مايو) 2012

المخابرات العسكرية «الإسرائيلية» : قفزة نوعية في قدرة وخبرة الفلسطينيين بقطاع غزة على إنتاج الصواريخ

السبت 5 أيار (مايو) 2012 par زهير أندراوس

تناول المحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة «هآرتس» العبرية، عاموس هارئيل، الجمعة، قضية تأثير ما يُطلق عليه «الربيع العربيّ» على رؤية نظرة الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبرية إلى ما يجري بسرعة وبوتيرة عالية في الدول العربيّة المجاورة لـ «إسرائيل»، لافتًا إلى أن حملة الاحتجاجات التي عمّت العالم العربي توقفت في سوريّة، بسبب عدم تمكن المحتجين من إسقاط النظام الحاكم، ولكن بموازاة ذلك، كشف النقاب عن أن الاستخبارات «الإسرائيليّة» اضطرت إلى تغيير استعداداتها وطرق عملها للتكيّف مع الوضع الجديد الذي نشأ، والذي لم تكن تتوقعه، خصوصاً وأنّ الأحداث جرت بسرعة فاقت كلّ التوقعات للخبراء والأجهزة الأمنية في «إسرائيل»، على حد تعبيره.

ونقل المحلل هارئيل، عن ضباط وحدة البحث في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) قولهم إنّه في الماضي غير البعيد، عندما كان جميع الحكّام العرب من الديكتاتوريين، فإنّ أمان وجهاز (الموساد) سلّطا الأضواء في مواكبة الأحداث على رأس الهرم، أي الرئيس، ومجموعة صغير من الجنرالات الذين يحيطون به، إضافة إلى عدد من المستشارين وأقارب العائلة، ولكن ميدان التحرير في القاهرة قلب الأمور رأسًا على عقب، على حد قول المصادر، الأمر الذي دفع الاستخبارات العسكريّة والأخرى في «إسرائيل» إلى تغيير رؤيتها، حيث باتت تتعامل فجأة مع الشعوب ومع الرأي العام ومع مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أو كما قال أحد الضباط الانتقال إلى حقبة «فيسبوك»، وهذا التحدّي الجديد وصل إلى شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكريّة، وتحديدًا أمام مجموعة قليلة العدد من الباحثين اليافعين، الذي يتمتعون بقدرة خارقة من الذكاء، على حد قوله، ولكنّه استدرك قائلاً إنّه في السنوات الأخيرة فقدت هذه المجموعة من الباحثين في قيادة الأركان العامة بجيش الاحتلال من أهميتها، إذ تبين فجأة للقيادة العسكريّة أنّ هذه الوظائف باتت غير جذّابة من قبل الشباب «الإسرائيليين»، الذين ينخرطون في جيش الاحتلال، كما شدد أنّه لا يُمكن الحديث عن أزمة في شعبة الأبحاث العسكريّة، ولكن المسؤولين أضاف، أصبحوا يضجون من قلّة عدد الباحثين والجنود الذي يعملون في وحدات الأبحاث المختلفة، فمن ناحية تسارعت وتيرة الأحداث في «الشرق الأوسط»، ومن الناحية الأخرى، لم يزد عدد الباحثين، الأمر الذي أوجد فجوة في الحصول على معلومات سرية عن الدول العربية، على حد قوله.

وكشف النقاب عن أن التنافس بين وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية ووحدة 8200، المسماة بالوحدة المركزيّة لجمع المعلومات بات شديدًا للغاية، ذلك أن الكثيرين من الباحثين والجنود والضباط لا يعلمون ماذا تفعل الوحدة المذكورة وما هي مجالات تخصصها، لأنها محاطة بالسريّة التامّة، نظراً لحساسية الأمور التي تعالجها، على حد قوله، ولكنّه قال نقلاً عن مصادر عسكريّة رفيعة في جيش الاحتلال، إن نجاح الوحدة 8200 في مهامها نابعٌ في ما هو نابع من الربط بين عباقرة في مجال التكنولوجيا الحديثة وبين قائمة طويلة من خريجي الوحدة، الذي قاموا بعد إنهاء خدمتهم في الوحدة بتأسيس شركات التكنولوجيا المتقدّمة والناجحة في «إسرائيل»، وهذا الأمر هو بحد ذاته يُعتبر سبباً كافياً وشافياً لجذب الباحثين للانخراط في الوحدة 8200، كما أن وحدة الأبحاث في أمان تعاني من نقص حاد في الضباط من درجات مختلفة بسبب عدم قدرة القادة على إغراء الباحثين بمواصلة خدمتهم في الوحدة، مقابل الإغراءات الأخرى المعروضة عليهم في الوحدة السريّة 8200.

وساق هارئيل قائلاً، إنّه على ما يبدو هذا هو السبب الذي دفع قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة، الجنرال أفيف كوخافي، إلى ترتيب أول لقاء بين أفراد وحدة الأبحاث في (أمان) وبين ممثلي وسائل الإعلام المختصين بالشؤون العسكريّة، حيث تم في «الكرياه» بـ «تل أبيب»، وهو مقر القيادة العامّة للجيش «الإسرائيلي»، وكان أفراد المجموعة الذين التقوا مع الصحافيين جميعهم من الذين نشئوا في أمان على مختلف وحداتها، لافتاً إلى أنّ قسماً منهم قام بالخدمة في الميدان، بعيداً عن أجهزة الحاسوب، وجميعهم أكملوا دراستهم الأكاديميّة، وبحسبه فإنّه خلال اللقاء تبين أن أفراد الوحدة على إلمام كبير للغاية في جميع المواضيع، بدءاً من المسألة الإيرانيّة، مروراً بالأوضاع الاقتصاديّة في المنطقة وحتى في مجال تطوير القذائف والصواريخ من قبل التنظيمات الفلسطينية بقطاع غزة.

وقال الضابط، الذي سمته الصحيفة بالضابط (د)، وهو مساعد قائد وحدة التقدير إن الوحدة تستوعب خيرة الجنود «الإسرائيليين»، ولكننّا ما زلنا بحاجة ماسة إلى تجنيد آخرين لتحسين أداء الوحدة، ولفت المحلل أيضاً إلى أنّه في الماضي غير البعيد كانت الأغلبية الساحقة من ضباط الوحدة هم من خريجي كليّات دراسة «الشرق الأوسط» في الجامعات «الإسرائيليّة» (الذين يُسمون بالمستعربين الأكاديميين)، أمّا اليوم فإنّ الوضع تغيّر، حيث تمّ استيعاب العديد من خريجي كليات الفيزياء والرياضيّات، لأنّ البحث الذي تجريه الوحدة بحاجة إلى أناس يلمون بالرياضيات وبباقي العلوم، على تعبير الضابط عينه.

وأشار أيضاً إلى أنّ موجة الاحتجاجات التي عمّت وتعم الوطن العربي ألزمت الوحدة المذكورة بتبني طرق عمل جديدة، وحسب أقوال أحد الضباط فإن الأضواء في المنطقة تتغيّر بسرعة كبيرة، وبالتالي فإن المخابرات «الإسرائيليّة» بحاجة إلى تغيير طرق الترقب والتعقب، في محاولة لجمع المعلومات الهامة والحساسية في الوقت الصحيح وقبل فوات الأوان. وزعمت الضابطة المسؤولة عن مراقبة شخصية الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصر الله، أن خطابات الأخير هي اندفاعية، ولكن عندما نقوم بتحليل الصورة بشكل علمي ودقيق نحصل على الصورة الكاملة، كما زعمت أنه في الخطاب الأخير الذي ألقاه تم إلقاء القبض على أحد عناصر «حزب الله» في تايلاند، بشبهة التخطيط لعملية فدائية، لافتةً إلى أن القصة لم تُنشر حتى الآن، وعندما ستُنشر فإنّها ستؤدي لإرباك نصر الله بشكل كبير، على حد قولها.

وكشفت ضابطة أخرى في الوحدة النقاب عن أنّ أفراد الوحدة ساهموا جداً في اعتراض السفينة (فيكتوريا) العام الماضي، والتي كانت محملة بأسلحة إيرانيّة لإيصالها للحركات الفلسطينيّة في قطاع غزة.

أما الضابط يوناتان فقد عبر عن استغرابه الشديد من القفزة النوعية الهائلة في قدرة الفلسطينيين على تطوير صواريخ وقاذفات في قطاع غزة، لافتاً إلى أن الفلسطينيين يقومون بتصنيع الصواريخ في البيوت، وأن ذلك يشكل خطراً على أبناء العائلة، ومن الجهة الثانية، يمنع «الإسرائيليين»، على حد زعمه، من تصفية المصنعين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2165953

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165953 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010