الاثنين 30 نيسان (أبريل) 2012

سفينة الموت

الاثنين 30 نيسان (أبريل) 2012 par د. حياة الحويك عطية

«مبادرة أممية لمنع الحرب الأهلية في سورية، توتير الأوضاع خلف الحدود اللبنانية»، «اتخاذ الأزمة منحى جديدا»، «تمويل السفينة وتأمين وصولها بحاجة الى عمل على مستوى دول وأجهزة»، «لا يمكن ان تكون السفينة قد مرت من دون معرفة اليونيفيل»، «مخابرات الجيش تمكنت من رصد السفينة بعد معلومات تلقتها من جهة ما».

كل هذه التعليقات صدرت عن مسؤولين أمنيين وسياسيين لبنانيين عشية ضبط الجيش اللبناني لسفينة محملة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، متجهة من طرابلس الغرب الى طرابلس الشرق، عبر الإسكندرية، ليتم نقلها بالتالي الى الجماعات المسلحة في سورية.

وبمراجعة التعليقات المذكورة أعلاه، وربطها بثلاثة عناصر تحليلية سابقة : الاول تصريح لقائد ما يسمى بالجيش السوري الحر، قبل أسبوعين تقريبا، أعلن فيه ان مجموعته ستفاجئ العالم قريبا، بامتلاكها لصورايخ مضادة للدبابات وربما للطائرات. الثاني ما تسرب في الوقت نفسه عن زيارة شخصية لبنانية طرابلسية الى القاهرة لتنسيق صفقة أسلحة مع الليبيين لصالح المعارضة السورية، الثالث تبلور خلاف تتصاعد حدته على خطين قديم وجديد: القديم بين فئات المعارضة السورية من داخل وخارج، مجلس وطني وتنسيقيات وجبهة شعبية، وجيش سوري حر، بل وداخل الجيش الحر نفسه وداخل المجلس الوطني نفسه، أما الجديد فبين الفصائل الإسلامية نفسها، من إخوان وسلفيين و«قاعدة»، فيما يعكس الخلاف بين الدولتين اللتين ترعيان كل من هذه الأطراف، وخاصة الأول والثاني.

بربط كل هذا نصل الى أسئلة مفصلية : ما هو المنحى الجديد الذي ستتخذه الأزمة بعد هذه التطورات؟ هل هناك فعلا مبادرة أممية لمنع الحرب الأهلية؟ وإذا كان الجواب بنعم، فهل هناك دول معينة تريد تخريب هذه المبادرة على الأرض بعد ان فشلت في منع إقرارها في المنظمة الدولية، ولذلك انتقلت الى تمويل وتنظيم عمليات ضخمة بحجم سفن محملة بالأسلحة الثقيلة؟ وبمعرفة هوية الشخصية اللبنانية الطرابلسية التي عقدت الصفقة في القاهرة، يمكن تحديد انتمائها، وبذلك تتضح أكثر مؤشرات من يقف وراءهم في ليبيا وفي مصر وفي (...)؟؟

مما يطرح السؤال : هل يمكن ان يكون للجهات المنافسة، ومن يحالفها في الخارج دور في مساعدة مخابرات الجيش على رصد السفينة؟ وإذا كانت اليونيفيل قد ساعدت في ذلك، فهل فعلت بتوجيه أممي أم بتوجيه دول محددة ينتمي إليها أفراد القوة الدولية، خاصة قائد القوة البحرية البرازيلي؟

أسئلة تحيل الى آخر : هل هي السفينة الأولى والأخيرة التي توجهت من ليبيا الى سورية؟ خاصة وان اللغط يدور منذ سقوط القذافي عن مصير الأسلحة، خاصة الصاروخية التي اختفت من مخازن جيشه والتي رجح في حينها أنها وقعت في يد الجماعات المسلحة ومنها قوات عبد الكريم بلحاج المدعومة من قطر والتي سيطرت على طرابلس. وبعدما ضج الإعلام بتعبيرات القلق من مآل هذه الأسلحة، عاد فسكت كليا عن الموضوع وكأنه وجد لها هدفا غير مقلق!!

غير ان القلق الآن هو المعلومات التي ستكشف عنها التحقيقات مع طاقم السفينة، من زودهم في ليبيا؟ لماذا لم يطبق مرفأ إسكندرية القانون البحري القاضي بإبلاغ مرفأ الوصول عن إبحار سفينة باتجاهه؟ من كان يفترض ان يستقبل حمولتهم في طرابلس؟ وربما من ينقلها الى سورية؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178622

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

50 من الزوار الآن

2178622 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 52


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40