الثلاثاء 17 نيسان (أبريل) 2012
أوباما يسعى للتبرئة : لم نقدم هدايا والعقوبات قد تشتدّ...

«إسرائيل» تنتقد «سذاجة» الغرب في التفاوض مع إيران

الثلاثاء 17 نيسان (أبريل) 2012 par حلمي موسى

أعطت «إسرائيل» علامات متدنية للوفد الغربي إلى المفاوضات في اسطنبول مع إيران حول مشروعها النووي. وأعلن رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو أن «إيران تلقت هدية، وبات لديها خمسة أسابيع لمواصلة تخصيب اليورانيوم». وقد اضطر الرئيس الأميركي باراك أوباما للرد على مشاعر الخيبة «الإسرائيلية» هذه بالإعلان عن أن الغرب لم يقدم أية هدايا لإيران.

ومن الواضح أن ما أثار الخيبة لدى «إسرائيل» هو شعور التفاؤل الحذر الذي أعطاه المتفاوضون في لقاء اسطنبول. وأعلنت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن «اللقاء كان ناجعا وبناء» وأن من حق إيران استخدام الذرة لأغراض سلمية. وكان قد تم الإعلان من مسؤولين أميركيين أن الأجواء كانت إيجابية رغم استمرار الحاجة إلى إحداث تقدم فعلي في المواقف. وأشار المعلق الأمني لصحيفة «يديعوت احرونوت» رونين بيرغمان إلى أن «إسرائيل» «رأت في محادثات اسطنبول فشلا وفي أشتون نفسها، إنسانة ساذجة وقعت، مثل كثيرين من زملائها قبلها، في فخ المماطلة الإيرانية». ونقل بيرغمان عن مسؤول استخباري «إسرائيلي» قوله إن «الإيرانيين في كل مرة يشعرون بالضغط وظهرهم إلى الحائط، يعلنون استعدادهم للبحث وحتى لتفكيك أجزاء من مشروعهم، ولكن ما أن يصل الأمر إلى مرحلة التنفيذ حتى يعثرون على ذرائع ويتراجعون في اللحظة الأخيرة. وبين هذا وذاك تمر شهور وسنوات ومشروعهم النووي يتقدم. الإيرانيون يكسبون في كل الاتجاهات».

ودفع ذلك رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو إلى مهاجمة نتائج لقاء اسطنبول حيث قال إن «انطباعي هو أن إيران تلقت هدية. فلديها خمسة أسابيع يمكنها فيها مواصلة تخصيب اليورانيوم من دون قيود». ودعا في مستهل لقائه مع السيناتور الأميركي جون ماكين إلى وجوب «أن توقف إيران فورا كل تخصيب لليورانيوم وأن تخرج من حدودها كل المواد المخصبة وأن تفكك المنشأة النووية في قم». وخلص إلى أنه «محظور السماح للناشط الإرهابي الأكبر في العالم بتطوير سلاح نووي».

ورفض الرئيس الأميركي باراك أوباما حديث نتنياهو عن الهدايا لإيران وقال في مؤتمر صحافي عقده في نهاية القمة الأميركية اللاتينية إن «الولايات المتحدة لم تتنازل عن شيء ولم نقدم للإيرانيين هدايا». وشدد على أنه إذا لم يحدث اختراق في المفاوضات «فسوف نفرض على طهران في الشهور القريبة العقوبات الأقسى التي لم يسبق أن واجهوا مثلها في الماضي».

وأشار مسؤول «إسرائيلي» إلى أن الإيرانيين يضحكون على الجميع وأنه «من السابق لأوانه معرفة إن كانوا جادين. وقبل أن يعرضوا اقتراحات جدية واستعدادا للبحث في وقف التخصيب بدرجات متوسطة وعالية واستعدادا للبحث في فتح كل منشآتهم النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية، يستحيل الحديث عن تحقيق اختراق. وسوف نعرف إذا كان الأمر جديا أم لا فقط في جولة المحادثات في بغداد. وفي هذه الأثناء تجري لعبة شرق أوسطية في المفاوضات».

وبدا جليا، وفق صحيفة «معاريف»، أن الاتصالات المكثفة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة لتنسيق المواقف حول المفاوضات مع إيران في اسطنبول لم تمنع «إسرائيل» من إبداء الخيبة. وقد أقدم مسؤولون «إسرائيليون» على انتقاد الأداء الغربي، وبالتالي الأميركي، وبشدة. وأشار مسؤول «إسرائيلي» كبير إلى أنه «خلافا للتفاهمات التي توصلنا إليها، فوجئنا بأن الإيرانيين نالوا خمسة أسابيع إضافية يمكنهم خلالها مواصلة تخصيب اليورانيوم دون من عراقيل. ولم يكن هذا ما توقعناه من المحادثات».

وكان وفد «إسرائيلي» متخصص في الشأن الإيراني يرأسه نائب وزير الخارجية داني ايالون قد وصل سرا إلى واشنطن قبل حوالي إسبوعين والتقى بنائبة وزيرة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان التي تمثل أميركا في المفاوضات مع إيران. وأشارت «معاريف» إلى أن واحدا من التفاهمات المركزية في هذه المباحثات هو أن لا تتوقف العقوبات على إيران بل تزداد شدة إلى حين إيقافها تخصيب اليورانيوم. وبعد لقاء اسطنبول تبين أن العقوبات لن تشدد قبل اللقاء المقبل في بغداد بعد خمسة أسابيع. وتخشى «إسرائيل» أن يضعف موقف الولايات المتحدة والقوى العظمى سياسة العقوبات في محاولة لتحسين الثقة والحوار مع إيران انطلاقا من الإيمان بأن إيران ستقلص وبشكل تدريجي تخصيبها لليورانيوم.

وتنظر «إسرائيل» بغضب إلى كل مفاوضات تجري مع إيران وهي ترى أن الإيرانيين يتفاوضون فقط من أجل كسب الوقت. وبحسب المراسل السياسي لصحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من حكومة نتنياهو، بوعر بيسموت، فإن «المشكلة لا تكمن في إيران، التي فعلت بالضبط ما هو متوقع منها. المشكلة هي في ممثلي القوى العظمى، وعلى رأسهم كاثرين أشتون، ممن يشاركون في اللعبة».

وأضاف بيسموت أن «المشكلة في تقدم المشروع النووي الإيراني هي أنه يحل على العالم في وقت غير مناسب. أوباما مشغول بالانتخابات ويخشى من ارتفاع أسعار النفط، وأوروبا غارقة في أزمة اقتصادية والعالم العربي منقسم ليس على جيرانه وحسب وإنما على نفسه أيضا». وأوضح أن «مشكلة «إسرائيل» هي أن العالم يخشى هجوما ضد المنشآت النووية الإيرانية بشكل لا يقل عن خشيته من امتلاك إيران للقنبلة النووية. إيران تعرف ذلك، وتلعب على الأمر حتى النهاية».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 68 / 2178420

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2178420 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40