الأربعاء 9 حزيران (يونيو) 2010

ملحق أوسلو بين سلطتي الحكم الذاتي

الأربعاء 9 حزيران (يونيو) 2010 par سميح خلف

المناضل سميح خلف ادرك عباس طبيعة المشكلة التي تمر بها حكومة رام الله وسلطته البالية في رام الله ولعله ادرك ان الخيار الوحيد امامه ان يركب موجة الحصار لغزة في اجراء بديل لخطبته العصماء الدائمة خارطة الطريق والمبادرة العربية والاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني ، ولعل نصيحة قيلت له في تركيا ان نقطة المرور لك لابد ان تمر من خلال سفن الحصار وفك الحصار على غزة ولذلك قام عباس بتأييد فكرة اساطيل فك الحصار المنطلقة إلى بحر غزة وهو الذي قال مستهزءاً فيما مضى على تلك المحاولات ويقول شيء ومن جانب أخر يصرح عزام الاحمد ان تلك المحاولات في البحر لا يمكن أن تفك الحصار المفروض على غزة ولابديل من التوقيع على ورقة المصالحة المصرية لفك الحصار.

ممر اجباري مع فكرة ترويض حماس لقبول الطرف الضعيف التي تمثله حكومة رام الله في اللعبة القائمة بحيث يحتفظ عباس ببعض من وجوده الذي تهاوى هو وبرنامجه بمجرد ان سحبت بعض الدول اعترافها بالمبادرة العربية التي بنى عباس عليها خطابه ومفاوضاته .

هل يعود عباس للعمل المسلح ؟ بالقطع لا لأن ذلك ليس في نظريته ولا يستطيع ان يتخذ موقف في هذا الاتجاه لاعتبارات ذاتية وموضوعية،ولكن هل يكف عباس عن ملاحقة رجال المقاومة،اعتقد لا لأن اللعبة القادمة هي لعبة تقاسم بين طرف قوي تمثله حركة حماس في غزة وطرف ضعيف تمثله حكومة رام الله في الضفة الغربية،أي المفاوضات والمحاولات تتم تحت بند التقاسم بين سلطتي الحكم الذاتي في الضفة وغزة،وكلا الطرقين قادرين على لجم قوى المقاومة وقوى التمرد على القرار التمثيلي لهاتين السلطتين او الفصيلين،فصيل فتح دايتون وملحقه فياض وفصيل حماس.

اعتقد ان اطراف دولية واقليمية تحاول اللآن وضع برنامج يحفظ كبرياء الطرفين في ظل تعزيز مؤسسات في الضفة تدعمها الرباعية الدولية وفي ظل تعزيز مؤسسات في قاطع غزة تدعمها العصا الغليظة للاخوان المسلمين وقوى التمرد على الوجود الاستراتيجي لأمريكا واسرائيل في المنطقة والحديث يدور حول قبرصة الوضع الفلسطيني في الضفة والتقاسم السياسي التركي والسياسي اليوناني، والسؤال الذي يفرض نفسه لايوجد في المشكلة القبرصية طرف ثالث اما الضفة وغزة فهناك طرف محتل لكل فلسطين بما فيها الضفة وغزة،ومحاولات فك الحصار ليس المقصود منها وصول علب السردين والبلوبيف والاسمنت بقدر انها معركة استقلال سياسي وامني برا وبحرا وجوا في الخدود الجغرافية لقطاع غزة.

اذا السلطتين والحكومتين ليستا معنيتان الان باقرار وتنفيذ برنامج انتخابي امام المحاذير الخطرة في هذا الطرح على سلطة رام الله وبرنامج فياض من طرف وبرنامج حماس في الطرف الاخر وفي ظل تخوفات اسرائيلية من خسارة فتح دايتون في الضفة ،وبالقطع برنامج فياض وبناء مؤسسات الدولة يتنافى مع فكرة الانتخابات الا اذا طبق النوذج القبرصي انتخابات منفردة في كل من الضفة وغزة وربما الوصول الى صيغة الحكومة الفدرالية او الكنفدرالية وقبول الحلول الوسط سياسيا وامنيا تحفظ وجود كل منهما على مساحته واحترام كل منهما للاخر واخذ الاجراءات والتعهدات اللازمة بان لايقوم احد الطرفين بالمساس امنيا وسياسيا في مناطق سيطرته

وبالطبع في كل تلك المحاولات هو جر قوى المقاومة أو شبه المقاومة إلى ملاعب غير ملاعبها ولتحويلها إلى سلطة فعلية ترتبط بمواثيق ومعاهدات دولية والخاسر زمنيا ً الشعب الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني التائه بين جناحي سلطتي الحكم الذاتي في الضفة وغزة.

واخيرا هل وجود مثل هذا السيناريو المرحلي سيرضي حماس المنتصرة ومشروع الاخوان المسلمين الطموح؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165440

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165440 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010