الاثنين 7 حزيران (يونيو) 2010

تزاحم عنيف لـ «وراثة» النظام «الإسرائيلي» - الأمريكي

الاثنين 7 حزيران (يونيو) 2010 par سعد محيو

استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، التي تريد الانفتاح على القوى الإقليمية الصاعدة، مضافاً إليها انحسار قدرات الحسم العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان، بدأت تداعياتها تتجلى على الشرق الأوسط .

وهذا لا يشمل وحسب الرعب “الإسرائيلي” الراهن من انهيار بنى النظام الشرق أوسطي الذي بناه البريطانيون في أوائل القرن العشرين وورثه الأمريكيون في منتصف ذلك القرن ثم تربّع على عرش وكالته الإقليمية “الإسرئيليون” بعد حرب ،1967 بل هو يتضمن أيضاً بدء تنافس المشاريع الإقليمية البديلة على الحلول مكانه .

فالأتراك، وبعد أن أصبحوا القوة الاقتصادية السابعة عشرة في العالم استناداً إلى إنتاجية التصدير، باتت لهم مصلحة عليا في بلورة نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط . إذ إن مثل هذا النظام يوفّر لهم الأسواق المُستهلكة لمنتجاتهم والمجال الإسلامي الحيوي لأيديولوجيتهم العثمانية الجديدة، كما أنه يكون مُكمّلاً لسلسلة الأنظمة شبه الإقليمية التي بنتها تركيا مؤخراً وهي منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود (تركيا واليونان وروسيا ورومانيا وأوكرانيا و5 دول أخرى) ومجموعة الدول النامية الثماني (تركيا ومصر وماليزيا وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان وإيران)، ومجموعة دول الجوار العراقي وغيرها الكثير .

والإيرانيون لهم تصوّرهم أيضاً لنظام إقليمي بديل، يتمحور حول شطب “إسرائيل” من المعادلة شرق الأوسطية وإخراج القوات الأمريكية من المنطقة . وبالطبع، مثل هذا النظام يجب أن يكون بقيادة طهران، أو في أقل الإيمان أن تكون هذه الأخيرة الأولى بين متساوين فيه .

أما السعودية، فبعد الدخول الإيراني والتركي القوي على المنطقة، باتت من أشد أنصار تعزيز الجامعة العربية كمنصة انطلاق لترميم النظام الإقليمي العربي المُتداعي . بيد أنها لا تُمانع في تقدّم النفوذ السياسي التركي بهدف موازنة الاندفاعة الإيرانية، وإن كانت تتوجّس من الطبيعة الأيديولوجية الليبرالية والديمقراطية للإسلام التركي .

ومصر، وعلى رغم غيابها القسري الراهن عن المشهد التنافسي الجديد في المنطقة، محتوم أن تخرج في وقت ما من قوقعتها لاستئناف دورها الإقليمي، سواء بالتعاون مع السعودية ودول الخليج أو حتى بمعزل عنها .

وتبقى “إسرائيل” . هنا ينتظر أن تواصل تل أبيب التخبط على كل الجبهات، وهي تبذل قصارى جهدها لتطويل عمر النظام شرق الأوسطي الأنجلو ساكسوني الراهن، أو على الأقل لمنع تعزز وتقدم المشاريع المنافسة له .

هذه المعطيات المتنافرة هي التي تجعل الجزء الشرقي من الشرق الأوسط على هذا النحو من الاضطراب والفوضى هذه الأيام .

كان يمكن أن يكون الأمر غير ذلك، لو أن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على زرع بذور الشقاق بين هذه القوى الإقليمية، حتى وهي تستعد لمغادرة العراق وأفغانستان عسكرياً . إذ حينها كان سهلاً أن تبدأ هذه القوى (ما عدا “إسرائيل”) خطواتها الأولى لبناء عوامل ثقة وتعاون في ما بينها تمهد لإقامة نظام إقليمي جديد .

لكن الصورة ليست على هذا النحو . فسياسة فرّق تسد الأمريكية المُطبقة منذ أكثر من 30 سنة في منطقة الخليج والمشرق العربي، لا تزال لها اليد العليا، وهي تتجسّد الآن في منع أو عرقلة أي تعاون أو تفاهم بين إيران والعديد من الدول العربية .

الآن، وطالما الصورة على هذا النحو، ما السيناريوهات المُحتملة لمصير هذه المنطقة ومستقبلها؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2166076

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2166076 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010