الجمعة 30 آذار (مارس) 2012

الإرادة

الجمعة 30 آذار (مارس) 2012 par بركات شلاتوة

الأسرى الفلسطينيون وضعوا قضيتهم على الأجندة الوطنية أولاً والدولية ثانياً، ليس منّة من أحد، بل بإرادتهم الصلبة وعزيمتهم وإصرارهم وتضحياتهم التي لا تلين، فها هي الأسيرة هناء الشلبي، ابنة جنين القسّام، تسطّر إحدى الملاحم البطولية ضمن معركة الأسرى مع الاحتلال، على خطى سلفها، ابن جنين أيضاً، خضر عدنان، في الإضراب المفتوح عن الطعام، وها هي أمام خيارين لا ثالث لهما، إما النصر وإما الشهادة، رغم ذلك فهي ماضية بثبات نحو هدفها إلى الحرية. ويشارك الشلبي في معركتها، إخوانها الأسرى ثائر حلاحلة وبلال ذياب اللذان دخل إضرابهما عن الطعام يومه الثلاثين، ومحمد التاج المضرب منذ 18 يوماً، ومراد فشافشة الذي دخل إضرابه يومه الـ27، وأديب أبو حسين المضرب منذ 25 يوماً، وثائر دراغمة (16 يوماً)، ومراد ملايشة (31 يوماً)، ويمثل هؤلاء درعاً بشرية لحماية إخوانهم من بطش الاحتلال لإجباره على وقف انتهاكاته بحق الأسرى، وإلغاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي.

وبعد أن رأى الأسرى أن الاحتلال لا تنفع معه النداءات أو حتى الدعوات الدولية والحقوقية والأممية، لجأوا إلى معركة الأمعاء الخاوية لإجباره على الاستجابة لمطالبهم وتحقيق أهدافهم، معتمدين على سواعدهم، وها هي خطواتهم تؤتي أكلها بعد رضوخ الاحتلال لمطالب الشيخ خضر عدنان، حيث يتنفس هواء الحرية في السابع عشر من إبريل/نيسان المقبل، والذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني، وحتما سترضخ سلطات الاحتلال أمام الإرادة الفولاذية لهناء شلبي وتطلق سراحها، فصاحب الحق دائماً أقوى وعزيمته لا تلين مهما كان جبروت الاحتلال وغطرسته.

وبعد أيام ثلاثة، أي في الثاني من إبريل/نيسان، ينطلق مؤتمر عن الأسرى الفلسطينيين في جنيف برعاية الأمم المتحدة، لتسليط الضوء على معاناتهم وفضح سياسات الاحتلال تجاههم ومطالبة «إسرائيل» بإطلاق سراحهم ووقف سياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى ذلك فإن اجتماعات القمة العربية التي احتضنتها بغداد خصصت جزءاً كبيراً من جلساتها للقضية الفلسطينية بشكل عام وللأسرى الفلسطينيين بشكل خاص، ولم يكن ذلك ليحدث لولا تضحيات الحركة الأسيرة والخروج عن الصمت ليحدثوا صرخة مدوية للبشرية على أمل إيقاظ ضميرها لتبلغها أنه مازال في القرن الحادي والعشرين كيان يسمى «إسرائيل» ينتهج شريعة الغاب ويتفنن في تعذيب شعب اغتصب أرضه وسلبه حريته وإرادته.

ومن القضايا الجوهرية التي يجب ألا تغيب عن دائرة الاهتمام سياسة العزل الانفرادي المفروضة على عدد من الأسرى الفلسطينيين، خاصة أن «إسرائيل» تستهدف بهذه السياسة قيادات في الحركة الأسيرة أمثال مروان البرغوثي وأحمد سعدات وجمال أبو الهيجا وعباس السيّد ووزراء ونواب، إلى جانب عدد كبير من الأسرى.

وآخر تقليعات الاعتداءات الممنهجة ضد الأسرى إخضاعهم قسراً لفحص الحمض النووي المعروف بـ «الدي أن أيه»، واستخدامهم حقل تجارب. وهنا ينبغي على المنظمات الحقوقية والأطراف الدولية تحمّل مسؤولياتها تجاه انتهاكات القانون الدولي الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، بعد أعوام من التغييب والنسيان وتركهم لمصيرهم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2176538

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2176538 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40