الثلاثاء 6 آذار (مارس) 2012

من يقف وراء اغتيال ضباط جيش التحرير الفلسطيني بسورية؟

الثلاثاء 6 آذار (مارس) 2012 par زياد أبو شاويش

للفلسطينيين ممثل وحيد في الداخل والخارج معروف، وتعترف به أغلبية دول العالم بما يفوق الاعتراف بالكيان الصهيوني.منظمة التحرير الفلسطينية لها مؤسسات نشأت تاريخياً من رحم المعاناة والسعي نحو استرداد الحقوق التي اغتصبت والوطن الذي سلب عام النكبة. هذه المنظمة وبغض النظر عن برنامجها السياسي والقوى المتنفذة فيها تملك شرعية التمثيل لشعبنا وتمثل إطاره الوطني الجامع وهويته التي حاول العدو وحلفاؤه طمسها.

من بين مؤسسات المنظمة يمثل جيش التحرير الفلسطيني العمود الفقري لكل الجهد الذي تبذله كل الفصائل والقيادات من أجل تأسيس قوة نوعية قادرة على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ورغم تشتت قوات الثورة الفلسطينية واندثار معظم العاملين في هذا الجيش بسبب من سياسة القيادة الرسمية للمنظمة واتفاقاتها المخزية مع العدو الصهيوني فقد بقي حلم شعبنا في تطوير جيشنا قائماً، حيث ارتبط اسم جيش التحرير الفلسطيني بكل قيم العزة والكرامة، والأهم ارتباطه بحلم العودة لفلسطين آجلاً أم عاجلاً.

إن جيش التحرير الفلسطيني في سورية بقي محافظاً على الهوية العسكرية العربية التي رافقت نشأته، ورغم ارتباطه الوثيق برئاسة أركان الجيش العربي السوري إلا أنه يتبع سياسياً ووطنياً بمعنى الهوية لمنظمة التحرير الفلسطينية. هذا الجيش هو الوحيد الذي بقي من بين كافة التجارب التي حققتها الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، مع بقايا هامشية في الأردن.

في لجة الحراك السوري اتخذت الفصائل والجماهير الفلسطينية موقفاً واضحاً تجاه ما جرى ويجري يتمثل في الآتي: نؤيد المطالب المشروعة والعادلة للشعب السوري وتعبيراته السلمية عنها، كما نقف إلى جانب سورية الشقيقة وقيادتها في وجه التآمر والاستهداف الخارجي والداخلي المدعوم من الخارج. بمعنى آخر نحن مع الحياد الايجابي في هذا المعمعان وناشدنا كافة الأطراف وقف القتال والجلوس للمصالحة والحوار كما أدنا عمليات القتل من أي طرف جاءت، ودعونا لحل عربي متوازن يحفظ لسورية وحدتها ودورها القومي الرائد.

جيش التحرير الفلسطيني ورغم أنه معني بأمن سورية كما فلسطين وأبدى استعداده للتعاون مع القيادة السورية للخروج من المحنة الراهنة بواسطة كلام واضح وصريح من قيادة أركانه إلا أن ذلك لم يطبق عملياً ورفضت القيادة السورية أن يتدخل هذا الجيش حرصاً عليه وتجنباً لإثارة أي حساسيات غير مرغوبة وتعقد المسألة ولا تساعد على حلها.

قبل أسابيع قليلة جرى اغتيال ضابطين فلسطينيين أحدهما رائد في جيش التحرير والآخر ملازم أول في فتح الانتفاضة، وبعد ذلك جرت محاولات لاغتيال آخرين نجحت أمس في تصفية اثنين من أفضل الضباط في جيش التحرير (عقيدين ركن) كما جرت حسب المعلومات محاولة جديدة في نهاية ليلة الخميس 29 شباط (فبراير) ويقال أنه أصيب ضابط من جيش التحرير أيضاً.

إن فتاوى العرعور وغيره ممن ينتسبون للإسلام حول شرعية قتل هؤلاء وغيرهم دون ذنب ارتكبوه ودون محاكمة أو حتى فهم لما يجري لا يمكن أن تكون من الدين في شيء وهي تشير لهوية القتلة، وحتى غلاة المتطرفين الإسلاميين لا يقرون قتل الناس دون بينة أو دفاع عن النفس، وليس لأحد أن يشرع القتل بالاستناد على تأويلات نصية خاطئة ومنحرفة. أنا لا أعرف كيف يتم تحريم قتل يصدر من طرف واعتباره جريمة وتنكيل بالشعب في ذات الوقت الذي يجري تشريع القتل من طرف آخر مهما كانت الدوافع والمبررات.

إن استهداف جيش التحرير الفلسطيني وخاصة ضباطه يمثل جريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، كما أن هذه الجرائم التي ترتكب ضد أبنائنا وأهلنا سواء في مخيم اليرموك أو غيره من المخيمات لن تجعل موقف شعبنا يتغير تجاه ما يحدث في سورية.

إن المحرضين على قتل ضباط جيش التحرير وغيرهم من الشخصيات الفلسطينية والذين يدفعون أموالهم الحرام في هذا الصدد سينكشفون في النهاية ولن تبقى الأمور غامضة إلى ما لا نهاية، ويجب أن يعلم كل الذين يقبلون بأن يكونوا أدوات رخيصة في يد العابثين بأمن أهلنا في سورية وفي مخيماتنا أن شعبنا يعرف كيف يدافع عن نفسه ويقتص من القتلة.

إن اللاجئين الفلسطينيين في سورية يعاملون كأفضل ما يكون ويعتبرون أنفسهم جزءً من أهلهم في سورية وهم في كنفهم وضيافتهم إلى أن يغير الله من حال إلى حال، ولذلك فإن كل حر وشريف في هذا البلد عليه واجب حماية هؤلاء اللاجئين وتقديم كل المساندة لهم وليس اغتيال أبنائهم تحت ذرائع كاذبة وخاطئة. إن أموال النفط والغاز لن تستطيع شراء المزيد من القتلة والسفاحين وعلى الجميع هنا وفي كل جزء من الوطن العربي أن يقطع كل يد تحاول بث الفرقة والانقسام بين الفلسطينيين وأشقائهم، ولن تتكرر تجربة العراق أبداً. نحن مع سورية قلب العروبة لنا ما لها وعلينا ما عليها ولنتحد جميعاً في وجه المؤامرة، ولنمنع القتل والإرهاب عن أهلنا وأبنائنا. إن دموع أطفال هؤلاء الضباط لن تكون بلا ثمن وشعبنا الفلسطيني والسوري يعرف كيف يمسح هذه الدموع ويعيد الابتسامة لهم، المجد للشهداء... وإننا لعائدون.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2165415

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165415 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010