الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2012

مؤتمر« أعداء سورية»: نسخة “هرتسيليا” المنقحة

الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2012 par د.نسيب حطيط

يتداعى أعداء سورية من أعراب وغربيين لحماية« إسرائيل» من مأزق الدفاع عن وجودها أمام محور المقاومة والممانعة، فالحل هو بإسقاط سورية؛ الرابط بين قوى المقاومة والممانعة، دولاً وحركات وشعوب، وتفكيك الجيش العربي السوري؛ الجيش المتبقي من الجيوش العربية، والذي لا تقيده اتفاقيات سلام الأنظمة ومعاهدات الاستسلام مع “إسرائيل”، والجيش العربي الذي تحفزه للقتال عقيدته القتالية ضد “إسرائيل” وأميركا وكل مستعمر.

يجتمع أعداء سورية باسم “الصداقة” للشعب السوري على التخريب لتفتيت وحدة سورية شعباً وأرضاً ومؤسسات، وإنهاكاً للجيش السوري، تمهيداً لتفكيكه بالانشقاقات وتدميره، كما فعلوا مع الجيش العراقي، وبعدما قيدوا الجيش المصري باتفاقية كامب ديفيد، وكما حولوا الجيوش العربية للقمع كما يجري في البحرين (درع الجزيرة).

لقد اجتمع الأعراب والأميركيون ومنظومة الاستعمار الجديد في أيلول2011، وعقدوا مؤتمر “أصدقاء ليبيا”، لحماية المدنيين وإسقاط القذافي، فكانت النتائج نهب النفط الليبي، وتفكيك المؤسسات والنسيج الاجتماعي، حيث تدور معارك القبائل ومعارك الثوار بين بعضهم البعض وأكثر من 40 ألف معتقل من أنصار القذافي، ولا أمن ولا استقرار ولا مؤسسات، بل استُبدل نظام القمع القذافي بنظام قمع السلفيين والقاعدة.. لقد أسقط ثوار ليبيا “الديمقراطيين” تمثال الرئيس جمال عبد الناصر، بما يمثّل من رمز للعروبة والقومية، والعداء للاستعمار الأميركي والغربي و“إسرائيل”، وإذا كان “الإسلاميون الجدد” قد أسقطوا التمثال ثأراً من عبد الناصر، فليست اللحظة المناسبة، لكن لإسقاط عبد الناصر رمزية أن الناتو يقلد الحملات الصليبية عندما عادوا ورفسوا قبر صلاح الدين وقالوا: “ها قد عدنا يا صلاح الدين”، والآن يرفس الناتو تمثال عبد الناصر، ثأراً لهزيمة العدوان الثلاثي عام 1956 ضد مصر، وليقولوا: “ها قد عدنا يا عبد الناصر” وسنشتمك بألسنة عربية، ونقاتلك بأيد عربية عميلة أو مضللة وحاقدة.

سؤالنا للجامعة العربية: لماذا لم تبادر الجامعة لعقد مؤتمر أصدقاء فلسطين نصرة للقضية الفلسطينية، ودعماً لفك الحصار عن غزة؟

لماذا لم يبادر العرب لعقد مؤتمر أصدقاء العراق بعد غزو الأميركيين واحتلالهم وارتكابهم المجازر بحق المدنيين، ونهب الثروات والكنوز الثقافية؟

لماذا لم يبادر العرب لعقد مؤتمر أصدقاء لبنان بعد حرب تموز2006، أو لنصرة السودان قبل تقسيمه وسلخ جنوب السودان عنه؟

لماذا يغمض العرب أعينهم عن مجازر البحرين، ولا يناصرون الديمقراطية التي لم يعرفها الملوك والأمراء، ويغتالونها بقوات درع الجزيرة، ويقدمون أوطانهم قواعد عسكرية وممرات لحاملات طائرات الجيوش الأميركية لقمع الشعوب ونهب الثروات مقابل البقاء على العروش، وتقديم خدمات التواطؤ على العرب، وعلى القضية الفلسطينية، كما يفعلون اليوم ضد سورية، وكما فعلوا ضد ليبيا، وكما تآمروا على العراق، وكما يحضّرون للجزائر بعد الانتهاء من سورية، أو تعويضاً عن خسارتهم في الساحة السورية؟

كيف يمكن تصديق الذئب الغربي - “الإسرائيلي” في عاطفته وحضانته للحمل، وتحت شعار “دعم الثورة” المزعومة في سورية التي تتحالف مع القاعدة “كلب الصيد الأميركي”، يعاونها السلفيون الذين وُلدوا من سطور وكلمات معاهدة دارين 1926 مع البريطانيين.

كيف يمكن تصديق ثورة مزعومة في سورية، تدعمها مليشيات لبنانية تحالفت مع الاحتلال «الإسرائيلي» في مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982، وتدعمها قطر المشاركة في مؤتمرهرتسيليا للأمن القومي« الإسرائيلي»؟

لكي تعرف هوية الثورة المزعومة في سورية، تعرّف إلى أصدقائها، وللتذكير نورد أسماءهم وأفعالهم:

- أميركا: التي احتلت العراق وقتلت شعبه، واحتلت أفغانستان، واستعملت الفيتو63 مرة ضد العرب لحماية “إسرائيل”.

- فرنسا: التي استعمرت سورية ولبنان والجزائر وقتلت مليون جزائري.

- بريطانيا: التي استعمرت فلسطين، وأعطتها للصهاينة بعد وعد بلفور.

وهم الثلاثة (فرنسا وبريطانيا وأميركا) كانوا قادة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ويعيدون الكرّة ثانية ضد سورية.

- إيطاليا: التي استعمرت ليبيا، وأخرجها الثائر عمر المختار.

- دول الخليج: التي ولدت في معاهدة دارين1926 مع البريطاني، حيث أعطيت هذه الممالك والإمارات للآباء والأبناء والأحفاد، وورثتهم مقابل تنفيذ التعليمات البريطانية.

- تركيا: التي تحتل لواء الإسكندرون السوري وضمته إلى أراضيها، والتي ورثت الإمبراطورية العثمانية التي أعدمت الثوار في لبنان وسورية، وأحرقت المكتبات ومازالت تقتل الأكراد بالطائرات، ولا تعترف بالحقوق الدينية للعلويين، ومع ذلك فهي مع الديمقراطية وحقوق الإنسان.

- جمعٌ من الأذناب والتابعين الذين لا يملكون حرية القرار والسيادة.

كل هؤلاء “أصدقاء” للشعب السوري؛ حفيد الثورة السورية ضد الفرنسي، وحفيد أبطال تشرين في الجولان ولبنان.

العدوان الثلاثي (الغربي - الإسرائيلي - العربي) على سورية سينهزم وإن طال، فالمقاومة والتصدي كفيلان بذلك، والتاريخ يؤكد أن الاحتلال إلى زوال، وأن الشرفاء هم الذين يحكمون، وأن العملاء الذين يدخلون أوطانهم على دبابات المحتل سيسحقون تحت جنازيرها عند فرارها، وعندما لا تتوقف لتنقذهم معها، هكذا فعل« الإسرائيليون» بعملائهم في لبنان.. وهكذا فعل الأميركيون بعملائهم في فيتنام.. فهل يعود العملاء عن خيانتهم والمضللون إلى طريق الصواب؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165477

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165477 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010