الجمعة 3 شباط (فبراير) 2012

الجميع سيدفع ثمن كارثة التكفير

الجمعة 3 شباط (فبراير) 2012 par محمود ياسين

لو كنت شيخاً حاقداً على الإصلاح أو مدير أمن , لأرسلت من يقتل بشرى المقطري أو فكري قاسم أو أحد الأربعة المستهدفين من فتوى التكفير التي وقع عليها الزنداني والديلمي , ولكنت وجدت فرصة ذهبية لإدخال الإصلاح مؤخرة حمار .

لست هنا للدفاع عن الإصلاح بقدر ماهو تحذير من الاستخفاف بحياة الناس . وإدخالنا جميعاً في لعبة التكفير والدم وتصفية الحسابات على حساب فكرة حرية الرأي .

لدى الإصلاح هاوية يحدق فيها ببلاهة وخيارين فادحين : إما أن يكون واجهة تكفير أو واجهة لحماية الكفر .
الآن وفي ظروف كهذه مع وجود غريم مجروح بشدة ومستقل , فإن الإصلاح لا يملك ترف أن يختار أو أن يتمكن تماماً من تجاوز تهمة حماية الكفر وتهديد الانقسام .ذلك أن الكلفة التي سيدفعها مقابل تكفير المثقفين ناهيك عن اغتيال أحدهم , ستكون عالية , وعليه كحزب أن يضحي ويقدم تنازلات مؤلمة لصالح حماية الحرية ضد ما تبقى من جناحه السلفي , ثمن فادح , لكن الإصلاح مجبر على دفعه ولو بصق دماً ومراراً.

في قاعة 22 مايو كان جار الله عمر صديق الإصلاح وتحت خيمته ولم يكن النظام قد أصبح عدواً للإصلاح , ومجروحاً منه كهذه الأيام , ولم يتورط أي من قيادات الحزب في أي بيان أو فتوى ضد جار الله , ومع ذلك دفع الإصلاح ثمناً فادحاً لاغتيال جار الله , ولا يزال يعاني آثار الوحشة التي نشأت بينه وبين المثقفين , ولا سيما اليساريين

الآن ثمة فرصة حتى لضرب المشترك , ليس لأن بشرى عضو لجنة مركزية فقط, ولكن ثمة علاقة تاريخية بين المثقفين وأبوية الحزب الاشتراكي لفكرة حرية الرأي نوع من علاقة مضمرة وتأويل على رموز الأشتلراكي بتواجدهم الضامن لرفع اصبع التحذير ضد سلفيي الإصلاح .

وبالنسبة لهذه المجموعة يمكن الجزم بأنها لا ترقى إلى مستوى جناح كامل بقدر ماهي نقطة الضعف الأخيرة , أو أنها ثمن ارتباطه التاريخي والتزامه تجاه إيديولوجية الجذر الإسلامي, وعلى كل فهذا هو الإحراج السياسي في أكثر صوره جلاءً .

لكن لا يزال الإصلاح السياسي متخففاً من أعباء الديون لأيديولوجيته ,فلم يقم إلى الآن بالضغط على هذه الأيديولوجيا وتجاوزها , وضغطها في القاع, لنقول الآن إن رصيده قد نفذ, ولم يعد يملك خيار البرجماتية السياسي حتى , ذلك أن أغلب ناشطية لم يصلوا إلى مرحلة الارتباك أو الشعور بضغط حاجة الإصلاح السياسي على تدينهم وإخلاصهم واقتفائهم لخيارات قيادتهم السياسية التي لاتزال في المستوى الآمن .

أسوأه مافي الأمر أنني الآن , ولأجل حماية حياة بشرى المقطري ورفاقها أجدني مضطراً للتغابي وتفهم حاجة الإصلاح .

لقد وصلنا إلى مرحلة الخيارات المريرة , ودفع ثمن الانحياز الكلي لحس الحرية التي لا تجزأ , والتي من بينها منح الإصلاح فرصة لمخاتلة الأيديولوجيا, على أمل أن نجد الوقت الكافي لإجبارهم على البث النهائي والكامل لموقفهم إزاء الحرية كما هي .

هل أكون مصيباً في حال توقعت صحوة سلفية محدثة أصبحت قيد الاستخدام السياسي كأداة لحاجة محلية وإقليمية ؟

لسنا هنا لنتفهم مأزق الإصلاح . تلك مشاكله وعليه دفع ثمنها حتى من استقراره التنظيمي . ذلك أن لدينا حرية يجدر بنا الدفاع عنها , مشيرين للإصلاح إلى الطريق التي يمكن من خلالها إعفاءنا من مصادفته .

ولدينا حياة المثقف والناشط التي لا يمكننا وضعها تحت تصرف حاجة القوى المتصارعة لفرص .

في حال حدث لفكري أو لبشرى أو لطاهش الحوبان أي مكروه , فلن نجد الوقت لسماع توضيحات , اذ لا أحد يهز رأسه مصغياً أثناء تعرضه لكارثة .

الجميع سيدفع ثمن كارثة التكفير

لو كنت شيخاً حاقداً على الإصلاح أو مدير أمن , لأرسلت من يقتل بشرى المقطري أو فكري قاسم أو أحد الأربعة المستهدفين من فتوى التكفير التي وقع عليها الزنداني والديلمي , ولكنت وجدت فرصة ذهبية لإدخال الإصلاح مؤخرة حمار .

لست هنا للدفاع عن الإصلاح بقدر ماهو تحذير من الاستخفاف بحياة الناس . وإدخالنا جميعاً في لعبة التكفير والدم وتصفية الحسابات على حساب فكرة حرية الرأي .

لدى الإصلاح هاوية يحدق فيها ببلاهة وخيارين فادحين : إما أن يكون واجهة تكفير أو واجهة لحماية الكفر .
الآن وفي ظروف كهذه مع وجود غريم مجروح بشدة ومستقل , فإن الإصلاح لا يملك ترف أن يختار أو أن يتمكن تماماً من تجاوز تهمة حماية الكفر وتهديد الانقسام .ذلك أن الكلفة التي سيدفعها مقابل تكفير المثقفين ناهيك عن اغتيال أحدهم , ستكون عالية , وعليه كحزب أن يضحي ويقدم تنازلات مؤلمة لصالح حماية الحرية ضد ما تبقى من جناحه السلفي , ثمن فادح , لكن الإصلاح مجبر على دفعه ولو بصق دماً ومراراً.

في قاعة 22 مايو كان جار الله عمر صديق الإصلاح وتحت خيمته ولم يكن النظام قد أصبح عدواً للإصلاح , ومجروحاً منه كهذه الأيام , ولم يتورط أي من قيادات الحزب في أي بيان أو فتوى ضد جار الله , ومع ذلك دفع الإصلاح ثمناً فادحاً لاغتيال جار الله , ولا يزال يعاني آثار الوحشة التي نشأت بينه وبين المثقفين , ولا سيما اليساريين

الآن ثمة فرصة حتى لضرب المشترك , ليس لأن بشرى عضو لجنة مركزية فقط, ولكن ثمة علاقة تاريخية بين المثقفين وأبوية الحزب الاشتراكي لفكرة حرية الرأي نوع من علاقة مضمرة وتأويل على رموز الأشتلراكي بتواجدهم الضامن لرفع اصبع التحذير ضد سلفيي الإصلاح .

وبالنسبة لهذه المجموعة يمكن الجزم بأنها لا ترقى إلى مستوى جناح كامل بقدر ماهي نقطة الضعف الأخيرة , أو أنها ثمن ارتباطه التاريخي والتزامه تجاه إيديولوجية الجذر الإسلامي, وعلى كل فهذا هو الإحراج السياسي في أكثر صوره جلاءً .

لكن لا يزال الإصلاح السياسي متخففاً من أعباء الديون لأيديولوجيته ,فلم يقم إلى الآن بالضغط على هذه الأيديولوجيا وتجاوزها , وضغطها في القاع, لنقول الآن إن رصيده قد نفذ, ولم يعد يملك خيار البرجماتية السياسي حتى , ذلك أن أغلب ناشطية لم يصلوا إلى مرحلة الارتباك أو الشعور بضغط حاجة الإصلاح السياسي على تدينهم وإخلاصهم واقتفائهم لخيارات قيادتهم السياسية التي لاتزال في المستوى الآمن .

أسوأه مافي الأمر أنني الآن , ولأجل حماية حياة بشرى المقطري ورفاقها أجدني مضطراً للتغابي وتفهم حاجة الإصلاح .

لقد وصلنا إلى مرحلة الخيارات المريرة , ودفع ثمن الانحياز الكلي لحس الحرية التي لا تجزأ , والتي من بينها منح الإصلاح فرصة لمخاتلة الأيديولوجيا, على أمل أن نجد الوقت الكافي لإجبارهم على البث النهائي والكامل لموقفهم إزاء الحرية كما هي .

هل أكون مصيباً في حال توقعت صحوة سلفية محدثة أصبحت قيد الاستخدام السياسي كأداة لحاجة محلية وإقليمية ؟

لسنا هنا لنتفهم مأزق الإصلاح . تلك مشاكله وعليه دفع ثمنها حتى من استقراره التنظيمي . ذلك أن لدينا حرية يجدر بنا الدفاع عنها , مشيرين للإصلاح إلى الطريق التي يمكن من خلالها إعفاءنا من مصادفته .

ولدينا حياة المثقف والناشط التي لا يمكننا وضعها تحت تصرف حاجة القوى المتصارعة لفرص .

في حال حدث لفكري أو لبشرى أو لطاهش الحوبان أي مكروه , فلن نجد الوقت لسماع توضيحات , اذ لا أحد يهز رأسه مصغياً أثناء تعرضه لكارثة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165415

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165415 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010