السبت 31 كانون الأول (ديسمبر) 2011

سوريا معركة فاصلة : نكون أو لا نكون..!!

السبت 31 كانون الأول (ديسمبر) 2011 par د. سلمان محمد سلمان

رغم حجم سوريا الصغير نسبياً انتهى الأمر الى أن معركتها الدائرة تمثل مفصلاً تاريخياً بأبعاده العالمية وتفسير هذا الادعاء يتطلب تحليلاً معقداً نسبياً نأمل من القراء تحمله.

يستسهل البعض إلقاء تهمة نظرية المؤامرة لتسهيل رفضه لمواقف لا تناسبه وهذا أصبح نمطاً مألوفا. ونظرية المؤامرة تصبح سلبية فقط إذا طرحت من قبل معارضي الغرب أما عند اتهام الغرب الآخرين بالتآمر فهذا مقبول وتحليل علمي. علينا قبول ما يحصل في سوريا من تزمير إعلامي يتهم النظام بأغرب أنواع التآمر كتحليل علمي مع أنه سهل التكذيب. أما تقديم تحليل يثبت وجود مؤامرة متصلة منذ قرن فتلك نظرية المؤامرة المرفوضة والمسخفة.

والحقيقة أن السياسة العالمية تشمل دائماً مؤامرات مستمرة ودور السياسيين الأهم يتلخص في مواجهات مؤامرات الخصوم والتآمر عليهم [*(1)*]. يحصل الخلط عادة عندما يضع البعض نظرية غير ملائمة إلا جزئياً لتفسير ظاهرة سياسية معينة وبدلاً من تعديل طرحه بما يناسب الواقع يبالغ في تفسير الشاذ من الطرح بقدرات غير طبيعية للمتآمر. وهذا ما يحصل من قبل المعارضة السورية التي تصور النظام قادراً على ارتكاب أي شيء.

[**خلفية..*]

في مقالات سابقة ذكرت أن معركة سوريا ستحتدم فيما إذا سقطت ليبيا [*(2)*] لأن معادلة أفريقيا العربية تصبح أكثر طواعية للغرب وتفقد مصر مميزها الثوري. وما يبدو للوهلة الأولى من انتصار للإسلاميين في مصر كأنه صفعة للغرب يمثل العكس وسنرى اضمحلال الدور المقاوم للإسلاميين عموماً.

معركة سوريا الآن هي المفصل ما بين مرحلة «الربيع العربي» وما سيتبعه أن سقطت من ربيعات كثيرة يأمل الغرب تحققها وأهمها حسب المشروع الغربي [*(3)*] :

[**1.*] تفكيك تركيا (رغم تعاون أردوغان) وإيران من خلال ثورات شبيهة.

[**2.*] أمل خيالي بـ «ربيع روسي» لا يعتد به كثيراً لكن يستحق المحاولة من وجهة النظر الغربية.

[**3.*] وحتى لو لم يتحقق الربيع الروسي ونجح التغيير بسوريا وتركيا وإيران فذلك ربما يكون كافياً لتحجيم قوة مجموعة «بريكس» التي تمثل الآن نصف الكرة الأرضية سكاناً وتعادل الغرب اقتصادياً خلال عشر سنوات.

[**4.*] عندئذ تكون المرحلة اللاحقة تفكيك السعودية وإقامة دولة على محيط الخليج تشمل عرب الأهواز غرب إيران وشيعة السعودية شرقها وجنوب العراق. ومثل هذه الكتلة لن تزيد سكانيا عن 20 مليون نسمه لكنها تتحكم بحوالي 70% من نقط الشرق ومعادية لإيران والعرب وربما تحلم قطر بزعامتها.

[**5.*] وسيتم العمل على إقامة الوطن البديل لفلسطين في الأردن [*(4)*] لأن ذلك الكيان ضمن معادلة الشرق الجديدة لن يمثل خطراً على «إسرائيل» بل يكون موالياً لها بكل الأبعاد. حالياً يصطدم مشروع الوطن البديل بسوريا المقاومة لأن هناك خوفاً حقيقاً فيما لو أسقط النظام في الأردن وأقيمت دولة فلسطينية أن تتحالف مع سوريا وتصبح قاعدة مقاومة.

[**6.*] والعمل بجدية على إقامة دولة كردستان على أنقاض تفكيك تركيا وإيران وسوريا وستكون أيضاً معادية لمحيطها.

[**7.*] فوق هذا وإن أمكن يتم العمل على إقامة دولة القفقاس من مسلمي روسيا.

[**8.*] وإن تحقق ذلك فلن يبقى أمام الهند إلا الاستسلام للغرب ولن تستطيع الصين مواجه العالم وحدها. عندها ستكون نهاية التاريخ والحضارات باستسلام الحضارة الإسلامية من خلال الإسلاميين.

وهذا يعني قرناً غربياً آخر يتحقق بتكاليف شبه معدومة من خلال تحريك الحضارة الإسلامية ضد نفسها لتمثل رافعة هدم القوى المواجهة للغرب كما استخدم الجهاد في أفغانستان في تهديم السوفييت. وكل ذلك من أجل أن يفرح معتوهون من الأحزاب الإسلامية بتحقق نصرهم العظيم رغم معرفة قياداتهم بالدور المحدود لهم.

هكذا هم يأملون وهذا هو جوهر طرح نهاية التاريخ لفوكوياما [*(5)*] وصراع الحضارات لهنتنغتون [*(6)*] واللذان مثلا محرك السياسة الأميركية والأوروبية منذ انهيار السوفييت وكانت باكورتها تهديم العراق. والحقيقة ان الحل المأمول هنا أفضل من سيناريو هنتنغتون الذي توقع استسلام الحضارة الإسلامية بالقوة وليس من خلال تعاون الحركات الإسلامية.

وإذا أضفنا للتخطيط السياسي خلفية النبوءة التوراتية نجد انسجاماً كافياً لتناغم مواقف قطاعات كبيرة من ذوي الأجندات الخاصة من رأسماليين وصهاينة وأصوليين. وحسب النبوءة التوراتية تبدأ نهاية العالم بحرب تدمير العراق يتبعها سيناريو مختلف عن المشروع الغربي العلماني لكن التداخل كاف لتجند الأصوليين.

طبعاً ليس هناك مبرر لتصديق حصول كل هذا وليس كل ما يخطط له الغرب يتحقق فعلاً. لكن هزيمة المشروع الغربي لن تتحقق بالتأكيد على يد الإسلاميين الحاليين لأنهم اختاروا طوعاً الاندراج ضمن معادلة الغرب في ثورات «الربيع العربي» وأصبح مفتيهم الأكبر لا يختلف شكلاً أو موضوعاً بما عدا العمامة واللغة عن أي وزير خارجية غربي.

في النهاية لن ينجح المشروع الغربي حتى لو سقطت سوريا لكن إفشاله بعد كل مرحلة يصبح أكثر تكلفة بالتأكيد. قبل ليبيا كان يمكن للمشروع التوقف هناك لو وقفت روسيا بقوة كما تقف الآن ولما سقطت ليبيا ولما تمكن الإسلاميون من تحقيق نجاحات انتخابية رغم الكشف عن دورهم التابع للغرب بهذه السرعة. ولما فقد التيار القومي ومشروع المقاومة الكثير من زخمه ولتغيرت مسيرة الثورة التونسية وربما أمكن لثورة مصر التطور بشكل يحفظها ويستوعب دوراً شريفاً للإسلام السياسي. تكاليف سقوط ليبيا الباهظة على المشروع المقاوم أنتجت تضاعف الحملة ضد سوريا كما نرى الآن وانهيار خطوط مقاومة ثوار مصر واستسلام ثورتها للغرب وانكشاف دور الإسلاميين التابع أو تحولهم.

ويبقى السؤال لماذا يغامر الغربي بمشروع فاشل استراتيجياً. والسبب كما سنرى لاحقاً لأن الإستراتيجية الغربية الحالية هي الحل الوحيد المحتمل لمنع منافسة القوى الأخرى. ومع أن النصر غير مضمون إلا انه أفضل من الاستسلام من وجهة نظر غربية رأسمالية. فوق هذا لا نستبعد استعداد الغرب للحرب لتحقيق ذلك عنوة.

بالنسبة للغرب الرأسمالي تعتبر المعركة مسألة وجود للرأسمالية. وفي هذا تشبه حاله حال ألمانيا واليابان عندما قررتا شن الحرب لأن التحليل الاستراتيجي في حينه أثبت أن أمام ألمانيا فرصة محدودة بالزمان بفترة 5-10 سنوات لاحتمال النصر وما بعد ذلك فالنصر غير ممكن وقد غامرت ألمانيا وفشلت [*(7)*].

[**ارتفاع ثمن معركة سوريا..*]

تتركز الحملة الآن بشكل هستيري ضد سوريا بعد أن قطع الغرب خطوة كبيرة مكنته التحدث عن ثورات إسلاميين غير معادية لـ «إسرائيل» وحليفة للغرب [*(8)*].

وكما يبدو فقد تنبهت كتلة «بريكس» وروسيا بشكل خاص للخطأ الكبير الذي ارتكبوه حين سمحوا بسقوط ليبيا وهذا واضح من تصريحات المسئولين الروس بشكل عام [*(9)*]. ولذلك تتشبث روسيا بشكل فوق عادي ببقاء سوريا. وأعتقد أنها سوف تستمر كذلك طالما بقي خط بوتين سائداً. هناك قوى فاعلة في روسيا تعمل على العكس لكن تقدير الأمور لا يشير لإمكانية تغيير ذات قيمة ضمن المعادلات القائمة مع أن ذلك لا يلغي الاحتمال تماماً.

سياسة أردوغان تكاد أن تقضي على تركيا. فحكومة «العدالة» التركية تعمل كمن يحمل المنشار ويقص الغصن الذي يجلس عليه. وسبب مبالغة حكومة أردوغان في القيام بالدور السلبي (مغرر بها أو خائفة) يتلخص بتخويف من التقسيم إن لم تشارك ووعود غربية زائفة بدور هام لكن غامض لتركيا في إدارة الشرق الإسلامي ووعود أكثر زيفاً بدور أكبر ضمن جمهوريات الترك السوفيتية وقوقاز روسيا واحتمال بدور أوروبي مشروط بنجاح إسقاط سوريا.

هكذا وعود الغرب مكشوفة لدرجة كبيرة لكنها تعمي على من لا يريد معرفة الحقيقة وعلى الجبان. وقد عميت حكومة أردوغان وجبنت حين اعتقدت أن إسقاط سوريا سينهي مسلسل التغيير وسيحمي تركيا من التقسيم. وزاد من طمأنتها تشجيع الإسلاميين العرب عن بكرة أبيهم تقريباً لهذا الدور الغر والمغفل [*(10)*].

ولكن لماذا يقبل الإسلاميون العرب هذا الدور السيئ مع الغرب منذ ليبيا [*(11)*]. الوعد الغربي كان بسيطاً : مصر وتونس كانتا أصلاً بقبضة الغرب وأي تقدم للإسلاميين هناك هبة غربية لأي جهة لتحكم ضمن معادلة الغرب وطبعاً مقابل ثمن.

تمثل الثمن المطلوب من الإسلاميين مقابل إعطائهم دوراً في حكم مصر وتونس في تقديم العون في إسقاط ليبيا وسوريا وقد قاموا بدورهم بكل حماس في الجبهتين [*(12)*]. وكان الأمل كبيراً بسقوط سوريا خلال الأشهر الماضية مما دفع الجميع للاستبسال ضدها وجر تركيا أو تعاونها ضمن نفس الصفقة. وظهر ذلك أكثر بالحملة التي قادتها الجامعة العربية [*(13)*] ودول الخليج خلال الشهريين الماضيين. وراهن كثيرون على تراجع أو جبن روسيا أمام إجماع عربي وغربي ضد النظام كما حصل في ليبيا وشجع على ذلك قوى داخل روسيا دفعت بنفس الاتجاه.

وقد تبين أن هناك ثلاثة عوامل لم يعطها العرب والغرب التقدير الكافي مما عطل القطار في سكة سوريا :

العامل الأول : إصرار استراتيجي للروس وحلفائهم على منع أي محاولة لنقل الموقف الدولي تحت أي شعار كسيناريو ليبيا. ومع أن الروس يطرحون العمل على الطريقة اليمنية فهذا لا يعني بحال التخلي عن النظام السوري لأسباب كثيرة منها قناعة الروس بقوة النظام وعدم انهياره في حالة توقف العنف واللجوء للحوار السياسي. وتمسك روسيا بمنع حصار سوريا أمنياً آو عسكرياً واضح في تصريحات المسئولين الروس.

العامل الثاني : تماسك سوريا داخلياً فلم تنشق قوى ذات قيمة عسكرياً ولم ينفرط عقد القيادة السياسية ولم تنجح محاولات التخريب في انتزاع مناطق يمكن الادعاء بسقوط الدولة فيها [*(14)*].

والعامل الثالث : غامض وناتج عن العاملين السابقين وهو تردد بعض القوى وبدء تخوفها من مجمل المشروع الغربي مثل تذبذب تركيا وبعض ملامح التخوف في السعودية ومصر من توسع الصراع لحرب إقليمية مدمرة بسبب التضامن الإيراني وجبهة المقاومة مع سوريا دون تحفظ [*(15)*].

فشل المشروع الغربي حتى الآن في اختراق الجبهة السورية سياسياً أو عسكرياً رغم المحاولات العربية والدولية. ولم يبق إلا التخريب والإرهاب كما حصل من هدايا أعياد الميلاد لكل من العراق وسوريا [*(16)*].

فشل المشروع الغربي في سوريا سيوقف قطار «الربيع العربي» ويفاقم من هزيمة الأميركيين في العراق رغم الوضع العراقي المائع والتهديد بتقسيمه. وقضية الهاشمي والتفجيرات المتصاعدة تمثل عناوين لهذا الصراع.

قيام حكومة المالكي بدعم واضح من إيران في توجيه اتهام بالإرهاب لنائب الرئيس يبدو معركة كسر عظم. وهناك أكثر من تفسير لقسوة الهجوم الإيراني المالكي حيث يقول البعض بارتباطه بكشف مؤامرة لتحويل العراق وحسمها ضد سوريا من خلال إسقاط المالكي.

لكن الأرجح أن هدف الهجوم القاسي على الهاشمي إفشال ذلك التوجه فقط وليس كسر عظم السنة أو الأكراد والذي سيضمن التقسيم إن كان مقصوداً. وهناك مؤشرات لذلك من خلال التراجع وإعادة التحقيق. أعتقد أن هناك دوراً سورياً وروسياً يضغط باتجاه احتواء أزمة العراق ومن غير المعقول تشجيع التقسيم لأنه يعادل إسقاط سوريا وتحويل الانسحاب الأميركي المهزوم الى نصر مؤزر تكون أول ضحاياه سوريا وإيران وعليه فأي سياسية إيرانية عاقلة ستعمل على منع التصعيد.

[**لماذا لن ينتصر الغرب؟!*]

لن ينجح المشروع الغربي في سوريا تكتيكياً ومرحلياً للأسباب المدرجة أعلاه لكن فشلة الاستراتيجي محتمل لأسباب أعمق تشمل تطور العالم في المدى المنظور.

بالنسبة الى كتلة «بريكس» فتوقف قطار التغيير في سوريا يعني بقاء إيران وتراجع تركيا لاحقاً وانكشاف دور الإسلاميين العرب لتابع للغرب لا يخترق المعادلات الدولية مما ينعكس أخيراً على مصر وتراجع غربي شامل في المنطقة.

لكن توقف النفوذ الغربي في المنطقة يعادل نهاية النظام الرأسمالي الغربي المتوحش منذ عشرين عاماً. وقد تمادى النظام الى درجة تملل حقيقي ضمن الشعوب الغربية نفسها ومطالبات قطاعات كبيرة في الغرب بتغييره. لن تستطيع تلك القوى في المدى القريب وحدها إسقاط النظام الغربي لكن توقف المشروع الغربي للشرق ونمو اقتصاديات «بريكس» سوف يقلب معادلات دولية رئيسة.

نفوذ كتلة «بريكس» وحلفائها عالمياً يبز الغرب ديمغرافياً وجغرافياً ويعادله عسكرياً وخلال فترة عشرة سنوات سيعادل الغرب اقتصاديا وأكثر من الضعف خلال 30 عاماً [*(27)*]. وإذا ما تبنت كتلة «بريكس» دوراً أكثر إنسانية من الغرب ووقفت ضد تطور الرأسمالية المتوحشة فهناك فرصة كبيرة ببدء هجوم عكسي لإسقاط النظام الرأسمالي من خلال جماهيره نفسها خلال عشرين عاماً.

لكن إذا نجح الغرب في إسقاط سوريا فسوف يكسب فترة لصالحه بحوالي 20 عاماً. ومن المحتمل الكسب أكثر بحسب تطور الجبهات الأخرى حيث ربما تؤدي انهيارات أكبر في تركيا وإيران وبعض روسيا لتراجع لجيلين أو أكثر.

سقوط الغرب الرأسمالي سيتم في النهاية كما أوضحنا بدراسة سابقة - راجع مجتمع ما بعد الرأسمالية [*(17)*]. ومع أنه سقوط غير حتمي لكنه محتمل لأسباب تتعلق بالتطور التاريخي الطبيعي. نجاح المشروع المعاكس وتوقف المشروع الغربي بسبب صمود سوريا سيسرع العملية كثيراً وربما يجعل تكاليفها أقل بالمقارنة مع غير ذلك.

ولأن الأمر كذلك يستبسل الغرب في الهجوم فليس هناك خيارات كثيرة أمام الرأسمالية إلا تحولها لما بعد الرأسمالية والمحاولات المحمومة لن تغير كثيراً من النهاية لأن بشاعة الرأسمالية تزداد رسوخاً لدى الشعوب كافة أكثر من أي وقت مضى ولأن العولمة قضت على الترابط القومي لقيادة الصراع الطبقي من قبل الأغنياء.

طبعاً هم يحاولون وسوف يستمرون بالمحاولة والشرق الأوسط الجديد هو أكبر محاولة للعوم ضد التاريخ. ولأنها الوحيدة الباقية فهذا يفسر شراسة الهجوم الغربي فهو صراع بقاء بالمعنى التاريخي.

[**مستقبل الحركات الإسلامية..*]

لا نقصد هنا دور الإسلام عموماً ولكن دور الأحزاب الإسلامية الموالية تاريخياً للغرب والتي ظهرت مقاومة له خلال فترة وجيزة بين 1990-2010 حين نبذهم الغرب وكان ذلك تطبيقاً لإستراتيجية تصفية الإسلام التي لم تنجح وتم التحول لإعادة استخدامهم كما الحال خلال الحرب الباردة [*(18)*].

وللوهلة الأولى تبدو الأيام مشرقة بالنسبة لهذه الحركات التي قبل الغرب إشراكها بنسبة كبيرة من أدوات الحكم ضمن المشرق العربي وأضاف بالثورات الجارية مركبة ديمقراطية تعطي شرعية أكبر. وكما يبدو فهم سعداء بالدور ويمنون أنفسهم بالنصر. ويعتقد البعض منهم بعودة سؤدد الإسلام وربما إعادة الخلافة مع أن معطيات طريقة علوهم تقول بغير ذلك بسبب اختيارهم التحالف مع الغرب ضد التطور الطبيعي للتاريخ والمنطقي لقيم العدل.

ولو اختاروا بدلاً من ذلك الوقوف بالصف الآخر لأمكن اعتبارهم أحد القوى الفاعلة في صنع المستقبل الجديد. لكن ذلك صعب بحكم تركيبتهم وأوليات اهتمامهم ونشأتهم. لذلك ستفقد الحركات الإسلامية بنمطها الحالي أي دور استراتيجي ايجابي خلال عشرة أعوام مهما كانت نتائج الصراع :

فإن نجح الغرب كلياً فلن يكون هناك دور مقبول للحركات الإسلامية إلا حكم الشعوب الإسلامية ضمن منظومة الغرب كما هي حال دول الخليج الآن وهذا طبعا لا علاقة له بمشاريع الإسلام السياسي التي تطرحها تلك الأحزاب.

بالمقابل إذا سقط المشروع الغربي فسوف تفقد هذه الأحزاب أي دور مهم لها لأن حركات قومية تستوعب الإسلامي ستكون بديلاً أكثر فعالية لمواجهة المشروع الغربي ولأن منظومة الدول المواجهة للغرب ستشجع ذلك ولأن الأمر الطبيعي قيادة الأمم من أبنائها المعبرين عن هويتها ومصالحها.

من غير الممكن استمرار الفصل القسري بين الإسلام وبيئة الشعوب القومية والوطنية. وكما ذكرت من المستحيل تخيل وجود حزب بريطاني مثلاً يتبنى القضاء على الإنجليز تحت شعار المسيحية. وهذا هو برنامج معظم حركات الإسلام السياسي التي تعتبر القومية العربية نوعاً من العصبية والجاهلية.

ستفقد الحركات الإسلامية قيادة الدور المقاوم في فلسطين : لأن الغرب حتى لو نجح جزئياً لن يسمح لها بذلك. ربما تحاول إيران تجنيد قطاع منهم ضمن مشروعها التخيلي بالصحوة الإسلامية [*(19)*]. لا أعرف هل تؤمن إيران فعلاً بالصحوة الإسلامية أم أنها تتمنى من خلال الطرح تجيير البعض لصفها كما نجحت في العراق مع أن هناك فروقاً هائلة ومع الاعتبار أن نجاح المشروع الإيراني في العراق ارتبط جزئياً بالدور السوري الذي بقي على ود مع المقاومة السنية.

[**مستقبل «القاعدة»..*]

لم تكن «القاعدة» على عداء مع الغرب ودورها العام كان في خدمته فعلاً [*(20)*]. فوق هذا من الموثق أن «القاعدة» لم تهاجم «إسرائيليين» أو يهوداً مما يضع إشارة استفهام كبيرة.

طبعاً يمكن للشخص تخيل ما يشاء لكن «القاعدة» في أحسن أوضاعها بدأت تنظيماً صنعه الغرب في الحرب ضد الروس في أفغانستان ولم تخرج عن ذلك الدور إجمالاً. وأحداث 11 سبتمبر خدمت مشروعاً غربياً وصهيونياً للسيطرة على العالم ونشهد هذا واضحاً منذ ذلك الحين [*(21)*]. ربما حاولت جهات منها تغيير دورها عندما نبذها الغرب بعد سقوط السوفييت وتحولت لمنظمة عنف دون توجه لكن بقيت قيادات رئيسة موالية للمشروع الغربي بحيث أمكن تجيير دور الناقمين في خدمة المشاريع الغربية.

لم تقم «القاعدة» كما يعتقد البعض بدور مقاوم للاحتلال الأميركي في العراق بمقدار ما كان دوراً تصعيدياً لإثارة العنف والانقسام الطائفي [*(22)*]. فلو تتبعنا مجمل العمليات العسكرية التي أعلنت «القاعدة» مسؤوليتها عنها نجد نسبة عظيمة منها ضحاياها عراقيون. نفس الأمر ينطبق واقعياً على أفغانستان. فليس هناك دور حقيقي لـ «القاعدة» والمقاومة الفعلية تمثلت بطالبان التي تدعمها قطاعات هامة من المجتمع والمخابرات الباكستانية. ورغم وجود تفاهم تاريخي بين «القاعدة» وطالبان من الخطأ دمج دوريهما ببوتقة واحدة.

عنف «القاعدة» مرتبط بالمشروع الغربي أساساً وسوف يستمر الغرب باستخدام هذا الدور طالما أمكن ذلك. لكن بسبب سمعة القاعدة السيئة في الغرب وإمكانية نمو جهاديين من خلال «القاعدة» يؤمنون بمحاربة الغرب دون توجيه وضبط قيادي ضمن معادلات الغرب فسيفتح ذلك دائماً مجالاً لادوار معادية للغرب بنسبة أو بأخرى مع أن ذلك ضعيف الاحتمال.

لكن تنظيم «القاعدة» بشكل عام منضبط وخاصة عندما يتعلق الأمر بـ «إسرائيل». أما قتل الغربيين فلا يمثل خطاً احمر لقوى التحكم الغربي أو «إسرائيل».

وعليه من المستغرب قيام الإعلام القومي المعادي للغرب بتسويق استهدافهم من «القاعدة» عدوة الغرب وكأنهم يريدون تخويفه من العدو المشترك وهذا خطأ كبير إن كان من يطرح ذلك يؤمن به فعلاً [*(24)*]. فـ «القاعدة» لا تمثل عدوا يخافه الغرب. وعلى من يريد فهم معادلة سوريا اعتبار العمليات الأخيرة نقلة من قبل نفس القوى الموجهة للثورة باللجوء الى تكتيك «القاعدة» إن لم نقل الى استخدامها فعلاً. وكشف هذا الأمر أفضل سياسياً لسوريا من محاولة الظهور ضحية من عدو مشترك مع الغرب.

[**مستقبل الحركات القومية..*]

المثير للانتباه أن أهم المشترك بين ثورات «الربيع العربي» تمثل في غياب قسري للحركات القومية من المشهد رغم مشاركتها في الثورة المصرية والتونسية. وتم فرض واقع استقطابي للمجتمع السياسي بالإسلاميين والليبراليين. وكأن المشكلة الأولى هوية المجتمع وليست هوية الموقف السياسي.

المشترك الآخر تمثل في غياب غير عادي لقضية فلسطين وأي قضايا سياسية هامة للعرب بل حتى قضايا سيادية لدول الثورات.

والمشترك الثالث أن الأنظمة المستهدفة كانت بخلفية قومية ولم تتعرض أي دولة ملكية أو موالية للغرب لتهديد جدي رغم توفر ظروف موضوعية للثورة أكثر من الدول القومية.

وكل هذه المشتركات تؤكد دوراً خارجياً بالتكافل مع القوى المستفيدة من التغيير (الإسلاميون والليبراليون) وكأن الجميع مبرمج لمثل هذا المشهد. ولأن القومية أو الوطنية تعتبر جزءاً سابقاً في تعريف هويات الأمم والشعوب لكافة الحركات السياسية المعاصرة فإن تغييب هذا الدور يحمل في طياته محاولة تفكيك المجتمع العربي [*(25)*].

لكن هذا يتناقض مع طبيعة الأمم بشكل عام وعاجلاً أو آجلاً سوف يضغط هذا العامل بقوة ضد رياح التغيير الموجهة. ومهما كانت نتائج المعركة الحالية فسوف يفرض هذا الوضع نفسه في النهاية. وبالتأكيد ففشل المشروع الغربي سيقلل فترة وتكلفة عودة المشروع القومي العربي للصدارة.

لكن تجربة القوميين منذ عبد الناصر تتطلب إعادة نظر هامة [*(26)*] :

[**1.*] من غير الممكن للقوميين النجاح دون مركبة حقيقية تحترم الإسلام وتضمن تكامله مع البني السياسية. والخطأ بهجر التراث الديني يعادل هجر الإسلاميين للعامل القومي. والحقيقة أن هذا شاذ دائماً.

[**2.*] والقضية الأخرى تتعلق بوطنية وولاء النخب القومية للمجتمع ومع أن هذا هو تعريف أن تكون قومياً إلا أن القوميين في الفترة السابقة مارسوا دوراً مستبداً بسبب تقليد السوفييت وخلفية التربية العربية وحدة الهجوم الغربي الذي منع بناء المؤسسات وأوقف التجربة ومستقبلها على شخصية القائد.

[**3.*] تعددت الأسباب المباشرة لفشل التجارب القومية : فبعضها فشل بسبب إسقاط الغرب له بالحرب المباشرة والبعض الآخر سقط من خلال تحول في التوجه وآخرون مارسوا ظلماً وديكتاتورية أفقدت المجتمعات الرغبة بمقاومة القوى الخارجية حين استهدفت تلك الأنظمة.

[**4.*] رغم كل ذلك لا يمكن إيقاف العامل القومي بمفهومه الجغرافي الثقافي وليس العنصري. فأميركا مثلاً ليست مكونه من عنصر محدد لكن هناك قومية أميركية تقوم على جغرافيا وسياسة ونظام اقتصادي ومدني.

[**توصيات..*]

[**الى الغرب :*] لا فائدة على المدى البعيد ومن الأفضل الانحناء وقبول التحول لما بعد الرأسمالية لأن ذلك سيوفر الكثير من الطاقات ويضمن مستقبلاً أفضل للبشرية.

[**كتلة «بريكس» [*(27)*] :*] أنها مهمة تاريخية لكن من الضروري تبني سياسات اقتصادية غير استعمارية ومن الأفضل والأسهل لهذه الكتلة تطبيق مفاهيم ما بعد الرأسمالية لأنها تنسجم مع خلفيتها التاريخية والمعاصرة.

[**العرب :*] من غير المعقول استمرار تحكم عقول متخلفة بأمة بهذا الحجم والثروات والعدد السكاني. وانضمام مصر والعرب لـ «بريكس» أسهل وأفضل من البقاء على مائدة الغرب اللئيم. لا بد من عودة التحرك القومي البناء من خلال نظم حديثة تستوعب الدين وتحترم المواطن.

[**الإسلاميون :*] الطريق الذي يسيرون به سيؤدي الى تهلكتهم قبل غيرهم وهو ليس من الدين بشيء. والحل الوحيد لهم إعادة التفكير بعلاقتهم مع القومية للوصول لصيغة مستقرة وتقدمية. فليس هناك مستقبل للعرب دون تفاهم عضوي بين الإسلام والعروبة.

[**تركيا :*] فتحت سوريا لها بوابة الشرق والتقدم والاحترام وعليها التمسك بذلك ومن الأفضل لتركيا عدم الاعتماد على إسلاميي العرب.

[**إيران :*] شعار الصحوة الإسلامية فارغ من المضمون ومن الضروري إعادة تعريفه.

[**روسيا :*] يمكنها لعب دور مركزي لمستقبل العالم من خلال تنمية كتلة «بريكس» ودورها العسكري وضم العرب بكل الطرق لهذه المجموعة من خلال مصر وسوريا والجزائر.

■ ■ ■

[**مراجع وملاحظات :*]

[*1-*] كثير من الكتابات السياسية تؤكد ذلك ومثال جيد كتاب «لعبة الأمم» مايلز كوبلاند 1969.

The game of nations Miles Copeland, Weidenfeld & Nicolson London 1969.

[*2-*] مقالات للكاتب عن ثورات «الربيع العربي» منها : الوضع العربي - تحديات كبيرة انهيار النظام العربي ضياع مثقفي الثورات مقولات ومبررات الثورات العربية يا شام هذا المجد وغيرها على رابط :

http://www.grenc.com/a/smsalman/Myarticles.cfm

[*3-*] هناك عدد غير محدود من الكتب والنشرات والتقارير الصحفية ترسم خرائط هذا الشرق. والمطروح هنا تجميع منطقي يتناسب مع المنشور والمتسرب منها : للكاتب - مسائل في الأمن القومي العربي والإسلامي - مشروع «الشرق الأوسط الجديد» في التصور الصهيوني والأميركي عبد الوهاب المسيري - مشروع «الشرق الأوسط الكبير» دلالته وإشكالاته ماجد كيالي.

[*4-*] أكثر من إعلان «إسرائيلي» وهو شعار رسمي لحزب «الليكود» وتم طرحه أكثر من مرة للنقاش البرلماني.

[*5-*] نهاية التاريخ فرنسيس فوكوياما 1992.

The End of History and the Last Man Author(s) Francis Fukuyama Language English Publisher Free Press Publication date 1992 Pages 418 ISBN 0029109752

[*6-*] صراع الحضارات صموئيل هنتنغتون 1996.

Samuel P. Huntington, Simon & Schuster, 1996 ISBN 0-684-84441-9 OCLC Number 38269418

[*7-*] صعود وانهيار القوى العظمى - بول كيندي 1987.

Paul Kennedy, Random House, 1987 Pages 677 ISBN 0-394-54674-1 OCLC Number 15594794.

[*8-*] تصريحات الأحزاب الإسلامية في تونس ولقاء الغنوشي مع معهد واشنطن وتصريحات الناطق باسم حزب «النور» المصري وعلاقة المجلس الانتقالي الليبي مع فرنسا وليفي ودعم «الناتو» وفتاوى القرضاوي بحق السوريين المطالبة بالتدخل الأجنبي وقبول كلينتون مشاركة الإسلاميين بالحكم وغير ذلك كثير.

[*9-*] تصريحات متصلة ومتعددة لوزير الخارجية الروسي ورئيس الوزراء بوتين ومندوب الأمم المتحدة تشوركين ومجمل التحليلات الصحفية والإعلامية الروسية تؤكد مقولة عدم السماح بتكرار سيناريو ليبيا. فوق هذا الفيتو بمجلس الأمن بمنع أي قرار يدين سوريا وتسليح الجيش السوري بمعدات للدفاع للبحري والجوي وزيارات السفن الروسية لسوريا تؤكد وقوفاً جدياً من قبل روسيا.

[*10-*] مجمل المذكور بالمرجع 8 وفوقه الموقف الغريب لمجلس الجامعة وقتئذ أمام وزير خارجية قطر حين تم تجميد عضوية سوريا وفرض العقوبات عليها.

[*11-*] مرجع 2 و 8 ومقالة للكاتب بعنوان مستقبل الثورة المصرية.

[*12-*] توحد مواقف «الإخوان المسلمين» في الحالة المصرية والتونسية والليبية والسورية رغم العلاقة الخاصة بـ «حماس» وتخلي معظم كتاب «الإخوان» و«حماس» ومناصبتهم العداء لسوريا ومشاركة القوى الإخوانية في العنف المسلح في كل من ليبيا وسوريا وعدم مشاركتهم الثورة في بداياتها في تونس ومصر. ومقالة للكاتب بعنوان العلاقة الحائرة بين سوريا و«حماس».

[*13-*] قرارات الجامعة العربية بتجميد عضوية ليبيا واللجوء لمجلس الأمن من الأيام الأولى للثورة في ليبيا والإصرار على محاولة تدويل الأزمة في سوريا لولا رفض الروس لذلك.

[*14-*] مجمل وقائع الميدان ورغم التمرد المسلح لقوى مدعومة خارجياً إلا انه لم يثبت انشقاقات ذات قيمة منذ 8 أشهر ومعركة جسر الشغور والسيطرة السريعة على حماة وتصفية الكثير من خلايا التمرد بعمليات جراحية دون اللجوء لاستخدام القوة العظمى يدل على انضباط كبير للجيش وسيطرة فعلية على الميدان. بنفس الوقت لم يحصل أي انشقاق سياسي والدعم الجماهيري استمر قويا بالمظاهرات الدورية الكبيرة حتى لو تمت بتخطيط من النظام.

[*15-*] تذبذب الموقف التركي دليل قوي على تردد حقيقي في قمة القرار السياسي ومرتبط عدوانياً بضغوط غربية والتراجع بسبب ضغوط قوى تركية وأحزاب معارضة فوق عدم حصول الحكومة التركية على أي شيء ذا قيمة مقابل وقفتها ضد سوريا رغم الوعود الكبيرة. مواقف الأحزاب المعارضة صريحة في رفضها المطلق لتدخل سلبي سوري ومقابلة مميزة لرئيس اتحاد الطلبة الأتراك على الفضائية السورية ولمدة تزيد عن ساعة ونصف يوم 26-12 يعبر عن الكثير.

[*16-*] تزامنت العملية مع بدء أعمال لجنة المتابعة العربية وعملية شبيهة بالعراق ولها بصمات واحدة تنطبق على تكتيك القاعدة لكن من الخطأ الاعتقاد أن ذلك يخرج عن صلب العملية العدائية لنفس الجهات التي تقود الثورة وتوجهها. وهو مؤشر أقوى أن القاعدة تعمل في العادة بتناغم غير عادي مع رغبة الغرب السياسية. وهذا حصل سابقاً بشكل كثيف في العراق عندما أرادت أميركا إثارة انقسام طائفي ونفس الأمر في ليبيا.

[*17-*] مجتمع ما بعد الرأسمالية للكاتب : دراسة علمية تحليلية تشرح تطور المجتمعات على أساس شبيهة بالتطور الطبيعي لنشوء العالم الطبيعي وهي تتوقع سقوط وتحول الرأسمالية لنام جديد مغاير الدراسة منشورة بأكثر من موقع.

[*18-*] كتاب لعبة الأمم مرجع 1 وحرب مجاهدي الأفغان وعلاقة الحركات الإسلامية مع مخابرات الدول الغربية خلال الحرب الباردة هناك الكثير من الكتب والتقارير. انظر الروابط :

http://misrec.blogspot.com/2011/04/blog-post_02.html

http://ar.wikipedia.org/wiki/

[*19-*] شعار تستخدمه الحكومة الإيرانية منذ بدء «الربيع العربي» وتصر على استخدامه كإشارة الى ان الثورات الحالية تحركها العقيدة الإسلامية. ولا يدخلون في طرحهم تناقض ذلك في الحالة الليبية والسورية وتبعية الأحزاب السياسية في مواقفها وتناقض مواقف الأحزاب الإسلامية مع الطرح التاريخي.

[*20-*] علاقة «القاعدة» بالمخابرات الأميركية موثقة واعترفت بها كلينتون قبل أيام. ومن المعتقد أن تنظيم «القاعدة» اكتسب اسمه من قاعدة المعلومات المعتمدة للعرب الأفغان بسجلات المخابرات المركزية. من الواضح أن هناك نفوذاً خاصاً للصهيونية في سياسية هذا التنظيم حيث لا يقترب منها إطلاقاً.

[*21-*] هناك عدد غير محدود من الدراسات التي تشكك برواية الحكومة الأميركية بخصوص 11 سبتمبر وقد استفادت الولايات المتحدة وأكثر منها «إسرائيل» من هذا الحدث بشكل غير محدود عندما فتحت المجال لغزو أفغانستان والعراق. وقد أعرب بنيامين نتنياهو عند حصول الحدث أن ذلك لمصلحة «إسرائيل» في النهاية لأنه جعل التعاطف معها أكبر. بعض الروايات المشككة على الروابط:

http://maidhcocathail.wordpress.com/2011/06/29/adam-get-their-guns/

Adam, Get Their Guns How al-Qaeda’s Spokesman Advances the Israel Lobby’s Gun Control Agenda by Maidhc Ó Cathail / June 29th, 2011

http://wtc7.net/articles/stevenjones_b7.html

Why Indeed Did the WTC Buildings Completely Collapse? By Dr. Steven E. Jones Physicist and Archaeometrist

[*22-*] تزامن عنف «القاعدة» الذي يضرب المدنيين في العادة مع الرغبة الأميركية في تقسيم العراق وعمليات سوريا وأفغانستان والباكستان وحتى أووربا جندت مواقف أوروبية منسجمة مع الموقف فالأميركي وألغت أي فرصة لموقف أوروبي متزن.

[*23-*] مقتل زعيم «القاعدة» يقصد به رسالة للانتهاء من دور «القاعدة» وفتح المجال للمرحلة اللاحقة من التفاهم مع الإسلام السياسي ضمن الثورات العربية. لكن هذا لا يمنع إعادة استخدام التكتيك بين الحين والآخر في ضرب أهداف تخدم المشروع الغربي. وتزامن تصريحات زعماء «القاعدة» مع تلك الأهداف يتكرر بشكل غير عادي.

[*24-*] اعتقد القذافي أنه بإثبات تورط «القاعدة» في الحرب ضده سيحصل على تعاطف غربي ونفس الأمر بالنسبة لعبد الله صالح. والحقيقة أن دورها في البلدين كان لخدمة الموقف الغربي. ولم تثمر محاولات القذافي شيئاً بعدما سمح لأحد قيادات «القاعدة» أن يكون بواجهة الحدث في السيطرة على طرابلس ولم يهتم أحد أو يبد خوفاً.

[*25-*] مقالة للكاتب : الأمة العربية ومحاولات تمزيقها بالإضافة للمرجع 3.

[*26-*] للكاتب : فكر الحداثة في فلسطين والعالم العربي قراءة لحركات ومفكرين خلال القرن العشرين في العالم العربي 2008.

[*27-*] كتلة «بريكس» تتكون من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا وحسب جدول القوى الاقتصادية في العالم ستهيمن الكتلة على مجمل السياسية الدولية خلال عقد من الزمن إذا لم يستطيع الغرب تفكيكها أو حصار قوتها العسكرية الضارية روسيا أو شل اقتصاد الصين من خلال النفط والأسواق. راجع الرابط الذي يظهر توقعات النمو الاقتصادي حتى عام 2050 حين تصبح الصين ضعف الولايات وكتلة «بريكس» حوالى 130 تريليون مقابل 65 تريليون للغرب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2178884

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2178884 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40