الخميس 3 حزيران (يونيو) 2010

المبادرة العربية ونهاية برنامج أوسلو

الخميس 3 حزيران (يونيو) 2010 par سميح خلف

دق ناقوس الخطر في رام الله وفي المقاطعة بالذات عندما أعلنت دولة الكويت ومجلس نوابها العتيد وأميرها وحكومتها الانسحاب من إقرار والإستمرار في طرح المبادرة العربية كخيار استراتيجي لتلك الأنظمة،وقيل أيضا أن قطر قد انسحبت
أيضا مبادرة العربية هي المبادرة التي أقرها مؤتمر القمة العربي في بيروت أثناء حصار ياسر عرفات عندما دكت المدفعية الصهيونية أركان المقاطعة ومقر الرئيس.

اعتمد برنامج محمود عباس وحتى الوقت القريب في دعم شرعيته وشرعية برنامجه السياسي في كل مكان وزمان على المبادرة العربية،وكانت المبادرة العربية والاعتراف بها شرط من شروط الإقتراب الفلسطيني الفلسطيني بين جناحي سلطة الحكم الذاتي في الضفة وغزة.

حاول عباس أن يستمد شرعيته السياسية عندما حمل مخلاه السياسي ورماها في مظلة المنظومة العربية الرسمية،ولأن العرب وخاصة دول الاعتدال لم تعد القضية الفلسطينية بالنسبة لهم هي محورية صياغة المعادلة في الشرق الأوسط وخاصة قضية الحقوق،فكان الطرح أن السلام خيار استراتيجي هو التخلي عن فلسطين التاريخية في أول محطة سانحة لذلك،ولذلك تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن،وتأتي العملية الهمجية على قطاع غزة التي استخدم فيها أسلحة محظورة لتحرج النظام الرسمي العربي ومن ثم تحرج عباس ومنظومته المرتكزة على مفاهيم النظام العربي،والضربة القاضية والتفريغ السياسي لجوهر وبرنامج محمود عباس أتت مع الرياح التي ساقت أسطول الحرية إلى ميناء سدود،والخطأ التكتيكي والإستراتيجي الذي ارتكبه العدو الصهيوني بغباء وكأنه وضع جدار فاصل وعازل بين ممارساته ومبادرة العرب التي تنازل فيها العرب عن الكثير.

ربما العدو الصهيوني ( اسرائيل ) لا تريد سلاما في حدود دولتين،وربما خرجت بعض الأصوات الصهيونية لتنادي بحل الدولة الواحدة،والبعض الآخر طرح الحل الإقتصادي والحكم الذاتي.

لقد أتى التصعيد التركي والذي يرتقي بمستوى الحدث سيلا جارفا لكل معادلة المنطقة،ففي حين فرغ برنامج محمود عباس من أول لحظة خرجت الكويت من ما يسمى المبادرة العربية،وقيل أيضا أن السعودية تدرس قرارات هامة في هذا الإتجاه،وأشار اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية إلى مؤشرات لتجميد أو الغاء المبادرة مما دعى ممثل عباس في الجامعة العربية أن يحتج،ولأن عباس ومنظومته يعلمون يقينا أن وجودهم مرتبط بطرح المبادرة العربية،والا ماذا سيقول عباس وماذا سيطرح من مبررات للإستمرار في برنامجه وسياسته من تفاوض مباشر إلى تفاوض
غير مباشر والزمن يضيع وإسرائيل تتمدد إستيطانيا وبالمقابل أنشطة محمومة لتقوية أجهزة الأمن المتعاونة مع الإحتلال في الضفة .

أما الطرف الآخر وهي سلطة الحكم الذاتي في غزة والتي تقودها حماس فهي أيضا تسير في أنشطة دبلوماسية وأطروحات سياسية في اتجاه ارضاء أميركا والغرب كبديلعن سلطة رام الله ومنظمة التحرير،ولقد حققت حماس في هذا الاتجاه انجازات
عديدة،ولكن أين تلك الانجازات من صلب القضية وصلب الموضوع وهي قضية فلسطين كلها وليست جزء من فلسطين،هي غزة،نعم أن غزة محاصرة وأتى حصارها لاعتناقها الكفاح المسلح،ولم يأت حصار غزة ناتج عن طرح الدولة المؤقتة والهدنة طويلة الأمد وتسييس البندقية في وقت لا مجال لتسييسها.

منذ يومين نشر أحمد يوسف مستشار هنية مقالا مهما جدا ينتقد السياسة الحمساوية،حيث يقول أن حماس حققت انجازات وانتصارات ولكن تمر بأزمة سياسية وبرمجية عميقة في داخلها،ويقول أمام حماس خياران،اما طالبان أو أردوغان في مؤشر لمنهجيتين مختلفتين والهوة بينهما شاسعة،ويقر خالد مشعل من دمشق أن هناك متطرفين في حماس،ولكن لا يرتقي وجودهم إلى مستوى القاعدة.

للباب مفتوح على مصراعيه في تناقضات جادة في البرنامج السياسي داخل حماس،أما من حيث الكينونة فسواء كانت سلطة الحكم الذاتي في رام الله أو في غزة فهما فاقدتي الشرعية الفلسطينية منذ أكثر من عام،ولا مجال لمناقشة الشرعية فحكومة
للأبد في غزة تنتظر رضا أميركا والانفتاح نحو سياسة الغرب وشرعية في رام الله يقلص برنامجها بفعل متغيرات إقليمية ونجاحات حمساوية بديلة لطرح تيار أوسلو.

وإذا اتخذ العرب قرارا جازما بسحب المبادرة العربية لا أدري ماذا سيقول عباس وبماذا سيخاطب الشعب الفلسطيني،وأي برنامج سيقوم عليه وجود عباس كرئيس للأبد بحكومة فياض،فهو فاقد الشرعية في الشعب الفلسطيني وفاقد الشرعية في فتح وأعطى كل ما لديه للعدو الصهيوني من تدمير لقواعد فتح الجادة وتدمير مؤسسات منظمة التحرير وجعلها منشيت عريض للتوقيع على البيانات السياسية والقرارات الخاصة لمحمود عباس.

هل يتجه عباس بعد المبادرة العربية إلى غزة ركدا على الأقدام ليضع يديه في يد حماس حول برنامج الدولة المؤقتة والهدنة طويلة الأمد،وهل سنرى تقسيمات جديدة وخصخصة جديدة وتقاسم جديد لهويتين سياسيتين يأتلفان على إصرارهما على قيادة
الشعب الفلسطيني والتمثيل الحكومة والسلطوي.

بلا شك أن تلويح العرب وانسحاب البعض منهم من المبادرة العربية جرس انذار مزعج لسلطة رام الله ولمنظومة أوسلو ستعمل سلطة رام الله بما تستطيع من أجل تدخل أميركا والغرب في أن يحتفظ العرب بتلك المبادرة وبالتالي بقاء منظومة أوسلو ووجود محمود عباس .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2165986

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165986 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010