الأربعاء 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

في انتظار الفلسطينيين

الأربعاء 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 par عبداللطيف الزبيدي

يبدو أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي لا يريد. لقد أراد ألا يريد. فعلاً «يا جبل ما تهزك ريح». إذا كان ينتظر الفرج من الجامعة العربية، فقد خاب ظنه ومسعاه. وليس عليه أن يرجو الغوث العاجل من الشعوب، فبعضها لا يملك عصاً سحريّة، والبعض الآخر مشغول فلا يُشغل.

لا أطلق الكلام على عواهنه، فالحلّ أسهل من شربة ماء : عودوا إلى مطلع خطبة طارق بن زياد. على الشعب الفلسطيني أن يضع نفسه في ذلك الموضع. لو فهم الأشقاء ذلك منذ عشرات السنين ما كانوا ليصلوا إلى حالهم الآن . انعدام الحل لا يدع المشكلة على حالها في المربع الأول. المشكلات تتفاقم مثل الفوائد المركّبة، تضاف وتتضاعف. تصبح هي وأصل الديْن ككرة الثلج.

منذ سنوات، لا يرى العربيّ غير الشجار والتلاسن بين الأشقاء الفرقاء. كلما لاحت السرّاء، جاءت الضرّاء. على رأي نجاح سلام «داوِ جرح بيخلق جرح». لا وفاق ولا صلح. جانب من تشظي المواقف العربية ناجم عن ذلك الانقسام والفصام والخصام.

سمعت مسؤولاً إعلامياً فلسطينياً يقول في إحدى الفضائيات (29 نوفمبر/ تشرين الثاني) : «إن لدينا مليوناً ومئتي ألف تلميذ وطالب فلسطيني يحتاجون إلى وجود السلطة، حتى لا يقعوا في التعليم «الإسرائيلي» إذا تخلينا عنهم». هكذا النبوغ وإلا فلا.

العيب على الشعوب التي قاومت المحتلّ، ولم تفكّر في أيّ شيء قبل تحقيق الحريّة والتحرّر والسيادة. ما قيمة التعليم تحت الرصاص المسكوب على الشعب المنكوب؟ عادت إلى ذهني صورة سخرية التاريخ، حين زار وفد من وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، إحدى الجامعات الفلسطينية لبحث سبل التعاون في الفيزياء الفلكية، في شأن ما إذا كان على كوكب المريخ ماء أم لا.

الطلاب عاكفون ليل نهار على حل معادلة الرغيف المجهول في الظلام من دون كهرباء، وأهل ناسا سارحون في الخيال العلمي على المريخ. الطالب يعود من المدرسة أو الجامعة، فلا يرى بيته ولا أشجار الزيتون غير ركام وأطلال، وهم يهذون بأساطير الكواكب. مهزلة ومأساة.

من دون شك، الشعب الفلسطيني أيضاً مسؤول عن الدفاع عن وجوده وهويّته. ومن دون شك، الكيان الغاصب محظوظ بشركائه في المفاوضات اللانهائية. أما الأغرب فهو أن قادة الكيان يردّدون على طريقة الأوراد، أن المفاوضات لا طائل من ورائها غير إطالتها. حتى صار أمل الإخوة إيقاف بناء المستوطنات شهراً أو بعض شهر. سيقول الصهاينة هازئين : أبشروا، إننا نوقف البناء في هزيع من الليل قبل أن يضحك الصبح.

ما هكذا تتحقق آمال الشعوب، ويعود الحق السليب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2178481

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2178481 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40