الاثنين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

اصطفاف الجيوش عند بوابة الشرق

الاثنين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 par د. محمد صادق الحسيني

«ليقل العدو لنا كم عدد السفن والبوارج التي يتحمل إغراقها له.. ليقل العدو لنا كم هي عدد الصواريخ التي يتحمل أن تنهال عليه؟ عشرة آلاف، عشرون ألفاً، خمسون ألفاً، مئة الف، مئة وخمسون الفاً؟ لقد خاض الأمريكيون في العقد الأخير حربين في العراق وأفغانستان ظنوا ان هذه هي الحرب، فليتقدموا إذا كانوا من الجرأة بمكان وعندها سيعلمه الإيراني معنى الحرب ومن هو المقاتل الحقيقي، أنهم ومعهم الكيان الصهيوني لم يدفعوا بعد ثمن جرائمهم في صبرا وشاتيلا وغزة فليتقدموا إذا كانوا يمتلكون الجرأة حتى ندفعهم أثمان تلك الجرائم وجرائمهم الأخرى التي ارتكبوها ضد الشعوب العربية والمسلمة».

الكلام الآنف الذكر هو لوزير الدفاع الإيراني الجنرال احمد وحيدي قاله في حضرة خمسين ألفاً ممن نذروا أنفسهم باسم «فدائيي العالم الإسلامي الثوريين» والذي أضاف : «لقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية في الواقع نحو ستين عملية عسكرية، لكنها لم تخض حرباً واحدة.. إذا كانت مستعدة فنحن الذين سنعلمها معنى الحرب الحقيقية، أما ذنبها أي الكيان الصهيوني فإننا لن نمنحه حتى فرصة التقاط الأنفاس، وهو يعلم جيداً بان موازين القوى قد تغيرت لغير صالحه تماماً».

هذا هو حال طبول الحرب المهوسة على إيران.

أما الحرب على سورية الحليف الاستراتيجي لإيران فإنها قد بدأت بالفعل بنظر المراقبين، ولكنها وللأسف الشديد على يد بعض العرب، ولم تعد القضية قضية إصلاحات ولا تلبية مطالب معارضة، بل هي قضية فصل سورية عن إيران وكسر ظهر محور المقاومة بديلاً عن المنازلة الكبرى التي يتهرب منها الأمريكي ويهول بها الكذاب الأشر نتنياهو.

لقد انكشف المستور وسقطت ورقة التوت، وبات اللعب على المكشوف فهم يريدون رأس الأسد ونظامه السياسي «لأنه الحليف العربي الوحيد لإيران، ولأنه هو من ساهم مساهمة فعالة في قتل جنودنا في العراق وهو من يحتضن «حماس» وهو من يزود «حزب الله» بالسلاح»، كما قال إليوت أبرامز، وأضاف إليه ما يعرف بـ «الفيلسوف» الفرنسي الصهيوني هنري ليفي في مقالته الأخيرة في «الليبوان» الفرنسية تحت عنوان «نهاية اللعبة».

وفيما قاله ليفي وهو المرتزق الفرنسي المستشار لنتنياهو في تلك المقالة : «لقد عطلنا أنا وساركوزي عمل وزارة الخارجية الفرنسية وعملنا معاً على تدريب المعارضة السورية في الخارج على تحمل وقع طلب التدخل الخارجي بعد أن كان بعضهم يصعب عليه النطق بها»!

وأضاف في ما أضاف صاحب السوابق في ركوب موجات ما يحلو لهم تسميته بـ «الربيع العربي» : «لقد بات لدينا سابقة ليبيا مع الناتو وبالتالي صار بالإمكان إعادة تطبيقها مع سورية وهو ما سيحصل حتماً».

أما معركة الأطلسي الأساسية فهي وان كانت مع روسيا والصين في الأساس حيث باتت خطوطه الدفاعية على تخوم البلدين، إلا أن هاتين القوتين العظميين لن تستطيعا خوض معركة النجاح الكبرى وتكسير الهياكل العظمية لهذا الحلف اليوم إلا عند بوابة الشرق التي تسمى سورية كما تعتقد كل من موسكو وبكين.

وكما يقول القادة العسكريون والسياسيون الإيرانيون : «لقد تغيرت موازين القوى العالمية وهذا هو مغزى الفيتو الروسي الصيني حول سورية وبالتالي فان دفاعهم عن سورية لا يسجل في خانة التكتيكات بل في خانة التحول الاستراتيجي في موازين القوى».

أما سورية هذه التي تحاول الجامعة العربية اليوم تضييق الحصار عليها بالإقساط نيابة عما يسمى بالمجتمع الدولي المتخفي خلف هذه الجامعة المخطوفة، فان ثمة من يؤكد هنا في طهران وخلافاً لما يروج خاطف الجامعة حمد بن جاسم في أروقة فنادق القاهرة : فان اليد التي ستمتد إليها ستبتر من الساعد لأنها بالنسبة لإيران جزء من الأمن القومي الإيراني، من حيث أنها لا تزال بيضة القبان في محور المقاومة وهي قلعة الصمود والتصدي لعملاء هذه الحرب المفتوحة.

وان الدول التي ستفتح أراضيها أو قواعدها أو مطاراتها أو موانئها لخدمة مشروع العدوان على سورية سوف تدفع ثمنا باهضاً قد يكون هو الثمن الأخير الذي تدفعه قبل أن تصبح في عالم النسيان، كما صرح مسؤول أمني عسكري بارز لنا على خلفية ورود أنباء على لسان خاطف الجامعة في دردشة له مع زميله الجزائري إذ يقول بان إيران لا تستطيع أن تفعل شيئاً لسورية، بل هي أصلاً غير قادرة على ذلك.

وكما صرح الجنرال قائد فيلق القدس قاسم سليمان أخيراً : «فان هذا العدو الجبان الذي يزبد ويرعد بوجه إيران ويهددنا بموت نحن مشتاقون إليه، نسي أن المنطقة باتت عدة إيرانات وآخرها وليس أخيرها اليمن والبحرين»، كما جاء على لسان من قض مضاجع الأمريكيين في أكثر من ساحة قتال يعرفها جنرالات واشنطن.

وإذا ظن جيفري فيلتمان وزبانيته بأنه تمكن مؤقتاً من الالتفاف على ثورة اليمن بالاحتيال وتأخير حركة الصحوة الصاعدة في البحرين وإحداث الجلبة والضوضاء حول ثورة مصر، وظن انه كسب شيئاً ما من ثورة تونس وانتفاضة الليبيين فان المستقبل القريب سيريه من المفاجآت ما يجعل رغبته في ركوب موجة الصحوات العربية الإسلامية حلماً بعيد المنال والحرب سجال.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2181694

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181694 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40