الاثنين 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

تقرير «ديفيد اولبرايت»!

الاثنين 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 par د. محمد صادق الحسيني

منذ 23 يوليو 1994 والاستخبارات «الإسرائيلية» تلوح بقدرة الآلة الجهنمية الصهيونية الجوية على ضرب المنشآت الإيرانية النووية وتدميرها!

اليوم وبعد نحو 18 عاماً تخللتها إشارات او تهديدات مشابهة بمعدل تهديد كل 10 أشهر عادت «تل أبيب» الى تكرار التهديد نفسه في ظل جلبة دولية قل نظيرها ولكن هذه المرة ضد دولة مكتملة النمو نووياً وفي ظل ظروف إقليمية ودولية تبدو فيها ايران دولة إقليمية عظمى عصية على الإخضاع والإذعان ناهيك عن المساس بقدراتها!

بكلمة أخرى فان التهديد او التهويل «الإسرائيلي» يتصاعد هذه المرة الى عنان السماء في ظروف محيطة هي اقرب ما تكون الى «الحرب المفتوحة» التي تحدث عنها السيد حسن نصر الله بين مشروعين كبيرين احدهما تقوده واشنطن بات يعرف بـ «الشرق الأوسط الكبير بقيادة «إسرائيل»» وآخر تقوده طهران يسمى «شرق أوسط من دون «إسرائيل»» في ظل تحول جيواسترايجي خطير في المنطقة ترى فيه امريكا اختلالاً واضحاً لموازين القوى التقليدية مائلاً بشكل لا يقبل الشك والترديد لصالح ايران!

[**■*] هنالك هزات او صحوات عربية كبرى وقعت افقدت واشنطن وربيبتها «إسرائيل» حلفاء من الوزن الثقيل أبرزهم «الكنز الاستراتيجي» حسني مبارك كان المستفيد الأول منها خصمهما الأول أي النظام الإسلامي في طهران!

[**■*] هنالك شعور بخطر جدي بأن تصل هذه الثورات رغم كل محاولات الاحتواء او المصادرة او ركوب موجاتها من قبل الوكلاء المحليين الصغار الى عقر بيت الطاعة الأمريكي التقليدي الإقليمي أي دول المياه الدافئة ذات المخزون الاستراتيجي الهائل من النفط والغاز فيسقط اليمن والبحرين مثلاً في حضن محور المقاومة!

[**■*] هنالك مجموعة من الهزائم المرة وقعت في العقد الأخير والتي تختزل اليوم في سفر الجلاء الأمريكي المهين من العراق والفشل الذريع في عقد اتفاقية استراتيجية مع حكومة كارزاي، وهو ما تحمل فيه واشنطن المسؤولية لإيران وتحديداً قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني!

[**■*] حتى ما كانت تسميانه «بالبطن الرخوة» من هذا الجسم الممانع والمقاوم لمشروعهما الشيطاني أي سورية فان واشنطن و«تل أبيب» تحملان طهران أيضاً مسؤولية فشلهما الذريع والفاضح أيضاً في إسقاط نظام الأسد كما كانوا يحلمون ويخططون للاحتفال بذلك في عيد الفطر المنصرم!

لم يبق أمامهم إذن سوى فتح النار مباشرة على طهران ومن الأبواب التي يظنون أنها ستجمع أشلاء قواهم المتهافتة والمتساقطة على الطريق من «أعراب وأعاجم» بحجة الخطر النووي الإيراني الداهم!

لكن هذه «الجرة» التي يريدون رميها مرة أخرى بوجه إيران بعد 18 عاماً من المحاولات اليائسة لم تعد صالحة للأسباب التالية :

[**■*] لقد بات معروفاً للقاصي والداني بان كل الحديث الثقيل عن توجه إيراني نحو التسلح النووي إنما يقوم على رواية استخباراتية أمريكية تافهة مفادها أن المخابرات الأمريكية حصلت عليها من عميل إيراني سرق كمبيوتراً فيه إشارات تفيد بذلك وان صاحب هذا الكمبيوتر رجل أعمى اختفت آثاره، وهي رواية عرضت على محمد البرادعي في العام 203 لأول مرة ولم يستطع ضميره المهني تصديقها فرفض أن تأتي في تقريره رغم إثارة الشكوك لديه تجاه طهران!

[**■*] في هذه الأثناء فقد ثبت بالبرهان القطع بأن كل المعلومات التي تصل الوكالة الدولية لتشكك في النوايا الإيرانية او النشاط الإيراني السلمي إنما تأتي من تقارير استخباراتية غربية متلاعب فيها وليست من زيارات مهنية وحرفية لمفتشين دوليين!

[**■*] البرهان الساطع والفاضح على ما نقول هو التقرير الأخير والذي كتبه واعده هذه المرة شخص صهيوني اسمه ديفيد اولبرايت رئيس مؤسسة العلم والأمن الدوليين معروف عن مؤسسته بأنها الذراع الأمنية والاستخباراتية للسي آي إيه والذي افتضح أمره عندما نشر التقرير على موقعه الاليكتروني نصف ساعة قبل إعلانه من قبل الوكالة الدولية!

[**■*] من جملة ما يؤكد قولنا هذه المقالة التي نشرها قبل أيام المؤرخ والكاتب الأمريكي غاريت بورتر والذي يعمل لدى دائرة صحافية تابعة للأمن القومي الأمريكي يفند فيها تقرير امانو عندما يكشف: «بأن ما ورد في التقرير الأخير من أن سوفيتياً أوكرانياً كان يعمل منذ ما قبل العام 2003 لدى إيران في مجال التسلح النووي إنما هو عالم فيزيائي متخصص في علم النانو تكنولوجي، وانه لم يكن يوماً يعمل في التسلح النووي حتى في بلاده الأصلية» ثم يتساءل الكاتب :

[**■*] «هل تكون «إسرائيل» بذلك قدمت معلومات خاطئة للوكالة الدولية عن طريق ديفيد اولبرايت؟!» كما جاء نصاً في موقع «كاونتر بنش» الأمريكي الشهير.

[**■*] إذا ما أضفنا الى ذلك الوثيقة السرية التي تفيد بأن امانو لم يكن ليتبوأ مقعد مدير الوكالة خلفاً للبرادعي إلا بعد أن تعهد لدى السفير الأمريكي في الوكالة بأنه لن يقدم على أي خطوة قبل أن يسأله، عند ذلك سنكتشف المخطط الذي أعد لنا بناءً على ذلك التقرير الواهي والمتهافت والذي مرر باسم المدير التابع والمشترى سلفاً لهذا اليوم الموعود!

أما الأهم من كل ذلك فربما يكون القلق الذي بات يلف الدوائر الأمريكية من وصول عناوين الوثائق التي تدين واشنطن بتورطها بأكثر من مائة عملية إرهابية في إيران ودول الجوار تقول طهران أنها سلمتها للسفارة السويسرية ما دفع صانع القرار الأمريكي يتداعى الى اجتماع خاص في الكونغرس الأمريكي داعياً إليه الضابطين السابقين في الـ «سي آي إيه» رويل مارك غريت وجاك كين ليخططا سوياً لمزيد من العمليات الإرهابية أهمها اغتيالات لقادة الحرس الثوري وعلى رأسهم اللواء قاسم سليماني والذي يقولون عنه انه هو من يخرجهم الآن أذلاء من العراق ويمنع الأفغان من عقد اتفاقية إستراتيجية معهم ويشارك بفعالية في منع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما تقول طهران أنها تملك تسجيلاً صوتياً لهذا القرار الإرهابي!

فهل تكون هذه الأمور مجتمعة هي القصة الحقيقية وراء أمر عمليات الجملة النووية على إيران وقرار الجامعة العربية الأخير الطائش ضد سورية؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2178216

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2178216 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40