الجمعة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

ساركوزي وميركل : هل يسقطان معاً؟

الجمعة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 par د. سمير التنير

اعتاد ساركوزي رئيس فرنسا في زمن الأزمات دعوة كبار الشخصيات من حزبه الحاكم إلى اجتماعات صباحية. للتداول حول مواضيع الساعة وخاصة أزمة اليورو. وهو يقول: «لقد قضيت الليل كله وأنا أتحدث مع انجيلا ميركل».

التفكير الساركوزي بألمانيا أمر عادي جداً، ففرنسا قلقة، فرنسا متوترة. هل تبقى ألمانيا مخلصة لأوروبا ولليورو؟ وهل تستطيع تقديم المساعدة للدول الأوروبية الرازحة تحت ثقل ديون خارجية هائلة، وفي مقدمتها اليونان وإيطاليا وإسبانيا؟ ويقول ساركوزي أيضا : «ان ميركل تتحرك في الطريق القويم لإنقاذ الاتحاد النقدي».

يقول الإعلام الغربي إن ساركوزي وميركل قد انخرطا في رقصة فالس طويلة. فهي تتقدم أحياناً بضع خطوات ثم تتراجع بعد ذلك عشرات الخطوات. ولا أحد يدري متى سيتوقف الرقص ويهدأ، في حين ينتظر أعضاء الاتحاد النقدي الـ15، والأسواق النقدية نهاية الرقصة تلك.

يقول ساركوزي، إن ثقته تامة بميركل من أجل إنقاذ منطقة اليورو، سواء قُدمت المساعدة المالية لليونان أو لم تُقدم. وذلك من أجل تجنب تأثير «الدمينو» الغربي الذي يهدد البرتغال وإيطاليا وإسبانيا.

يعيش ساركوزي في دوامة من القلق على الرغم من انه لا يظهر ذلك أمام أصدقائه ومريديه. ويعتبر ساركوزي نفسه زعيماً لأمة كانت دوماً قائدة لأوروبا وصاحبة الرؤية لدورها في محيطها وفي الخارج، لذلك يريد ان تكون أنجيلا ميركل إلى جانبه، وهي تشد على يده. إن موسيقى الرقص ستستمر ما دامت ميركل قادرة على الدفع والمساعدة.

تستمر في هذا الوقت الأسواق المالية ومراكز الأبحاث في إظهار عدم الثقة بالوضع المالي وفي قيمة اليورو، ليس بسبب اليونان فقط، بل بسبب الديون الهائلة التي تثقل كاهل إيطاليا وإسبانيا أيضاً. وقد خفضت مراكز التصنيف المالية أهم البنوك الفرنسية مثل كريدي اغريكول وسوسيته جنرال، لارتباطهما بديون اليونان. وساد القلق بعد ذلك الدوائر المالية الفرنسية. وقد قال ساركوزي حول ذلك: «أنا متأكد ان الفرنسيين لا يفهمون الوضع على حقيقته». أما رئيس الوزراء فرنسوا فييون فقد قال: «منذ سنتين وأنا أحاول ان أقول للطبقة السياسية، أننا على شفير الهاوية. ولكنهم لا يريدون تفهم ذلك».

يقول مرشح الوسط فرنسوا بايرو الذي حاز على 20% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية عام 2007، إن الأزمة الاقتصادية قادمة لا محالة. فالبطالة شارفت 10% من القوة العاملة وتبلغ نسبة الديون إلى الناتج المحلي الاجمالي 80%. ويبلغ عجز الميزان التجاري 56,3 مليار يورو، وعجز الموازنة العامة 5,8%. كما يطالب بايرو بوضع خطة اقتصادية طويلة المدى حتى عام 2020.

ان كل اقتراحاته التي قدمها تعتمد على الجواب الإيجابي لألمانيا. ويعترف ساركوزي ان التضامن لا يلغي شروط ضبط الموازنات العامة، والتمسك بشروط مالية قاسية تلتزم بها كافة دول الاتحاد النقدي.

عندما يسافر ساركوزي إلى برلين يسأله وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي ليونتي عن مدى استجابة ميركل لطروحاته. كما ان الأسئلة تتصاعد من الدوائر المالية حول نتائج الزيارات المستمرة منذ زمن بين ساركوزي وميركل.

يسود القلق رئيس الجمهورية الفرنسية والمستشارة الألمانية من امكانية خسارتهما معاً الانتخابات المقبلة في سنة 2012. لذا يظهران نشاطاً محموماً للمحافظة على مركزيهما. وإنقاذ العملة الأوروبية «اليورو» هو وسيلة للبقاء في أعلى هرم السلطة.

يعتقد كثير من الأوروبيين ان إنشاء حكومة اقتصادية تضم كافة أعضاء الاتحاد النقدي لا تستطيع تقديم الكثير لإنقاذ العملة الموحدة.

في قلب تلك الدوامة ظهر دانيال كوهن ـ بانديت (أحد أبطال ثورة الطلاب في عام 1968) المنتمي إلى حزب الخضر حالياً بخطة مالية جديدة سيعرضها فيما بعد على البرلمان الأوروبي. وتتألف من مرحلتين، تتمثل الأولى في التخلي عن السيادة، وتأليف حكومة أوروبية لا انتماء حزبياً لها. اما المرحلة الثانية فتتمثل في إلغاء لجنة باروترو، وانتخاب لجنة أخرى، تكون تحت سلطة الحكومة الاقتصادية الأوروبية وترأسها شخصية المانية.

يقول كوهن ـ بانديت إن على ساركوزي وميركل ان يكون لهما الشجاعة وان يتمثلا بالشخصيتين التاريخيتين لشارل ديغول وكونراد اديناور اللذين وضعا أسس الصداقة الألمانية ـ الفرنسية والاتحاد الأوروبي. وأن ينهيا رقصة الفالس المملة تلك.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2181450

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2181450 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40