الثلاثاء 1 حزيران (يونيو) 2010

مستقبل السلطة الفلسطينية في ظل التراجيديا لأسطول الحرية

الثلاثاء 1 حزيران (يونيو) 2010 par سميح خلف

سارعت السلطة الفلسطينية للشجب والاستنكار لعملية القرصنة التي هي من أحد العمليات التي مارستها الصهيونية وإسرائيل على أرض فلسطين منذ نشأتها ، واستنكر رئيس السلطة وأعلن الحداد في الضفة الغربية على أرواح الأبرياء من حملة نداء الحرية من عرب ومسلمين وأوروبيين .

ولكن لم تستجب السلطة الفلسطينية للآن لنداءات متكررة من كل الفعاليات الفلسطينية ، كتابها ومفكريها وساستها،للنداء للإعلان عن قطع المفاوضات وليس تعليقها،سواء مباشرة أو غير مباشرة.

تقف السلطة الفلسطينية للمرة الثالثة وربما للرابعة في محل حرج وفي محل ريبة من الأطراف الأخرى على مواقفها التي لا تستغل إلا لخدمة مرحلة تغذي وجودها واستمراريتها،في حين أن المنطق يقول أن مشروع السلطة الفلسطينية ومشروع أوسلو قد انتهى منذ سنين،وبالرغم من انتهاء هذا المشروع مازالت السلطة في رام الله وكما وصفها نبيل عمرو هي رئاسة للأبد وتسير في مخطط مشروع فياض.

اجتماع اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية لحركة فتح دايتون اتخذ قرارا بالذهاب إلى غزة للتفاهم مع حماس لابرام المصالحة;وكما قال عباس زكي الضرورة تبيح المحذورات،أو التفاهم على المصالحة،أعتقد أنها خطوة احتوائية أكثر منها خطوة جدية،احتوائية للحدث واحتوائية لردة الفعل من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية،فما لم تغير مركزية فتح مشروعها السياسي وبرنامجها وبدون أن تغير سلطة عباس برنامجها السياسي المبني على السلام خيار استراتيجي والتفاوض ثم التفاوض،فإن كل تلك المحاولات ما هي إلا عملية اللعب في الزمن والعبث فيه،ومن ثم العبث في مصالح الشعب الفلسطيني وفي وقتهم وفي حياتهم وفي مستقبلهم السياسي،وفي مستقبلهم الوطني؟

سلطة رام الله الآن قد حددت ممراتها وربما هذه المرة هي عملية تراكمية لما تم من احراجها في الهجوم العدواني الهمجي على قطاع غزة السابق،وربما هي في حرج الآن أكثر من تقرير غولدستون.

لقد حقق الشعب الفلسطيني والشعوب نصرا في أسطول الحرية معمد بالشهداء وهذا نصر أولا على البرنامج السياسي للسلطة الفلسطينية في رام الله ثم نصر على نهج الإستسلام والتراخي في المنطقة.

لم يفاجئنا أردوغان بخطابه اليوم،لقد حمل أردوغان هموم الشعب الفلسطيني وفي غزة بالذات،وثبت أن تركيا لم تبع فلسطين كما قدم النظام الرسمي العربي فلسطين في المزاد العلني فيما يسمى المبادرات العربية والغير عربية.

لقد احتلت تركيا الفعل الإقليمي اليوم،بل منذ سنتين،ولم يبقى للنظام العربي أي خيارات أو ما يبرر صمتها وعجزها،وبالتالي تركيا حنينها ومسؤوليتها التاريخية ومسؤوليتها الإسلامية تدعوها بقيادة أردوغان لأن تحتل ما خلفه العرب من مناطق فراغ،في حين أننا لا ننسى الدور الإيراني في الإحلال في تلك المناطق الفراغية التي خلفها العجز العربي.

حكومة رام الله تخسر يوما بعد يوم وهي تمارس سياسة الهروب للأمام في اتجاه مفاوضات عبثية وفي اتجاه تبخيس دور الكفاح المسلح وتضحيات الشعب الفلسطيني والعربي.

لقد سقط من الشهداء في أسطول الحرية وسالت دماء وذهبت أرواح في سبيل الحق التاريخي للفلسطينيين في فلسطين وفي سبيل الحرية للشعب الفلسطيني،وهذا ما يرفضه ويرفض منطقه عباس وسلطة رام الله.

بلا شك أن حماس الآن في موقع قوة يزداد يوما بعد يوم،انتصارات تحققها حماس بسياستها وامتداداتها التي أصبحت واضحة اقليميا ودوليا،وهي مناطق فراغ تركها المشروع الفتحاوي ومشروع منظمة التحرير بعد اغتصاب فتح واغتصاب منظمة التحرير،أصبح الحصار على غزة هو عبء على السياسة الصهيونية وعلى القيادة الصهيونية وعلى الأنظمة العربية أيضا،فلقد كشفت مواقفهم أيضا كما كشفتها المواقف السابقة مرارا.

لا خطاب عربي جديد لا خطاب جديد لسلطة أوسلو،سوى بيانات يمكن أن تصدر من دولة كأندونيسيا أو باكستان أو أي دولة أخرى في العالم.

على سلطة رام الله بعد عجزها السياسي وخطابها السياسي أن ترحل وتأخذ عصاها أينما تريد وأينما يسمح لها بالوجود،فهي أصبحت في وجود عديم الجدوى،وأصبحت سلطة تكبل سواعد الشعب الفلسطيني،وأصبحت سلطة مفضوحة،فلا مستقبل لتلك السطلة ومهما اختلفنا مع حماس فنحن مع بندقيتها ومعها في صيانة الحقوق الفلسطينية وحدودها من النهر إلى البحر،وفك الحصار عن قطاع غزة.

إن الموقف الذي اتخذه البرلمان الكويتي والذي يعبر عن الحياة الديمقراطية التي لطالما عبر عنها هذا البرلمان الذي يستحق كل تقدير واعجاب كما تستحق قيادة الكويت أميرا وحكومة وشعبا الاحترام على ديمقراطيتها،إن موقف الحكومة برلمانا وحكومة وأمير هي بداية التغيير في موقف النظام العربي بسحب الإعتراف بالمبادرة العربية التي مركزيتها هي التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل لهم.

إن أسطول الحرية قد رسم معالم جديدة سياسية واستراتيجية في المنطقة على المستوى الإقليمي والدولي،والخطوة الكويتية وخطوة أردوغان وموقف إيران المشهور والمعروف هي خطوط استراتيجية جديدة يجب أن يبحث العرب عن مكان لهم فيها،ويجب على الفصائل الفلسطينية أن تجد لها أيضا مكانا فيها،وعلى حركة فتح وخاصة السيد أبو اللطف أن يستغل ما هو مناسب من الظرف لعقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح وانتخاب مجلسها الثوري ومركزيتها،فربما الظروف لا تعوض ولا تكرر أحيانا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165950

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165950 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010