الثلاثاء 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

حركة «فتح» .. هل كانت ثورة أم مؤامرة كبرى؟ (5/5)

الثلاثاء 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par حسن خليل

مما سبق نستطيع القول إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» كانت ثورة فلسطينية كبرى، ولا يمكن أن يساورنا أدنى شك في وطنية قادتها ومؤسسيها وإخلاصهم، وأنا هنا أشهد من خلال معرفتي العميقة والطويلة بهم جميعاً، عدا الحاج يوسف عميرة الذي يؤكد الطمأنينة إلى شخصه كونه مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين» في كل من فلسطين والأردن، خاصة أنه عايش الإمام الشهيد حسن البنا وهو ليس في حاجة إلى تزكية من أحد.

صلاح خلف، خليل الوزير، ياسر عرفات، كمال عدوان، عبد الفتاح حمود، محمد يوسف النجار، سعيد المزين، سليم الزعنون، حمد العايدي، سليمان أبو كرش، معاذ عابد. كلهم شبان عرفهم أهل قطاع غزة بصفاتهم الثورية والأخلاقية والوطنية وبالتقى والتواضع، فأحبوهم ووثقوا فيهم وتسابقوا في اللحاق بهم واتباعهم، وهناك فاروق القدومي وخالد الحسن وشقيقه علي الحسن ومحمد راتب غنيم والشيخ محمد أبو سردانة، ووليد نمر (أبو علي إياد)، وعبد الله الدنان، وعادل عبد الكريم، وحسام الخطيب، وخالد البشرطي، وممدوح صيدم.. إلخ؛ كلهم كانوا من خيرة شباب فلسطين، ومعهم جنباً إلى جنب رفيق النتشة وعوني القيشاوي، وصبحي أبو كرش، وموسى القدوة، وإبراهيم الحفناوي، وجمال عايش، وحسن خليل حسين، وغازي خطاب ود.عمر سكيك، وأحمد وافي، وفتحي قاسم البلعاوي، وأسعد الصفطاوي.. إلخ، أستطيع أن أجزم بأن أياً من هؤلاء لا يمكن أن يخون وأن ينحرف ويصبح عميلاً لبني «إسرائيل»!!

أما بالنسبة لما بات شعبنا يصفهم بالمرتدين فيكفي أن أتعرض لزعيمهم الذي كانت له نشاطات وطنية في سوريا مع رفاقه عبد الله الدنان وعادل عبد الكريم في أواسط الخمسينيات وأصبح عضواً في اللجنة المركزية لحركة «فتح» منذ عام 1968 وإلى يومنا هذا.. فالأمر يتعلق بالنشاط الذي اجتهد فمارسه وهو محاورة زعماء اليسار «الإسرائيلي» من أجل الحصول على حق الشعب الفلسطيني، وقد استمر في هذا الطريق حتى اغتيال رفيقه وساعده الأيمن د.عصام سرطاوي.

فهذا الحوار يعد طعنة في خاصرة الثورة الفلسطينية ومضاداً لهدفها الرئيسي المتمثل في تحرير فلسطين وعودة اللاجئين إلى ديارهم، ولست أدري كيف وافقت حركة «فتح» على هذا التوجه، ثم إن السيد محمود عبَّاس الذي كان ينظّر لتنظيم حركة «فتح» حتى 1975 لم يكن قد أفصح عن نواياه الحقيقية تجاه حواره مع اليسار اليهودي .. فهو لم يقل لرفاقه إنه بات يائساً ولا يؤمن بتحقيق أهداف الحركة، وإنه يرفض عسكرة الثورة، وإنه سيعادي كل من يحمل السلاح من أجل تحرير فلسطين، حتى ولو كان ينتمي لأي فصيل فلسطيني آخر غير حركة «فتح». أي كان يؤمن بوحدة الصف بالقوة على عكس ما عوّدتنا عليه حركة «فتح» في أوج عظمة الثورة الفلسطينية، ولم يقل لرفاقه الفرسان الذين رحلوا إنه سيأمر بإطلاق الرصاص على من سيحملون السلاح ضد «إسرائيل»!!

ما معنى هذا؟ هل هو انحراف أم نكوص عن مبادئ الثورة؟ ولماذا يتفرد وحده والزمرة المؤيدة له بهذا القرار المضاد لمبادئ حركة «فتح»؟ هل هو يأس وقنوط؟ أم هو رغبة في ممارسة السلطة مع قائده ياسر عرفات الذي سرعان ما اكتشف اللعبة التي ورطه فيها هو وصديقه محمد قريع «أبو علاء» وتم التخلص من القائد، وخلت الساحة لمحمود عبَّاس قائد «فتح» كبرى فصائل الثورة الفلسطينية ليفعل فيها ما يشاء دون الرجوع إلى الشعب الفلسطيني، إلا من خلال فئة متهالكة ضعيفة كل همها أن تستمر عملية دفع المزيد من الدولارات، وأن يستمر التأمين الصحي لها حيث زحفت الأمراض والزهايمر على سيقانها وعقولها.. كفى الله شعب فلسطين ما قمنا به من جهاد خلال خمسين عاماً!!

نعم، هناك قرابة مليون فلسطيني مناصرون «فتح»، لكنهم غير راضين عن سياساتها التي تخلت عن مبادئ ومنطلقات «فتح»، وانتظر هؤلاء قيادات شابة جديدة قد تنتهي بها انتخابات المؤتمر العام السادس، لكن التلاعب بسفينة هذا المؤتمر أدى إلى مجيء قيادات موالية لهذا القائد أو ذاك وقيادات باهتة لا ألق لها!! ونتساءل : لماذا يفعل الرئيس هذا؟ لماذا يصر على ممارسة أسلوب المفاوضات إلى ما لا نهاية دون فائدة تذكر؟ ودون أن يغير شخوص وفد هذه المفاوضات؟ ولماذا يبذل قصارى جهده لإقصاء الآخرين رغم ثقلهم السياسي والاجتماعي ولا يشركهم معه في القرار؟ ولماذا يكتفي بمؤازرة تيار هزيل من السياسيين من عشاق الحسابات البنكية وكرسي السلطة؟ ولماذا لا يتخلى عن السلطة بعد أن عاشها طويلاً ولا يترك مجالاً للمؤمنين بالثورة وأهدافها، فلعل هؤلاء لم يتسرب اليأس إلى نفوسهم وهم يؤمنون بمواصلة الكفاح المسلح سبيلاً لتحرير الوطن السليب، وهؤلاء كثيرون في حركة «فتح» وقد يتمكنون من تصحيح المسار الذي انحرفت إليه الثورة بفعل طغمة المرتعشين والمرتدين والمنحرفين، ويعود القطار الثوري يسير في اتجاه الثورة حتى النصر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2178055

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2178055 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40