السبت 17 أيلول (سبتمبر) 2011

حركة «فتح».. هل كانت ثورة أم مؤامرة كبرى؟ (1/5)

السبت 17 أيلول (سبتمبر) 2011 par حسن خليل

في الآونة الأخيرة، وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة التي أعقبت مباشرة قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية «سبتمبر2000»، كثرت التساؤلات حول صدقية الثورة الفلسطينية وطبيعة تكوينها ونوعية قادتها ونسيجهم الفكري والاجتماعي، وما تميزت به كبرى فصائل هذه الثورة ممثلة في حركة «فتح» التي شكلت على امتداد نصف قرن من الزمان قيادة وأسلوباً وأهدافاً. وكان التساؤل الأكثر أهمية وعمقاً وربما إثارة وخطورة :

«هل كانت حركة «فتح» قائدة الثورة الفلسطينية ورائدة الكفاح المسلح ضد الاحتلال «الإسرائيلي» لفلسطين مخلصة وصادقة في نواياها وأهدافها، أم كانت فصلاً من فصول مؤامرة كبرى وخطيرة، وأن قادتها ومؤسسيها كانوا يعرفون ذلك أم أنهم كانوا لا يعرفون شيئاً عن هذا بل كانوا سذجاً طيبين مخلصين، وأنهم وقعوا ضحية مخطط ماسوني خبيث أسقطهم في حبائل الشيطان الصهيوني العالمي الرهيب؟».

من هنا وإحساساً مني بخطورة المصير الذي يحيق بهذه الحركة الثورية العملاقة من تشويه لصورتها الوطنية وتثبيط لهمم مئات الآلاف من الثوار الذين التحقوا بها فتساقط منهم عشرات الآلاف من الشهداء، بينما تكسرت أجنحة الآلاف من الجرحى، في حين تكوم في دهاليز سجون اليهود الغزاة المجرمين أكثر من مليون من أبناء فلسطين العاشقين لوطنهم السليب فمكثوا فيها سنوات وسنوات ليصل بعضهم إلى قرابة أربعين عاماً، حيث التعذيب والقهر والتعتيم والخنق في ظل صمت إعلامي غريب وعلى كل المستويات : وطنياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً.

أقول إنني من هنا، وفي ظل ما نعيشه الآن من مؤامرات واتفاقات مشبوهة ومفاوضات عميقة يقودها ويهيمن على مساراتها أناس كانوا غرباء عن ثورتنا بقيادة حركة «فتح» أو أنهم منافقون لم يكتشف الشعب الفلسطيني حقيقة أمرهم إلا بعد أن ظهر وبرز إلى الوجود ما سمي بـ «اتفاق أوسلو» (13/ 9/ 1993) سواء حمل اسم «اتفاق» أو «إعلان مبادئ». من هنا أخذت على عاتقي وأنا أعيش سنوات أو أيام عمري الأخيرة أن أدلي بما لدي من معلومات يمكنها أن تجيب على تلك التساؤلات، ولعلها تساهم في تسليط الضوء على الطريق التي يجب على شعبنا أن يسلكها من أجل الخروج بسلام من الدهاليز العفنة التي أسقطونا فيها.

ولا بد لنا من العودة إلى الينابيع؛ كيف نشأت حركة «فتح»؟ ومن هم مؤسسوها؟

في أعقاب كارثة فلسطين عام 1948 تشرد ما يقارب 75% من سكانها إما إلى ما تبقى من أراضيها المقدسة في الضفة غربي نهر الأردن وفي قطاع غزة (22,5% من فلسطين) وإما إلى الدول العربية المجاورة: الأردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق، حيث أقاموا في مخيمات حملت اسم (مخيمات اللاجئين)، بينما سميت في قطاع غزة (معسكرات اللاجئين). وكانت حياة هؤلاء المتشردين في غاية البؤس والفقر والإحساس بالضياع، وتعهدتهم وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بنوع من الرعاية كان من أهمها التعليم على أيدي أبنائهم المتعلمين، وكان يشدهم أمل كبير بقرب العودة إلى الوطن السليب، وكان ذلك الأمل يكبر ويتنامى كلما قام انقلاب عسكري هنا أو هناك في مصر وسوريا والعراق ولبنان.. إلخ؛ لأن البيان الأول لكل ثورة كان يتحدث عن خنوع وخيانة الحكام السابقين، وأن الانقلابيين سيعملون بجدية وإيمان من أجل تحرير فلسطين.

وبعد عشر سنوات أحس شعب فلسطين بأنهم كانوا ضحية الأكاذيب، وأنه ماحك جلدك غير ظفرك، وكانت ثورة الجزائر العملاقة أنموذجاً حياً لشعب فلسطين فلقد حطم شعب الجزائر المقولة الاستعمارية (الجزائر أرض فرنسية). وحرروا الجزائر في يوليو 1962 بدماء المليون شهيد..

من هنا تحرك شباب فلسطين خاصة في بلاد النفط التي يعملون فيها بعيداً عن أنظار أجهزة المخابرات العربية في دول اللجوء، ومن ثم امتدّ تأثير هؤلاء الشبان إلى أهليهم في كل أنحاء العالم خاصة في قطاع غزة والأردن وسوريا، وبسبب تنوع انتماءاتهم الحزبية برز إلى الوجود في أوائل الستينيات قرابة ثلاثين حركة أو تنظيما تقاربت في مسمياتها وأهدافها لأنها تنبع كلها أو معظمها من رحم الشعب الفلسطيني الذي عانى من نفس العذابات وآلام التشريد والضياع!!

[**وللحديث بقية..*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165536

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2165536 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010