الاثنين 1 آب (أغسطس) 2011

التوريط الفرنسي للأطلسي يرتد فشلاً على أصحابه

الاثنين 1 آب (أغسطس) 2011 par عدنان عبد الغني

في السابع من الشهر الحالي، طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجيش الفرنسي «بالانتصار على معمر القذافي، فوراً وبأسرع وقت ممكن، وإنهاء الحرب خلال أسبوع»، وعنونت بعض الصحف في حينه، بأن ساركوزي أمهل قيادة أركان جيشه أسبوعاً واحداً لتأتيه «برأس القذافي».

لكن الرابع عشر من تموز مر، ولم يحصل ساركوزي على مطلبه، جن جنون زوج عارضة الأزياء المتعرية كارلا بروني، ففشله بات قاب قوسين أو أدنى، وردود الفعل الأوروبية العاتبة على توريطهم في مغامرته الليبية بدأت تصله، ها هو جاره الإيطالي برلسكوني يرفع الصوت: «كنت ضد القرار بتدخل الأطلسي في ليبيا»، وأتبع ذلك بسحب قواته، وربما قد يتخذ قراراً بمنع استخدام أرض بلاده وأجوائها للاعتداء على الليبيين.

هذا هو سر الخرق الفرنسي للقرار الدولي بحظر إدخال السلاح إلى ليبيا، الذي ترافق مع تكثيف غارات الطيران الفرنسي المروحي على كتائب القذافي، وإسقاط كميات كبرى من مختلف أنواع الأسلحة بالمظلات في «جبل نفوسة».

لقد كان المطلوب طرد القذافي من طرابلس وفق مشيئة حاكم فرنسا، الذي ورط الغرب والعرب لإشعال حرب في ليبيا، مدعياً القدرة على حسمها في أسرع وقت ممكن.

نظم الفرنسيون، من وراء ظهر حلفائهم، عملية جوية وبرية ضخمة لإيصال كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ لتسليمها إلى «الثوار»، الذين باتوا أشبه بفرقة أجنبية تعمل تحت أمرة حلف الأطلسي، كما جرى إيصال كميات من المدافع المباشرة لهم عن طريق البحر، فكان أن ارتفع صوت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محذراً من أن ما يجري هو خرق للقرار 1973 القاضي بحماية المدنيين في ليبيا، إذ إن حماية المدنيين من قوات النظام شيء، وتسليح «الثوار» والقتال نيابة عنهم ومحاولة قتل القذافي، شيء آخر مختلف تماماً.

وفي حين لم يقتصر تسليح «الثوار» على فرنسا، إذ بات معروفاً أن لقطر مساهمتها الفعالة في ذلك، وكذلك للأميركيين والمصريين دورهم، فإن هذا الاحتشاد الإقليمي والدولي لم يؤت أكله حتى الآن، فمنذ أشهر والمعارضة تؤكد أنها في الطريق إلى طرابلس الغرب، لكن الحرب سجال بين النظام والمعارضة، يوم كر، يليه يوم فر.

هكذا تمضي الأيام والأشهر في الصراع الدائر في ليبيا، ما يأخذه طرف اليوم، يستعيده الطرف الآخر في اليوم التالي، بما يذكر بجولات الحرب العراقية الإيرانية، عندما كان المطلوب أميركياً وغربياً التخلص من قوة كل من الجمهورية الفتية في إيران، وقوة العراق التي لطالما أرهبت حكام إمارات الخليج.

أما في ليبيا، فالمطلوب إضعاف الجميع للإمساك بقرار النفط الليبي، ووضعه في يد دول التحالف الغربي المشرفة على الإفلاس.

البارز في هذه التطورات، أن الدخول الروسي على خط الأزمة الليبية أعاد منسوب الحديث عن ضرورة الحل السياسي، وهو ما يعني إقراراً بفشل الحملة الغربية لإسقاط النظام الليبي، من هنا يأتي التبدل في الموقف الفرنسي، الذي بات هذه الأيام يقبل ببقاء القذافي في ليبيا، شرط تنحيه عن الحكم، في تخط للقرار الدولي بمحاكمته، وكأن الفرنسي يريد تحقيق أي انتصار ولو كان شكلياً، وهو ما انعكس حرفياً على موقف المعارضة الليبية.

وفي حين أن العودة الروسية إلى «بوابة أفريقيا» أثبتت موقف القذافي الرافض للاعتراف والتفاوض مع المعارضة، وجعلته يرفع من نبرته بدعوة «شعبه» إلى الزحف لتحرير بنغازي، فإن «ثوار» المعارضة يتكبدون في معاركهم المزيد من الخسائر البشرية التي تفوق طاقتهم على تحملها، مما يلبد مجدداً غيوم التقسيم والتفتيت، التي هي النتيجة الفعلية لحالة المراوحة العسكرية، ما لم تنجح مساعي «الصديق» الروسي وحليفه الصيني، المصرة على إيجاد حل سياسي يرضي الطرفين، ويحفظ وحدة التراب الليبي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165961

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165961 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010