المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني أمس الأول بحق متظاهرين سوريين وفلسطينيين تمت فوق الأراضي السورية وليس بالجانب المحتل من الجولان، والأمر ليس مجرد خرق أو انتهاك لاتفاقيات وإنما عدوان على مواطنين فوق أرضهم وهم تحت حماية دولتهم وقواتهم المسلحة.
عندما تقتل القوات «الإسرائيلية» أكثر من 23 شاباً وتجرح أكثر من 300 آخرين وتمنع غيرهم من التظاهر فوق أرضهم السورية المحررة، دون أن تجد من يرد عليها برصاصة واحدة فقط، أو حتى بقنبلة غاز، فإن في ذلك مدعاة للتمعن فيما جرى وكيف يتم، وفيما إذا كان مسموحاً للعدو أن يفعل ما يشاء لمجرد أن هناك من هو قريب من قواته وإن كان أعزل، أو فيما إذا كان متاحاً له أن يعمل صياداً للناس بقناصاته وهم بعيد عنه فوق أرضهم وترابهم.
لقد كان منظراً مفزعاً ما نقلته المحطات الفضائية، وفيه أكثر من ذلك إلى حدود انتهاك كرامة كل مواطن وكل مسؤول وكل قيادة، إذ كيف يعقل أن تجري مشاهدة مجزرة دون تحريك ساكن. وأكثر ما تم فعله ما كان يبثه مراسل التلفزيون السوري من منطقة القنيطرة وهو يجري مقابلات مع المتظاهرين الذين تعرضوا للقصف والقنص.
أغرب ما في الأمر أن آليات ومدرعات القوات «الإسرائيلية» كانت بكثافة على الشريط الفاصل، وكان الجنود على راحتهم بإطلاق النار دون أن نشاهد مجرد جندي سوري أو أي سيارة عسكرية من أي نوع بالمقابل رغم أن مشاهدتها هي والدبابات أيضاً تتكرر يومياً، ولكن في أماكن أخرى.
ليس خافياً أن واجب الدولة السورية هو حماية مواطنيها من العدوان، وهو الأمر الذي لم يتم يوم أمس الأول، وإنما تركوا أمام بنادق العدو دون تلويح بأي رد.
التحليلات السياسية، بما فيها تلك الصادرة عن دولة العدوان «الإسرائيلية»، تشير كلها إلى تعمد سوريا افتعال التظاهر على الشريط الفاصل، لغايات ترحيل أزمتها وصرف الأنظار عن تحركات الشارع فيها، وليس في هذا التحليل والاستنتاج غرابة، ذلك أن الشريط الفاصل الذي شهد المجزرة لم يكن إلا مكاناً هادئاً وآمناً للسياحة السياسية وتبادل التحيات بين الشطرين عبر مكبرات الصوت من مجدل شمس المحتلة والقنيطرة المحررة.
دولة العدو «الإسرائيلي» تتحمل ارتكاب المجزرة وخرقها لكل الأعراف والتقاليد بالاعتداء على العزل فق أرضهم، لكن ما الذي تتحمله القيادة السورية التي راقبت العدوان وتابعته في بث حي ومباشر؟!.
RLS
