الأربعاء 18 أيار (مايو) 2011

مستشرق «إسرائيلي» : الضغوط القوية من جانب اللاجئين الفلسطينيين تنهك «الإسرائيليين»

الأربعاء 18 أيار (مايو) 2011 par زهير أندراوس

قال د. موردخاي كيدار ـ أستاذ في «قسم الدراسات العربية والشرق أوسطية في جامعة بار ـ إيلان»، وباحث في «معهد بيغن ـ السادات للدراسات الإستراتيجية» في ورقة بحثية نشرها على الموقع الالكتروني للمعهد إنّ المواجهات العنيفة التي شهدتها الحدود «الإسرائيلية» يوم الأحد الماضي لم تكن لتقع لولا تضافر عدد من الأسباب السياسية والإقليمية. السبب الأول للمواجهات هو تصاعد الإحساس أن الشعب قادر على التغيير والإيمان بقدرة الجماهير العزّل على التغلب على الحكام الديكتاتوريين. ويبدو أن الصدور العارية للمحتجين هي السلاح الجديد غير التقليدي لجمهور الشباب اليائس والعاطل عن العمل، والذي لا يقدر النظام على مواجهته. ولقد استخدم التونسيون والمصريون واليمنيون والسوريون هذا السلاح ضد حكامهم، وحالياً يستخدمه الفلسطينيون ضد «إسرائيل». أما السبب الثاني فيكمن في بروز قدرة «الفيسبوك» و«التويتر» على الالتفاف على قمع النظام وعلى تنظيم حركات الاحتجاج وتعبئة الجماهير. ولعبت وسائل الاتصال الاجتماعي دوراً مهماً في أحداث يوم الأحد الماضي.

وبرز التطور الثالث، كما قال المستشرق «الإسرائيلي»، في مشاركة النظامين السوريّ واللبناني في الأحداث، إذ لم يكن ممكناً أن تصل الحافلات التي أقلت الجماهير الفلسطينية الغاضبة إلى الحدود «الإسرائيلية» من دون علم الحكومتين وموافقتهما ورغبتهما في تحويل الأنظار عن مشكلاتهما الداخلية في اتجاه «إسرائيل». العامل الرابع، برأي د. كيدار، هو الصلة الإيرانية بسورية ولبنان وغزة، فهذه الساحات الثلاث واقعة تحت تأثير آيات الله، وليس هناك من تاريخ أفضل يمكن استخدامه من أجل تحميل «إسرائيل» مغبة ما يحدث في «الشرق الأوسط» من تاريخ النكبة 15 أيار (مايو). لكنّه استدرك قائلاً إنّه يتحتم علينا ألا نهمل العامل «الإسرائيلي» الذي له أهمية كبيرة بالنسبة إلى العرب الذين اعتقدوا طوال الأعوام الماضية أن «إسرائيل» لا تتنازل إلا تحت الضغط الخارجي. فحزب «الليكود» الذي كان تاريخياً من معارضي قيام دولة فلسطينية بات اليوم مستعداً للموافقة على نشوئها. كما أن القدس الموحدة التي كانت موضع إجماع «إسرائيلي» طوال أعوام عديدة أصبحت اليوم موضع انقسام، وحتى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذي كان رفضه محل إجماع بين مختلف الأطياف «الإسرائيلية» هو اليوم قيد إعادة النظر من جانب بعض سياسيي اليسار «الإسرائيلي»، على حد تعبيره.

وتابع د. كيدار قائلاً : لدى مشاهدة أعداء «إسرائيل» التنازلات التي قدمتها في أمور أساسية تحت الضغط الخارجي، أصبحوا يدركون أن لا مغزى حقيقياً لخطوطها الحمر، ويعتقدون أن تزايد الضغوط عليها سيدفعها إلى تقديم المزيد من التنازلات، وأن الضغوط القوية من جانب اللاجئين الفلسطينيين من شأنها أن تنهك «الإسرائيليين» وتدفعهم إلى تقديم تنازلات في هذا الموضوع أيضاً.

وعلى الرغم من حرب لبنان الثانية سنة 2006، وعملية «الرصاص المسبوك» ضد غزة سنة 2008، فإن صورة «إسرائيل» اليوم هي صورة الدولة الضعيفة الجبانة التي يمكن النيل منها من خلال «تقرير غولدستون» مثلاً. وتعتقد الدول المجاورة لـ «إسرائيل» أن المجتمع «الإسرائيلي» ـ لا سيما النخبة الإسرائيلية - هي نخبة مسالمة مستعدة لأن تتنازل عن كل شيء مقابل عودة الهدوء إلى حياتها المرفهة وأنها فقدت رغبتها في القتال.

وخلص إلى القول إنّ الأحداث التي شهدناها يوم الأحد هي بداية مسار وسط دينامكية تصاعدية يمر بها «الشرق الأوسط». لذا، على «إسرائيل» أن تدرس خطواتها جيداً من أجل مواجهة الواقع الجديد، وأن تكون حازمة على الصعيد الدبلوماسي وصارمة على الصعيد العسكري، كما أنها يجب في الوقت نفسه أن تمارس ضبط النفس لأن تصاعد عمليات القتل سيزيد من تعقيد الوضع، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2165821

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165821 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010