الأربعاء 19 أيار (مايو) 2010

عزمي بشارة يُقصف من يحيى رباح

الأربعاء 19 أيار (مايو) 2010 par د. فايز أبو شمالة

في مقالة “فضائية الفراعين في غزة” يهاجم الكاتب الفلسطيني يحيى رباح المفكر العربي الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة، ويقول فيه: قرأت لكاتب عجيب غريب الشأن قبل أيام، أن كلمة “بدنا نعيش” إذا نطقها الفلسطيني فهي كبيرة الكبائر، وخطيئة لا تقبل الغفران، هذا الكاتب معذور، فهو تربى في قمقم الآخر، ولا يعرف من الدنيا إلا ما تعلمه على يد الآخر، الذي لا يعنيه من الفاجعة الفلسطينية كلها إلا ما يستطيع المتاجرة به في أسواق السياسة، والنخاسة. انتهى كلام السيد يحيى رباح الذي ينافى ما عرفه الشعب العربي عن الدكتور بشارة؛ الذي تزعم حزباً سياسيا نابضاً بالعروبة، ومعادياً للصهيونية، وانتخب من خلاله عضواً للكنيست الإسرائيلية، ولما ضاقت فيه الدولة العبرية ذرعاً، اتهمته بالاتصال بأعدائها، ومساعدة حزب الله، وهذا ما اضطره للحياة لاجئاً فلسطينياً حتى يومنا هذا.

لقد عدت ثانية لأقرأ مقالة المفكر الدكتور عزمي بشارة، “بدنا نعيش، وهموم فلسطينية راهنة” والتي يهاجم فيها القيادة السياسية الفلسطينية، ونهجها التفاوضي الذي سيؤول إلى فقدان ما تبقى من وطن. ويقول عن فياض: “إنه رئيس الحكومة الفلسطينية المعيّن إثر انقلاب على حكومة منتخبة، والذي حاز على 1% من أصوات الشعب الفلسطيني، والذي كان وزير مالية معيّنا من قبل أمريكا، ومفروضاً على ياسر عرفات في حصاره. وقد أغدقت عليه الصحافة الإسرائيلية بلقب”بن غوريون“فلسطين. ومؤخرا حظي بمرتبة عاشرة على لائحة أهم مائة شخصية قررتها مجلة تايم. كيف؟ ولماذا؟ هكذا. فما قيمة الامبريالية إن لم يكن بمقدورها أن ترتبنا وفق منازل ومراتب، وأن تقرر من منا المعتدل ومن المتطرف؟. ويضيف الدكتور بشارة: وظيفة القيادة أن تطرح للشعب”كيف نعيش؟“و”لماذا نعيش؟“و”هل سيدعنا الاحتلال نعيش بعد أن نسلم كافة أسلحتنا؟، ومن سوف يُمَوِّل ما يقارب 200 ألف وظيفة تعيل أكثر من مليون شخص، يعيشون على رغبة ما يسمى بالمجتمع الدولي في دعم التسوية غير العادلة؟ وما هو التزامنا للقدس واللاجئين؟، وأي حياة يعيشها شعب تنازل عن سيادته من أجل الفتات؟

لهذا الوضوح نطق السيد رباح، وهاجم عزمي بشارة، وكان يمكن قبول النقد لو ظل في إطاره الفكري، والسياسي، ولم يتجاوزه إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما قال السيد رباح: إن عزمي بشارة قد تربى في قمقم الآخر، ولا يعرف من الدنيا إلا ما تعلمه على يد الآخر؛ فإن صح هذا الكلام، فمعنى ذلك؛ أنه ينطبق على الشاعر محمود درويش الذي تربي في قمقم الآخر، وقرأ أسفاره باللغة العبرية، فكيف ذلك؛ وهو من قال: خذوا أرض أمي بالسيف لكنني لن أوقع باسمي على بيع شبرٍ من الشوك حول حقول الذرة؟. وهذا ينطبق على الشاعر سميح القاسم الذي تربي في قمقم الآخر، وينسحب على الشيخ رائد صلاح المدافع الأول عن قدس المسلمين الذي تربى أيضاً في قمقم الآخر، وهذا الكلام يمس السجين سامي يونس، ابن فتح الذي يقترب من الثلاثين عاماً خلف الأسوار، وصار عمره ثمانين عاماً، فهو أيضاً تربي في قمقم الآخر، وما أكثر الأسماء الفلسطينية التي تعذبت وطوردت، وسجنت، وأبعدت، ولن يكون آخرهم د. عمر سعيد، وأمير مخول المعتقلان حالياً، واللذان تربيا في قمقم الآخر. الذي يصر عزي بشارة على تسميته بالغاصب، والقاتل، والعدو، والمجرم، والمحتل، والمعتدي، وترك للسيد سلام فياض، وأنصار المفاوضات، يقولون عن عدوهم: الطرف الآخر.

شخصياً أحترم الكاتب يحيى رباح، فهو ابن قرية السوافير، التي اغتصبها اليهود سنة 1948، ليعيش يحيى رباح مثلي في مخيمات اللاجئين، ومن المؤكد أنه وقف مثلي في الطابور، يحمل كرت “الطعمة”، ولا أتخيله للحظة أنه قادر على نسيان قريته، ويفتش عن أي حياة، وهو الذي عاد من حياته سفيراً لفلسطين في اليمن إلى تراب غزة على أمل العودة إلى “السوافير”، وعليه أزعم: أنه ليس من أنصار “بدنا نعيش” الجملة الفلسطينية التي لها دلالتها، ولها انعكاسها الوجداني، والتي تعني: زوج أمي هو عمي، ومائة عين تكبي ولا عين أمي تبكي. وأنا مالي، وهل تحرير فلسطين سيتم على يدي؟ وحط رأسك بين الروس، وقل: يا قطاع الروس. أزعم أن الكاتب يحيى رباح ليس من هذا النوع، وإنما من جيل الكرامة، والتمسك بحق العودة، وتحرير فلسطين المغتصبة من النهر إلى البحر!. فهل أخطأت؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2176717

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2176717 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40