الأحد 17 نيسان (أبريل) 2011

تلاحم مايو وسبتمبر

الأحد 17 نيسان (أبريل) 2011 par حسام كنفاني

«من ينتظر الدولة على طاولة المفاوضات لن ينالها»، هذا ما قاله القيادي الأسير في حركة «فتح»، مروان البرغوثي، في الذكرى الثامنة لأسره. مناسبة حديث البرغوثي نابعة من عناصر ثلاثة، أولها الجمود التفاوضي، الذي لم تفلح معه كل الخطط والمبادرات الأوروبية والأمريكية، وثانيها اقتراب سبتمبر/ أيلول كموعد للاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية، وثالثها استحقاق 15 مايو/ أيار، الذي من المفترض أن يشهد تظاهرات فلسطينية، يخشى الاحتلال من تحولها إلى انتفاضة ثالثة، تحت شعار «الشعب يريد إنهاء الاحتلال».

العنوان الثالث للمقابلة التي أجراها البرغوثي، لا بد أن يكون الشغل الشاغل للشعب الفلسطيني وقياداته وكوادره. ففي زمن الثورات العربية، لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يبقى على الهامش، ويتابع بصمت ما يجري من حوله من علامات تغيير تاريخية سيكون لها الأثر الكبير على مصير المنطقة على المديين القريب والبعيد.

في زمن الثورات على الأنظمة الاستبدادية، من المؤكّد أن الشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية خصوصاً، أحق بالثورة على محتليه. قد يقول قائل إن الثورة الفلسطينية لم تنته لتبدأ مجدداً. من الممكن المصادقة على هذا القول نظريّاً، على اعتبار أن حركات المقاومة لا تزال فاعلة على الساحة، وتنفذ عمليات عسكرية بين حين وآخر في الضفة ومن القطاع. لكن عمليّاً الأمر مختلف، ولا سيما أن الثورة التي يجري الحديث عنها، والتي أثبتت جدواها في تونس ومصر، وفي طريقها إلى ذلك في اليمن، تحمل شكلاً مختلفاً عن الثورة الفلسطينية التي انطلقت في منتصف ستينات القرن الماضي.

«سلميّة»، هذا هو العنوان المفترض للثورة الجديدة، وهذا ما اكد عليه البرغوثي، الذي يعدّ أحد أبرز قادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ولعب دوراً كبيراً في عسكرتها. عسكرة كانت نابعة من قراءة متطابقة مع واقع الحال في ذلك الوقت، لكنها غير ناجعة في المرحلة الحالية، التي تشهد حركات سلمية عربية، باستثناء النموذج الليبي، أثبتت قدرتها على إحداث تغيير.

على هذا الأساس سيكون استحقاق 15 مايو/ أيار مفصليّاً، آلاف أو مئات آلاف الفلسطينيين يجوبون شوارع الضفة الغربية، يتوجهون إلى الحواجز «الإسرائيلية» ونقاط التفتيش هاتفين «الشعب يريد إنهاء الاحتلال»، «الشعب يريد تحقيق الاستقلال».

من الممكن تخيّل المشهد من الان، وارتداداته في الداخل الفلسطيني والعواصم العالمية، التي بدأت تقرّ بحق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة في سبتمبر/أيلول.

تلاحم مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول في هذه الحال سيكون كفيلاً بإحداث التغيير الفلسطيني التاريخي، «فمن ينتظر دولة على طاولة المفاوضات لن ينالها».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2182084

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2182084 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40