الأربعاء 13 نيسان (أبريل) 2011

ضغط الاعتراف

الأربعاء 13 نيسان (أبريل) 2011 par حسام كنفاني

أطرف ما طالعتنا به الصحف «الإسرائيلية» مؤخراً، هو الخلاف بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، ممثلة بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، حول دعم الأخيرة لفكرة قيام دولة فلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل. فكرة يطرحها «الإسرائيليون» تحت مسمى «تسونامي الاعتراف»، في إشارة إلى ما قد تكون عليه الأمور في حال وافقت الجمعية العامة على قيام الدولة الفلسطينية، وما سيستتبع ذلك من «وضع غير قانوني» لآلاف المستوطنين في الضفة الغربية، وكأن وضعهم الحالي قانوني.

بغض النظر عن هذه المفارقة الطريفة، فإن هناك ما هو أطرف مرتبط بالخلاف سابق الذكر. هي ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن سوء تفاهم أو توتر بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، وكلها ظهرت أنها خارج السياق الحقيقي للأحداث. لكن تبيان كذب الادعاءات الحالية لم يطل ليظهر، ولا سيما بعدما ضغطت الولايات المتحدة لتأجيل اجتماع اللجنة الرباعية الذي كان من المفترض أن يتبنى موقفاً من الطلب الفلسطيني بنيل الاعتراف من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الفرق بين حديث الصحف وتأجيل الاجتماع ساعات قليلة، كانت كفيلة بإظهار أن لا خلاف جدياً من الممكن أن يقوم بين الطرفين اللذين يسيران على خط واحد تقريباً في ما يتعلق بالسياسة من عملية التسوية. قد تكون السياسة تبدلت قليلاً مع وصول باراك أوباما إلى السلطة، لكن من غير الممكن القول إن الحليفين القديمين وصلا إلى مفترق طرق، لاعتبارات داخلية وخارجية واستراتيجية ولائحة طويلة من المصالح الإقليمية، التي دفعت إلى إيجاد «إسرائيل» في المنطقة.

ورقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية تحمل الكثير من الجدية من قبل الدول الأوروبية، ولا سيما بعد إقرار الأمم المتحدة بأن السلطة بات بإمكانها التحوّل إلى دولة مكتملة المعالم. غير أن الأمر ليس نفسه بالنسبة إلى الولايات المتحدة التي وإن عمدت إلى اللعب بورقة الاعتراف، إلا أن ذلك مرتبط بعملية ضغط على رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لدفعه إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وفق الشروط التي بات متفقاً عليها دولياً، وفي مقدمتها وقف الاستيطان في الضفة الغربية. ورقة ضغط لا تعني المضي إلى النهاية، فكما تخشى «إسرائيل» على «الوضع القانوني» للمستوطنين، تهتم الولايات المتحدة بـ «أمن إسرائيل» الذي لا يمكن أن يتحقق بنظرها من دون جملة من الاتفاقات والترتيبات السابقة لقيام الدولة الفلسطينية.

ورقة الضغط الحالية بدأ نتنياهو يدرك ثقلها، رغم أنه مقتنع بـ «عدم جديتها»، وعلى هذا الأساس بدأ يدرس انسحاباً من أراضي الضفة الغربية، ستقوم الولايات المتحدة، في حال تحقيقه، بترويجه في المجتمع الدولي على أنه كافٍ في المرحلة الحالية، وليكن الاعتراف في وقت لاحق.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 59 / 2181795

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2181795 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40