الاثنين 11 نيسان (أبريل) 2011

حليمة وعادتها القديمة..!

الاثنين 11 نيسان (أبريل) 2011 par د.امديرس القادري

هذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها الرئيس عباس البحصة، وهذه لن تكون المرة الأخيرة التي ينطق فيها بكلام لا يبعث سوى على الغثيان، ففي الوقت الذي يستذكر فيه شعبنا اليوم الذكرى الثالثة والستين لمذبحة دير ياسين، وفي الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الصهيوني على أهلنا في غزة، خرج رئيس السلطة ليعلن على الملأ بأنه لن يتحاور مع «حماس» بعد اليوم.

ولأن الوقت أصبح ثمينا عند أبو مازن و محسوبا بالساعات فقد تذكر الإشارة إلى انه قد أنفق (1400) ساعة من الحوار مع «حماس» وكلها انتهت بالفشل ولم تثمر عن شيء، وبالمقابل تناسى وتجاهل السنوات الطويلة التي أمضاها في رحاب أحضان أوسلو ومدريد والمفاوضات العبثية مع الصهاينة وما جرته على القضية من كوارث ومصائب، وبالرغم من ذلك فهو لا يزال يراهن على المفاوضات، ويصر على أنه لن يصاب باليأس من إمكانية إحلال السلام مع بني صهيون، أما «حماس» فالوقت المخصص لها عند سيادته انتهى !.

سيادة الرئيس وحتى يذر بعض الرماد في العيون استغل فترة وجوده في القاهرة ليعلن فيها عن قيامه بدعوة الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ لمناقشة العدوان على غزة، وبذلك يكون الرئيس قد أراح ضميره وعمل ما بمقدوره القيام به، هذا ما تبقى في بطارية الرئيس التى أفرغها وهو يلهث على طريق توفير الأمن والإطمئنان للصهاينة الغاصبين !

بالمقابل فإن خارجية الصهاينة التي يواصل جيشها شوي وحرق أجساد الأطفال في غزة لم تجد ما يمنعها هي الأخرى من إطلاق التصريحات المطالبة بضرورة ممارسة المزيد من الضغط على السلطة لكي تعود إلى المفاوضات ومن دون شروط مسبقة، وبذلك يكتمل السيناريو المشترك طالما أن اللحم الفلسطيني في غزة بهذا الرخص ولا يجد غير أبواب السماء ليدعوها لنجدته وتقديم العون له.

كل ما سبق لا يشكل سوى جزء بسيط من هذه الملهاة التي أدمن الرئيس والمقربين منه التلذذ بها، وبالتالي فلا غرابة ولا مبالغة في أفعالهم أو أقوالهم، لأن البلادة وفقدان الإحساس تجاوزا حدودهما، ولم يعد لديهم أية خطوط حمراء وبعد أن تحجرت القلوب وغادر الضمير أجسادهم، وما عاد يعنيهم أن تقتل «إسرائيل» من تشاء وحيث تريد من غزة، إلى دبي، وصولاً إلى الخرطوم التي كان طيرانهم المجرم يلاحق أبناء شعبنا فيها عبر قصف السيارات وقتل الأبرياء.

إن أحلام الرئيس في المصالحة العرجاء والعمياء التي أراد الترويج لها من القاهرة باضت وفقست في مكانها، وكل تصريحاته الأخيرة ليس لها طعم أو رائحة، وبالتالي فلا عتب ابداً على حليمة حين تصر على التمسك بعادتها القديمة.

ولكن إذا كان الرئيس الحالم يصر على أن لا يتغير فعليه التسليم بأن القاهرة تغيرت، ولم تعد كما كانت في السابق، القاهرة اليوم لا يوجد فيها حسني ولا سليمان للاتفاق معهم على مؤامرات جديدة، القاهرة اليوم فيها شعب يتظاهر بالآلاف أمام السفارة الصهيونية للمطالبة بكنسها من مصر، القاهرة فيها شباب أسقطوا العلم «الإسرائيلي» ووضعوا العلم الفلسطيني في مكانه فهل يروق لك ذلك يا سيادة الرئيس؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا أصابك الصمت والخرس والجبن والخوف فلم ينطق لسانك بكلمة طيبة واحدة بحق هؤلاء الرجال الذين أقدموا على هذا الفعل البطولي؟!.

لقد سكت الرئيس حتى يضمن عودته إلى قصره المنيف في رام الله، فهذا هو الشرط الصهيوني الذي يضعونه له على ورقة تصريح المغادرة دائماً، وهذا التصريح يجب عليه استخراجه في كل مرة يغادر فيها إلى خارج الضفة، وبعكس ذلك فلا توجد أية ضمانات للعودة إلى أحضان رام الله التي اعتاد الاستجمام في أجوائها الخلابة.

ولذلك فلا شك أبداً في أن رياح الثورة التي تجتاح الوطن العربي قد جاءت بعكس ما تشتهيه شخاتير عباس، والشخاتير جمع شختورة، وهي مراكب الصيد الصغيرة عند أهلنا في لبنان، وبناء عليه فالرئيس الحزين والمكتئب من هروب وطرد زملاء المهنة قد يكون معذوراً، وبالتالي لا حاجة لأية شروحات حول حالته النفسية والعاطفية.

خيارات ابو مازن صعبة ومحدودة، لأنها باعتقادي ستراوح ما بين الاستقالة والرحيل أو العصفورية، خصوصاً اذا ما حملت لنا الأسابيع القليلة القادمة أخبار رحيل القذافي وعلي صالح، وعندها فكل «بنادول» الدنيا لن يكفي لمعالجة صداع الرئيس وما يمكن أن ينتهي اليه من مضاعفات، وأخيراً فإنني أعطي كامل الحق للقراء بالدعاء لسيادة الرئيس، وحسب النية دائماً!!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165250

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165250 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010