الأحد 20 شباط (فبراير) 2011

أبو مازن، ما قصّرت....

الأحد 20 شباط (فبراير) 2011 par أيمن اللبدي

أدع مسألة أساليب المقال الصحفي، ومعها كل اساليب الكتابة الأدبية، ومهارات اللغة والحساب أيضا، وأذهب مباشرة إلى أسئلة محددة، تطلب إجابات محددة، وتوجه إلى من« استقتل» ليكون صاحب الرياسات، وحامل الألقاب والصفات في الساحة الفلسطينية، بغض النطر عن طريقة جمعها، وطرق توصيفها وتوظيفها، وكل الأكسسوارات المعلقة بها.

أسأل محمود عباس: من وضع القضية الفلسطينية في سلة نفايات مكتب أوباما اليوم؟

ومن المسئول عن تموضع الخبر الفلسطيني دولياً وكونيا، في وسائل الإعلام وعند جهات الاهتمام، ليصبح أقرب إلى إعلان البحث عن« مفقود»، أو إلى صفحة الوفايات والعزاء؟

من هو المسئول عن تحطيم الاقتصاد الوطني الفلسطيني، وتحويله إلى اقتصاد تسول، وتحويل المجتمع الفلسطيني وبالذات في الضفة المحتلة، والذي استطاع أن يغالب الاحتلال الصهيوني بإمكاناته الذاتية طيلة ثلاثة عقود، إلى مجتمع يمكن وصف معظمه بمجتمع «بطاقة الصراف،»الآلي الخاص بالبنوك؟

من هو المسئول عن تفشي ظاهرة البزنسة السياسة، وإذا كانت هذه البزنسة في الدول العربية المجاورة تجري تحت حكم على الأقل هو حكم مستقل، وهي جريمة سياسية هناك، فكيف يتم القفز عنها وعن خطاياها التي تصل حدود الخيانة العظمى في هذه الحال وهي تجري في فلسطين المحتلة من كثيرين عيانا بيانا، لا نسمع ردا عليها سوى تشكيل لجان ومحاكم تحقيق هامشية شكلانية، بينما حال فلسطين وشعبها تحت حراب العدو وجنازير دباباته وبساطير جنوده التي تمنع حمارا واحدا أن ينتقل بين حاجزين صهيونيين من دون توقيف وتعريف؟

من هو المسئول عن تحطيم الجامعات والمعاهد الفلسطينية، وتحويلها من منارات وطنية مشعة، تعلم العالم كيف يكون أداء هذه المؤسسات في قيادة مجتمعاتها إلى أمانيها وطموحاتها، والتعبير عن حراكها وضميرها، إلى خرقة بالية تستخدم لتزيين زيارات مجموعة من موظفي الفشل، والكذب العلني، والادعاء الفارغ، بمناسبة ومن غير مناسبة؟

ومن هو المسئول عن تحويل بعض الثوار إلى مرتزقة؟ وبعضهم الآخر من قواعد التدريب إلى قواعد النساء؟
ومن رحم ربك، من فئة الكرّار إلى حالة المحتار؟

ومن هو المسئول عن تزوير الضمائر والإرادات، وتحويل حركة تحرير وطني، إلى حركة تحايل وثني، تعبد الدرهم والدينار، وتنقلب على مفاهيمها وأساليبها ومنطلقاتها ومبادئها، وعلى دم شهدائها وأنات جرحاها وآهات أسراها، وبعد كل هذا الانحراف، تتنطع لتصف كل من لا زال على عهد الحق واليقين بأنه في طريق اصطفاف أو انشقاق؟

أسأل محمود عباس، إذا كانت نظرية العري التام التي أطلقها أصحابها، وجندوا القضية الفلسطينية بكل ما فيها، لتسير خلف أوهامهم وأحلامهم إن أحسنا الظن، قد سقطت ولم تكن تحتاج مؤخراً فيتو أوباما على أي حال، لأنها كما يبدو كشفت عن جسد قبيح بعد تمام العري، بحيث لم يعد للناظرين حاجة له ولا به، ماذا يكون على صاحب هذه النظرية ومفتئت تطبيقها رغما عن إرادة شعبه، أن يفعل اليوم وأن يقول؟ وهل يصح أن يطلب مهلة إضافية على ذات المنهج لأي سبب كان؟

أسأل محمود عباس، إذا كانت الانتخابات التي يعلن عنها حظها أقل بكثير من حظ «الورقة المصرية»، على الأقل في التداول العام من قبل بعضهم بما يوحي بأن هناك من طريق ما لاستدراك مصيبة تقسيم الوطن والشعب والقضية، تقسيماً إضافيا لا يخدم إلا أجندة العدو ومؤسساته المعتدية بدءا من مؤسسة الاستعمار والاستيطان الآخذ في التهام الأرض والمستقبل، بعد أن أمنت قوات مرتزقة له الوقت الكافي، ليصبح واقع المناخ كما وصفه هو ذاته بأنه« احتلال سبع نجوم»، ما هو بالضبط الحل لهذه القسمة« العار »، ومن هو الذي يتحمل اليوم وزر تأجيل هذا الحل؟

أسأل محمود عباس، فقط عن عهده الميمون، كم ملف قرار أممي ودولي والذي يريده قد اتخذ لصالح الشعب الفلسطيني؟ ومن هذه الرزمة كم واحداً تمت متابعته بشكل واضح وجدي وما هي حصيلة ذلك؟ على الأقل فيما تعلق بغولدستون التي وعدنا بشفافية تحقيق حولها، وقرار عدم شرعية الجدار، وقرارات حول القدس وملفها؟ ثم إذا كانت حصيلة متابعة ذلك كله دون الصفر، فلماذا يريد أن يوهمنا بأن فيتو« أوباما» الأخير منعه من تحقيق نصره الأعظم؟

أسأل محمود عباس، هل من وظيفة لسفارات وملحقيات ومكاتب الشعب الفلسطيني حول العالم بقيت، لصالح الشعب الفلسطيني الذي افتتحت باسمه، عدا عن رفع صوره التي أعلن اول يوم توليه السلطنة أنه لا يريدها في نشرات أخبار تلفزيون السلطنة، حتى جعلنا ندوخ ونصاب بالنشوة من هذا التوجه الذي كنا نظنه ثمراً قبل أن يتضح حصرماً وعلقما، وسوى أيضا تتبع أخبار أحرار هذا الشعب وإعداد ملفات لمن يدفع ضدهم؟

أسأل محمود عباس، ما هو تعريفه بالضبط اليوم للقضية الفلسطينية؟
ما هو تعريفه للأمل الفلسطيني؟ ما هو تعريفه للشعب الفلسطيني؟ ما هو تعريفه للحق الفلسطيني؟ ما هو تعريفه للوطن الفلسطيني؟ ما هو تعريفه للتاريخ الفلسطيني وللثورة الفلسطينية؟ بصراحة بعد ملفات الجزيرة التي كشفتها، يبدو اننا بحاجة أن نعرف أكثر عمن يقول أنه يتقدم باسم فلسطين هذه الأرملة الحزينة!

واخيراً أسأل الأخ الرئيس، كم مليوناً تمت استعادته وممن؟ وكم ملف فساد سياسي، أخلاقي، أمني، اجتماعي، مهما كان شكله وحجمه ولونه، تم الانتهاء منه وتم تحصيل حقوق شعب فلسطين، التي هي أمانة في عنقه؟

أبو مازن، أطلت وأطنبت، فأتلفت وأوديت، فارحل يا صاحبي، وعسى الله العوض فيما خسرته هذه القضية....

الموقف تعتذر عن أخطاء الإدخال التي صاحبت نشر المقال



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 99 / 2165621

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165621 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010