الأحد 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

القدس عاصمة للشعب اليهودي

الأحد 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 par سمير الحجاوي

«إسرائيل» في طريقها للوصول إلى ذروة طموحاتها التاريخية.. فبعد تمكنها من احتلال فلسطين وإقامة دولة لليهود بدعم من بريطانيا والدول الغربية، في طريقها إلى إعلان القدس عاصمة “للشعب اليهودي” في كل أنحاء العالم، بعد أن سبق وأعلنتها عاصمة موحدة لإسرائيل، في تعبير ساطع على الانتصار التاريخي لحوالي 14 مليون يهودي على 350 مليون عربي وأكثر من مليار مسلم في العالم.

إسرائيل التي تعرف طريقها وأهدافها جيدا، اتخذت خطوات عملية لخلق وقائع على الأرض فهي ستقر في غضون أيام مشروع قانون لإعلان القدس عاصمة للشعب اليهودي في العالم بدل اعتبارها عاصمة لإسرائيل فقط، وفي الوقت نفسه شرعت بوضع مخطط لمد خط للسكة الحديدية بين مستوطنة اريئيل بالقرب من مدينة نابلس ومدينة رأس العين شرق تل أبيب. ورصدت مبلغ 800 ألف دولار لوضع المخططات اللازمة لمسار القطار.

وبحسب الخطة فإن القطار سينطلق من محطة السكة الحديد من مدينة رأس العين ويقف في المرحلة الأولى في محطتين إحداهما في مستوطنة بركان والأخرى في مستوطنة أريئيل، على أن يصل الخط الحديدي شرقا حتى مستوطنات ظهر الجبل ومشارف مدينة نابلس.

إسرائيل تسير بشكل ثابت ومستمر في خطتها لإحكام قبضتها على الأرض والإنسان والتاريخ الفلسطيني، إذ وافقت الشهر الماضي على خطة بقيمة 23 مليون دولار لتوسيع الباحة المحيطة بساحة البراق، وأعلنت عزمها على إقامة أول مدخل جديد للمدينة القديمة منذ أكثر من مئة سنة في مسعى لتغيير معالمها، وذلك بعد أن دشنت العام الماضي “كنيس الخراب” الذي بنته على أرض أوقاف إسلامية بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، وحفرت شبكة من الأنفاق تحت المسجد الأقصى تهدد أساساته وتنذر بانهياره، وإحاطته بأكثر من 50 كنيسا يهوديا، إلى جانب بناء جسر عند باب المغاربة وإقامة مركز سياحي وقطار هوائي في القدس، كما أطلقت مشروعًا واسع النطاق لتهويد القدس بإقامة ما تطلق عليه 9 “حدائق توراتية” حول المدينة القديمة بهدف ترسيخ القدس المحتلة “عاصمة موحدة لإسرائيل”، مما سيؤدي إلى هدم ربع منازل الفلسطينيين بالمدينة الذين يبلغ عددهم 225 ألفا، وتشريد 60 ألف فلسطيني مقدسي وإخراجهم من القدس.

وفي الضفة الغربية تضاعف عدد المستوطنين 3 مرات منذ بدء “عملية السلام”، وارتفع العدد من 100 ألف يهودي في 120 مستوطنة عام 1992 إلى 306 آلاف مستوطن يهودي يسكنون 130 مستوطنة حاليا.
هذه الوقائع المؤيدة بالأرقام تؤكد أن إسرائيل لا تعبأ لا بعملية سلام وهي تسير في مخططها المرسوم وتستغل الظروف والمناورات السياسية للوصول في مشروعها إلى نهايته.

لا يجوز الاستمرار في مهزلة “عملية السلام”، فهذه العملية تحولت إلى “كوميديا سوداء”، فمن جهة يقدم العرب التنازل تلو التنازل وتنازلوا “جماعيا” في بيروت عن حق اللاجئين بالعودة في الوقت الذي تعلن فيه إسرائيل نفسها دولة يهودية وتعلن القدس عاصمة لليهود في العالم بدعم أمريكي سياسي وعسكري واقتصادي غير مسبوق بما في ذلك توقيع اتفاق إستراتيجي لحماية إسرائيل مدته 10 سنوات.

فلسطين تهوي.. وإسرائيل تستمر بالطرق والضرب في الضفة الغربية وقطاع غزة وتجرد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 1948 من كينونتهم وحقوقهم..وهي تتحدث عن السلام وتستعد للحرب.
مطلوب من العرب دعم المقاومة الفلسطينية للتصدي لإسرائيل بكل السبل وذلك أضعف الإيمان، فمن لا يملك القوة على الأرض، لن يحقق أي شيء في المفاوضات فالضعيف يجلس على الطاولة لكي يستسلم فقط، كما قال الصيني “صن تزو” أول إستراتيجي عسكري معروف في التاريخ قبل آلاف السنين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2180897

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2180897 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40