الخميس 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

دراسة بحثية حول الالتزام الأخلاقي للمقاومة الفلسطينية

الخميس 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par سوسن زهدي شاهين

المقاومة هي معاهدة سلام يعقدها المراجع لضميره، لذا أدعوا الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير والحركات الإسلامية لهذه المعاهدة من أجل حرمة الدم الفلسطيني.

تختص هذه الدراسة بمدى الالتزام الأخلاقي للمقاومة الفلسطينية منذ السبعينات وحتى الآن وتأثير هذا الالتزام على الأجيال الفلسطينية وعلى مستقبل القضية الفلسطينية هي محاولة لتحليل وفهم الأولويات والتعريفات الخاصة بكل فصيل فلسطيني للمقاومة الفلسطينية وأخلاقياتها ومدى تطبيق الجزء النظري بطريقة عملية على أرض الواقع الفلسطيني، والوقوف على حالة التغير السياسي التي طرأت وبدورها أثرت على بنود بعض المواثيق المذكورة سواء في منظمة التحرير الفلسطينية أو على مستوى الفصائل مما كان لها الأثر الكبير والعميق في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني والتي قادتنا إلى عدم طهارة السلاح. والى استباحة كافة المحرمات والى نزف الدم الفلسطيني بأيدي فلسطينية.

إن الحديث بشكل صريح عن الالتزام الأخلاقي لفصائل المقاومة هو موضوع حساس جداً ولم يتم التطرق إلى الحديث حول هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، لذلك لا يمكن لنا من وضع معاير محددة للأخلاق، وذلك لحساسية الوضع الفلسطيني الفكري والأيدلوجي، لذا علينا أن نجمع ما بين المعاير التي وردت في اتفاقيات جنيف والقانون الدولي وما بين التجارب المقاومة العالمية وما بين ما ورد في الشرعية الإسلامية لمحاولة إيجاد سبل للوصول إلى معاير أخلاقية تلتزم بها المقاومة داخلياً، وعلى الفصائل أن تعقد مؤتمر مشترك تحت عنوان أخلاقيات المقاومة الفلسطينية تخرج به بتوصيات يجمع عليها الجميع من بعدها تنتقل إلى اجتماعات فردية لتعديل بنودها ومواثيقها من اجل منح حيز اكبر للالتزام وتطبيق العقوبات الواردة في تلك المواثيق وإعادة تفعيلها بدلاً من تجمديها. وننوه أيضاً أن هناك بعض المؤشرات الخطيرة في طيات هذه الدراسة فإن إلغاء الكثير من البنود من ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تنادي بالكفاح المسلح والمقاومة بشكل شرعي، هي كدس السم في العسل في حال تم استغلالها ضد القضية الفلسطينية لأننا بإلغائنا لتلك البنود قمنا بتحويل المقاومة الفلسطينية إلى عمل إرهابي غير مشروع، وحتى وان رفضنا استقبال هذه الفكرة فنحن قمنا بدون قصد بناء على الاتفاقيات الدولية بتجريم سلاحنا بأنفسنا.

تقوم المقاربة التي اعتمدتها الدراسة على توصيف وتحليل المعطيات الأخلاقية والسياسية الداخلية من خلال تحليل المواثيق والبيانات والأدبيات السابقة، والتي أسهمت بشكل كبير في تشكيل مفهوم جديد لمدى الالتزام بالأخلاقيات في داخل الفصائل الفلسطينية ومدى كونها مرنة وليست جامدة. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يوجد معاير أخلاقية ذكرت بشكل واضح وصريح من خلال مواثيق الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير، بل عملنا على استنتاج تلك المعاير من خلال ما طرحت الفصائل من قيم وأهداف ومقارنتها ومقاربتها مع التطبيق الفعلي والعملي في الواقع.

استندت الدراسة في معالجة الموضوع على مراجعة الأدبيات السابقة والأدلة التاريخية ذات الصلة وعلى المواثيق الخاصة بكل من «منظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية، والمواثيق الموقعة فيما بين الفصائل : اتفاقية مكة، وثيقة الأسرى، تفاهمات القاهرة، وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني» وعلى معطيات الواقع وتحليلها للوصول إلى تداعيات المرحلة الراهنة والتي فقدت فيها المقاومة الفلسطينية بوصلتها وهيبتها وهدفها الرئيسي والأول وهو التحرير وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني لتتوجه إلى المنازعات السياسية والمناكفات الحزبية بالدرجة الأولى فلم تعد المقاومة مقاومة ولا السياسة سياسة.

وتقدم الدراسة بالتحليل السياسي عرضاً لنشأة هذه الفصائل وأهدافها الأخلاقية، وتطور مفهوم الوطنية الفلسطينية (المقاومة) عبر مسيرة النضال الفلسطيني، وكيفية الحفاظ على وجودها وأهدافها التي نشأت من أجلها، من خلال تثبيت أخلاقياتها من طريقة أعمالها التي تمارسها على ارض الواقع التي بدوره ستكون السبب في تثبيت الشعب الفلسطيني في حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وتحاول الدراسة الايجابية على السؤال الرئيسي الذي يتعلق «بمدى تطبيق الأخلاقيات في المقاومة الفلسطينية وبتأثيرها على أبناء الشعب الفلسطيني» بالإضافة إلى مجموعه من الأسئلة الفرعية التي تتعلق بالمتغيرات التي طرأت على أخلاقيات المقاومة ومدى تطبيق كل ما يخص المقاومة من صدق وأمانة وعلى الأخلاقيات في التعامل مع أسر المقاومين ونخص بالذكر منهم «الأسرى والشهداء والجرحى والمبعدين»، لنصل في النهاية للإجابة على السؤال الذي يتحدث عن أثر الانقسام على أخلاقيات المقاومة، إضافة إلى التأثيرات الاجتماعية المتعلقة بعلاقة التنظيمات الفلسطينية بعضها ببعض.

وتقدم الدراسة تحليلاً للإجابة عن أسئلة الدراسة في خمسة فصول، يبدء الفصل الأول بالإطار النظري، وتحليل ومنهجية وإجراءات الدراسة.

وتطل الدراسة في الفصل الثاني على الأدبيات ذات الصلة بالموضوع وفي الفصل الثالث يتم التطرق إلى الأسس الأخلاقية للمقاومة الفلسطينية على مستويين، المستوى الأول منظمة التحرير الفلسطينية، والمستوى الثاني الفصائل الفلسطينية وهي : «حركة حماس»، «حركة الجهاد الإسلامي»، «حركة فتح»، «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» ومدى تطبيق الأخلاقيات والالتزام بها.

وتتناول في الفصل الرابع إلى عرض النتائج ومناقشتها.

وتنتهي الدراسة في الفصل الخامس بطرح عدد من الاستنتاجات والتوصيات التي خلصت إليها الباحثة.

دراسة بحثية حول الالتزام الأخلاقي للمقاومة الفلسطينية
سوسن زهدي شاهين

- [*مرفق النسخة المصورة الكاملة من الدراسة للتصفح والطباعة (PDF).*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2181706

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2181706 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40